هل نحن أهل للنصر أم أهل للخذلان والذل و الهوان؟
قال الله عزوجل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)(محمد)
هل نصرنا الله عزوجل فأطعناه فيما أمر وانتهينا عما نهى عنه وزجر فنستحق النصر؟ ، أم أننا قلنا سمعنا و عصينا فنستحق الخذلان و الذل و الهوان ؟، طبعا الثانية والواقع المرير أكبر شاهد على مانقول .فالمعاصي منتشرة كبيرها و صغيرها ، وهذا كفيل بأن يعاقبنا الله عقابا أليما شديدا، ولنضرب على ذلك مثالا ، الربا مثلا : ماذا قال الله عزوجل في متعاطيه فضلا عن تقنينه و العمل به في المؤسسات العمومية و الخاصة و حمايتها؟ ، قال الله عزوجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ .
فالآية واضحة لانستحق النصر، بل توعدنا الله بحرب منه ومن رسوله عليه الصلاة و السلام .
عن قتادة قوله: وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أوْعدهم الله بالقتل كما تسمعون، فجعلهم بَهْرَجًا أينما ثقفوا.
وعن الربيع: " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله "، أوعد الآكلَ الرّبا بالقتل.
قال ابن عباس: قوله: (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله.
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : يقال لآكل الربا يوم القيامة خذ سلاحك للحرب ، قال أهل المعاني : حرب الله : النار وحرب رسول الله : السيف .
قال أبو جعفر: وهذه الأخبار كلها تنبئ عن أن قوله: (فأذنوا بحرب من الله) إيذان من الله عز وجل لهم بالحرب والقتل، لا أمر لهم بإيذان غيرهم.
قلت من حاربه الله و توعده بالقتل هل ينصره الله على اليهود أم سيسلطهم عليه ؟ من حاربه الله هل تستقيم له شؤون دنياه ؟ من حاربه الله هل يستتب له الأمن في بلده ؟ من حاربه الله هل تستقيم له رعيته و ينصر الله على خصمه ؟ من حارب الله و حاربه الله هل يجوز أن يطلب منه النصر و هل سينصر؟ أم هو أهل للخذلان والهوان و الصغار؟ ،ثم أليس الأحق أن يعذبه؟ ، فحسب هذه المعصية فقط ولادعي لذكر أخواتها التي اجتمعت معها نستحق الحرب من الله والله المستعان ، فقبل أن نتكلم عن النصر يجب أن نصلح أنفسنا ونراجع ديننا و نحكم شريعة ربنا و أن نتراحم بيننا ، لأننا لن ننتصر بقوتنا و لا بعتادنا مهما بلغت قوتنا ، فالنصر من عند الله قال الله تعالى ومالنصر إلا من عند الله
فاللهم أصلح أحوال أمتنا