[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl]
[rtl]الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:[/rtl]
[rtl]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،اعلموا إخواني رحمني الله وإياكم أن الله عز وجل ما خلق الإنس والجن إلا ليوحدوه ويعبدوه ويفردوه بالعبادة،قال الله تعالى:( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).والعبادة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.اهـ،ومن أفضل الأعمال في هذه الأوقات أوقات إدبار الدين وغربة أهله المتمسكين به،القابضين على الجمر هو طلب العلم الشرعي النافع المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وآثار السلف الصالح من صحابة أبرار ومن تبعهم بإحسان من الأئمة الأعلام،قال الله تعالى:( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).فاحرصوا إخواني بارك الله فيكم على بذل الجهد وكل غال ونفيس في طلب العلم النافع والعمل به وبثه ودعوة الناس إليه بالحكمة والموعظة الحسنة،فهو الجهاد العظيم في هذه الأزمان والغربة،قال تعالى:( وجاهدهم به جهادا كبيرا)،وهذا ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وقت الاستضعاف،فقد حرص صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة والتوحيد،والإيمان في قلوب الصحابة رضي الله عنهم قبل تعليمهم القرآن الكريم،فقد قال أحد الصحابة: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا،فهذه هي التربية النبوية الراشدة التي أخرجت لنا جيلا فريدا وخير رعيل وسلف،وقدمت لنا رجالا يضحون بأرواحهم وأنفسهم ،ويقدمونها رخيصة في سبيل الله عز وجل وابتغاء مرضاته وجناته،ويبذلون كل غال ونفيس،ولما زاد البلاء والإضطهاد لهم من قبل كفار قريش أمروا بالهجرة للحبشة ثم للمدينة النبوية فرارا بدينهم وعقيدتهم وتوحيدهم،وحتى يستطيعوا إظهار دينهم وعبادة ربهم عز وجل ،ثم لما قوي صف المسلمين وقويت شوكتهم وصار عندهم خير إمام صلى الله عليه وسلم ،وراية إسلامية،وعدد وعدة أمرهم الله عز وجل بالجهاد بالسيف والسنان،قال تعالى:( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).فظهر المسلمون على عدوهم وكان لهم الغلبة والتمكين والظهور،ففتحوا العالم وصارت راية التوحيد والإسلام خفاقة في أرجاء المعمورة،وعشنا أعزة نملك زمام قيادة العالم أجمع.[/rtl]
[rtl] ثم خلف من بعدهم خلوف بدلوا وغيروا وحرفوا،وألبسوا الحق بالباطل ونطق الرويبضة من على المنابر ،فتبدل الحال من رخاء إلى شدة ومن أمن إلى خوف ورعب ومن إجتماع إلى تفرق وتشرذم،وانتشر الشرك والقبورية والبدع والمعاصي،وكثر الخبث والمجاهرة بحرب الله عز وجل ومعصيته،فنحيت الشريعة والتحاكم إليها واستبدلت بقوانين وضعية طاغوتية كافرة مستمدة من الغرب الكافر والشرق الملحد،وتسلط الظلمة على رقاب الناس،وعملوا على طمس الحق ومحاربته ومحاربة أهله الصادقين المخلصين،وأبعدوا عن المنابر والتوجيه والإرشاد وقيادة الأمة وتبصيرها بدينها وعقيدتها وتوحيدها الصافي،وحرصوا كذلك على تجهيل الأمة حتى تبقى في ظلام التيه والتخبط والعمى،فيخلو ويحلو لهم الجو.[/rtl]
[rtl] ولذلك إخواني في كل مكان إحرصوا وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى على إقامة الملة وتعليمها ،ملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام،قبل إقامة الدولة الإسلامية،لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم:( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).فاسلكوا منهج ربكم في التغير والإصلاح فهو الذي أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده باتباع ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال عز وجل:( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين).وقال:( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه وإنه في الآخرة لمن الصالحين)،ثم إن لم تستطيعوا إظهار دينكم وتوحيدكم وكنتم مستضعفين فعليكم بالهجرة إلى بلاد التوحيد وتكثير سواد الموحدين المسلمين،فتكونوا إخوة متحابين وجماعة مسلمة موحدة واحدة،فإن كان لكم قوة وقدرة وإمام واستطاعة على جهاد الكفار بالسنان،قمتم للجهاد مسارعين ونفرتم في سبيل الله عز وجل حتى يعبد وحده لا شريك له في الأرض،وحتى تزيحوا كل العراقيل والعقبات التي تصدكم عن إظهار دينكم ودعوة الناس إلى الدين والتوحيد الصافي،قال تعالى:( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).الفتنة:الشرك.[/rtl]
[rtl]وبذلك تقوم لكم بإذن الله عز وجل دولة وخلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة.[/rtl]
[rtl]خلاصة القول تتلخص في ما يلي:[/rtl]
[list="list-style-type: decimal; direction: rtl;"]
[*][rtl]إقامة الملة – ملة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام-.[/rtl]
[*][rtl][size=21]الهجرة في حال الإستضعاف وعدم القدرة على إظهار الدين وتكفير المشركين بأعيانهم والتحذير منهم ومعاداتهم والبراءة منهم.[/rtl][/size]
[*][rtl][size=21]الإنضواء تحت راية واحدة،وجماعة موحدة مسلمة واحدة لها إمام مسلم.[/rtl][/size]
[*][rtl][size=21]الجهاد في سبيل الله عز وجل عند القدرة والإستطاعة،حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله عز وجل،وحتى يعبد وحده لا شريك له.[/rtl]
[rtl]والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.[/rtl]
[rtl]كتبه أخوكم:أبو لقمان الجزائري.[/rtl]
[rtl]لا تنسوني إخواني من دعائكم بارك الله فيكم وجزاكم خيرا. [/rtl][/size]
[/list]