رصد الخلل و رد الزلل
سلسلة الرد على المرجئة
بسم الله الرحمن الرحيم
بدون إطالة و بدون مقدمات نشرع في الرد على جل الشبه التي يقذفها أنصار الفكر الإرجائي ،الذين يحاولون التغرير بشباب الأمة الإسلامية ،و التقليل من هيبة العلماء الربانيين الذين أفنوا أعمارهم في مقارعة أهل الباطل أصحاب التيارات و المذاهب الهدامة ،وخاصة اهل الشرك الذين مهد لهم الطريق بعض الانذال من ابناء الفكر الإرجائي الخطير ،كما هو معروف في جميع الاقطار و الأمصار ،ونبدأ بحول الله مع الشبهة الأولى :
-1-قول المرجئة الإيمان هو التصديق
رصد الخلل
قالت المرجئة : الإيمان هو التصديق و التصديق هو الإيمان
رد الزلل: قال شيخ الإسلام: (وهذه من عقائد المرجئة وأقوالهم كأصحاب بشر المريسي الذين يقولون بأن الإيمان هو التصديق لأن الإيمان في اللغة هو التصديق وما ليس بتصديق فليس بإيمان ويزعم أن التصديق يكون بالقلب وباللسان جميعاً) الفتاوى: الفتاوى: (7/288).
وقال شيخ الإسلام: (فإن عامة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب فإنهم صاروا يحملون كلام الله ورسوله على ما يدعون أنه دال عليه ولا يكون الأمر كذلك ويجعلون هذه الدلالة حقيقة وهذه مجازاً كما أخطأت المرجئة في اسم «الإيمان» وجعلوا لفظ «الإيمان» حقيقة في مجرد التصديق وتناوله للأعمال مجازاً ..) الفتاوى: الفتاوى: (7/116).
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (والإيمان وإن تضمن التصديق فليس مرادفاً له فلا يقال لكل مصدق بشيء: أنه مؤمن به فلو قال أنا أصدق أن الواحد نصف الاثنين وأن السماء فوقنا والأرض تحتنا ونحو ذلك مما يشاهده الناس ويعلمونه لم يقل لهذا: أنه مؤمن بذلك بل لا يستعمل إلا فيمن أخبر بشيء من الأمور الغائبة كقول أخوة يوسف ...) الفتاوى: (10/269).
وقال رحمه الله تعالى: (وليس لفظ الإيمان مرادفاً للفظ التصديق كما يظنه طائفة من الناس .... وذلك أن الإيمان يفارق التصديق أي لفظاً ومعنى فإنه يقال صدقته فيتعدى بنفسه إلى المصدق ولا يقال آمنته إلا من الأمان الذي هو ضد الإخافة ...) الفتاوى: (7/529-530).
قال رحمه الله تعالى: («قوله»
(1 ): إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن هو التصديق. فيقال له من نقل هذا الإجماع؟ ومن أين يعلم هذا الإجماع؟ وفي أي كتاب ذكر هذا الإجماع؟
«الثاني» أن يقال: أتعني بأهل اللغة نقلتها كأبي عمرو والأصمعي والخليل ونحوهم أو المتكلمين بها؟ فإن عنيت الأول فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام بإسناد وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالإسناد ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الإيمان فضلاً عن أن يكون اجمعوا عليه وإن عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم ذلك.
«الثالث» أنه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم أنهم قالوا: الإيمان في اللغة هو التصديق بل ولا عن بعضهم وإن قدر أنه قاله واحد أو اثنان فليس هذا إجماعاً.
«الرابع» أن يقال: هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا: معنى هذا اللفظ كذا وكذا وإنما ينقلون الكلام المسموع من العرب وإنه يفهم منه كذا وكذا. وحينئذٍ فلو قدر أنهم نقلوا كلاماً عن العرب يفهم منه أن الإيمان هو التصديق لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبي ﷺ وإذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى.
«الخامس» أنـه لـو قـدر أنهم قالوا هذا فهم آحـاد لا يثبت بنقلهم التواتر و «التواتر» من شرطه استواء الطرفين والواسطة وأين الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن؟ إنهم كانوا لا يعرفون للإيمان معنى غير التصديق ....
«الوجه الثامن» قوله: لا يعرفون في اللغة إيماناً غير ذلك. من أين له هذا النفي الذي لا تمكن الإحاطة به؟ بل هو قول بلا علم ) الفتاوى: (7/122-126).
^جمع أبو عبد الله عبد الكريم^
يتبع بحول الله