الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة و السّلام على الرّسول الأمين .
أمّا بعد :
السّيستاني المرجعيّة الدّينيّة لدى الرّوافض مسرور و راض عن فتاوى صادرة عن بعض أعدائه ممّن هم من أهل السّنّة ، لمّا قالوا عن دولة الخلافة إنّهم خوارج ، و عندما طالبناهم بالدّليل على وصفهم بالخوارج ، قالوا خرجوا من رحم القاعدة .
قلنا : و أنتم خرجتم من رحم الإرجاء ، ألم تقضوا عمركم مع المدخليّ ، بل كنتم ممّن تشبّع بأفكار زعيم المرجئة و الجهميّة المعاصرة " ربيع المدخليّ " ، إلا أنّ الفرق بينكم و بين قيادة دوله الخلافة واضح ، حيث أنكرت القيادة في بيان منشور أن تكون يوما ما تابعة للقاعدة ، أمّا أنتم إلى هذه اللحظة تقرّون بسابقة الانطواء تحت الرّبيع المدخليّ .
قلنا : هب أنّ دولة الخلافة خرجت من رحم القاعدة ، أليس التّوبة النّصوح تجب ما قبلها ؟ أم ماذا ؟ كما أنّكم قائلون بتوبتكم من الإرجاء و من التبعيّة لمن ربّاكم على ذلك .فما الفرق ؟
قلنا : أليس بالأمس القريب أفتى علماء بشرعيّة الجهاد السّوريّ ، حيث قال بعضهم : " السّوريّون من قاتل منهم حزب الكافر بشّار نصرة للإسلام وقمعاً للباطل وإعلاء لدين الله فهو مجاهد في سبيل الله"، و دولة الخلافة تقاتل الرّوافض نصرة للإسلام و إعلاء لدين الله أليسوا مجاهدين ؟ ما الفرق ؟
قلنا : لمّا عجزوا على الإتيان بدليل واحد أنّهم خوارج قالوا :إنّهم يقتلون أهل السّنّة ، فيقال : لماذا يقاتلونهم و يقتلونهم ؟ لأنّهم خونة كما أنّهم تحالفوا مع الجيش الحرّ العلمانيّ كما أنّ عقائدهم في الرّوافض على غير منهج سليم ...
قلنا : أليس بالأمس القريب أفتى بعضهم قائلا : " الجهاد في سوريا يُرجى أن يكون في سبيل الله والتبرّع لهم بالمال والسّلاح من الأعمال الطيّبة" ، ما الفرق ؟ فدولة الخلافة كذلك تجاهد الرّوافض ، فلماذا لا تدعم بهذا ؟ أم أنّنا نحكم عليها من خلال قنوات الأخبار و من خلال أعدائهم من أتباع الجيش الحر و جبهة النّصرة و غيرهم ، فلماذا لا يعاين المكان قبل الإفتاء ؟ ربما تتغير الأمور .
قلنا : أليس بالأمس القريب كانت الفتوى بـ : " دفع الزّكاة لأهل سوريّا إذا تحقق أنّها تصل إليهم " ، فلماذا لا تكون كذلك بالنّسبة لأهل العراق ؟
قلنا : أهل سوريّا بقيادة الجيش الحرّ أعلن عن قيام دولة مدنيّة مع موافقة الأطراف ، فلماذا لم يأت النّكير عليهم على أنّهم يدعون إلى تحكيم الكفر ؟
ومن باب التنزّل الجدليّ أيّهما أقرب إلى الإسلام : الخوارج أم الكفار العلمانيّون ؟
قلنا : ما المطلوب من دولة الخلافة حتى ترضوا عنها ؟
تريدون منها وضع السّلاح و تسليم بناتهم و أخواتهم للرّوافض ؟ لو كنتم مكان الدولة ، هل تفعلون ذلك ؟ أي تقدّمون زوجاتكم و أخواتكم لرافضي نجس يعبث بهن كما يريد أم تقاتلون و تجاهدون ؟
قلتم : إنّهم يقتلون أهل السّنّة ، اثبتوا العرش ثمّ انقشوا ، هؤلاء الذين ظننتموهم من أهل السّنّة هم من الموالين للكفار ، حيث اتّفقوا على إبادة دولة الخلافة ، بل بدؤوهم بالقتل غدرا و الحقائق ثابتة .
أين العدل ؟ حيث : كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر " .
دولة الخلافة ماضية و باقية - إن شاء الله - ، حتى و لو أزيلت و أبيدت فلا يدل ذلك على أنّها كانت على باطل ، فقد قتل يحي - عليه السّلام - فهل كان على باطل؟
الحمامات – تبسة – الجزائر