سد الذرائع أم فتح الذرائع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين المبعوث رحمةً للعالمين .
أتى الإسلام لحفظ الضرورات الخمس وهي (الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال ) و حفظها فيه مصلحة عامة كما قال الإمام الغزالي رحمه الله ولقد أوجدت قواعد عدة لحفظ هذه الضرورات الخمس ومن هذه القواعد قاعدة (سد الذرائع).
دعونا نستعرض بعض الأمثلة التي قد تمر علينا بشكل شبه يومي والتي تستند على هذه القاعدة.
المثال الأول: إشارات المرور الضوئية فهي وسيلة لسد مفسدة الحوادث وفيها حفظ للمال والنفس.
المثال الثاني: التحذير من إعطاء الأدوية كالمسكنات وغيرها للمرأة الحامل ، وذلك حفاظاً على جنينها من تشوهات وغيره من الأعراض.
المثال الثالث: نقاط التفتيش الأمنية وهي تفاتيش احترازية للحفاظ على أمن البلاد والعباد .
المثال الرابع: عدم السماح للطائرات بالتحرك على شكل مجموعات أو بمحرك واحد ، وذلك حفاظاً على حياة ركابها من أذى تصادم الطائرات ببعض أو سقوطها إن كانت بمحرك واحد.
المثال الخامس: السرعة القانونية داخل المدينة وخارجها ، وذلك حفاظاً على سلامة السائق والركاب وأيضاً على سلامة ركاب المركبات الأخرى والمارة .
المثال السادس: التفتيش بالمطارات ويبدأ بتفتيش الأمتعة وينتهي بتفتيشك شخصياً في بعض المطارات ، ومع ذلك نرى أن هذا التفتيش مهم وضروري ، فهذا الإجراء يقي من تهريب الممنوعات إلى الطائرات و لربما كان بعض هذه الممنوعات مضر بجميع الركاب .
هذه الأمثلة وهي فيضٌ من غيض انبثقت من قاعدة (سد الذرائع) وهي بالجملة وضعت أنظمتها من البشر، فما بال بعض المخالفين لشرعة رب العالمين تعترض على قاعدة سد الذرائع عندما تتعلق بأمر شرعي ، وعلى ذلك أمثلة نسوقها لكم وهي :
المثال الأول: تغطية المرأة لوجهها ، والهدف من هذا الأمر هو {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}. وإنني أتحدى أن ترى معاكساً يعاكس امرأة تقيدت بالحجاب الشرعي ، بل تراه يركض خلف من تلبس عباءة مخصرة أو عباءة كتف أو مخرجة لعينيها . فتغطية المرأة لوجهها كله فيه حفظٌ لها من الاعتداء عليها من أصحاب الأنفس المريضة .
المثال الثاني: تحريم اختلاط النساء بالرجال ، وأعني الاختلاط المقصود ، والأدلة على تحريمه كثيرة ومتواترة والمقال لا يتسع لذكرها ، لو أصبح هناك اختلاط مقصود بين الجنسين سواء بالعمل أو بالدراسة فما هي الأضرار التي سنجنيها منه ، سنرى ضياع الأسر وتفككها ، سنرى أشياء لم تخطر على بالنا قط من ضياع للنسل ، ولنا في المجتمعات التي تطبق الاختلاط في العمل والدراسة عبرة وعظة فنسبة الزنا مرتفعة لديهم بشكل مخيف حتى أن أمريكا دولة التطور والتقدم وقبلة بعضهم ، تطور الوضع لديهم إلى حد بيع النساء والمتاجرة بهن .
المثال الثالث: قيادة المرأة للسيارة : وهذه تحتاج منا إلى عدة مقالات لنبين لكم بالتفصيل المخاطر والمفاسد التي ستحصل جراء هذا الأمر لو سُمح به ، ولكنّ سنذكرها باختصار شديد وهي مقتبسة بتصرف من دراسة للدكتور كمال محمد الصبحي سأشير إلى عنوانها في آخر المقال :
المفسدة الأولى: الازدحام المروري سيكبر ومن زار الدائري الشرقي في الرياض بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء سيعرف أن ما لدينا من سيارات زيادة عن المطلوب فالبيت الآن تجد به سيارة للوالد وسيارات الأبناء وسيارة السائق ، فإن قادت المرأة السيارة نرى أن الازدحام سيرتفع للضعف فالأم تريد سيارة والزوجة تريد سيارة والابنة تريد سيارة ، بالإضافة إلى احتفاظهم بالسائق .
المفسدة الثانية: إساءة استخدام الفتيات للسيارات ، بحيث تخرج من البيت ولا يُعلم إلى أين تخرج.
المفسدة الثالثة: ارتفاع مستوى الإيقاع بالبنات بسبب كثرة الاحتكاكات عند إشارات المرور وفي المواقع الأخرى.
المفسدة الرابعة: ارتفاع نسبة انحراف رجال الضبط عموماً فيما يخص الفتيات .
المفسدة الخامسة: ارتفاع نسبة الطلاق وتفكك الأسر ، بسبب تسهيل أمر المعاكسات حينما تقود المرأة للسيارة.
وليعلم الجميع أن هدف أمريكا وأذنابها من المنافقين في بلادنا هو إخراج المرأة من بيتها مخالفة أمر ربها وفطرتها السوية ، فإن خرجت فعليها وعلى أبناءها السلام . لأن سلوكها يعود على سلوك أبناءها ، ولن تخرج لنا جيلاً قادراً على قطف تفاحة من شجرة .
قبل الختام ...
تخيلوا معي لو أن هناك سداً كبيراً و عالياً و خلفه ماءٌ كثير وفي الجهة الأخرى من السد تقع مدينة تعج بالسكان وتدب بها الحركة والحياة وعامرة بالمال والزراعة ، والناس فيها يعيشون بسعادة تامة وأمن وأمان ، والسد يحميهم من الماء ، فتخيلوا ولو لدقيقة واحدة ما هي المفاسد لو أن هذا السد أصيب بتصدعات أدت إلى انهياره ... ما هي النتيجة ؟
النتيجة يا سادة هو هلاك الزرع والنسل والحرث وضياع الأموال وقتل الأنفس .
وهذا ما يحصل لو أن قاعدة سد الذرائع ألغيت من قاموس حياتنا سنرى ضياع للدين والأنفس والنسل والمال والعقل .
ومن يرى اختلاط المرأة بالرجال أحيله إلى كتاب جديد للشيخ عبدالعزيز الطريفي يتكلم عن الاختلاط بعنوان : (الاختلاط .. تحرير وتعقيب وتقرير).
ومن يرى قيادة المرأة للسيارة ويدعوا لها فأحيله إلى دراسة للدكتور كمال الصبحي بعنوان: (رسالة للأخ الكبير معالي الدكتور محمد عبده يماني حول قيادة المرأة للسيارة).
والله من ولي التوفيق.
كتبه/ عادل بن مبارك الفالح