بسم الله الرحمان الرحيم
لقد وعدْنا القرّاء في الرّدّ الأول على المرجئة بأنّ البخاريّ طعن العلامةَ مقبل - رحمه الله - ، و قلنا لا بدّ من الرّدّ عليه و بيان عقيدة هذا الرّجل تجاه أهل السّنّة ، و كيف يعامل العلماء الكبار ، بل كيف يتسلّق ظهورهم للوصول إلى مآربه .
وعندما بيّنّا طعن البخاريّ في العلامة صالح الفوزان هاج الأذناب من هنا و هنالك ، و لم يجدوا ما يشفي عليلهم ، لأنّ التهمة ثابتة على البخاريّ ، فأخذوا يوزّعون قصّاصة فيها الطعن في عبد الله البخاريّ ، و هذا كله ليصدّوا الشباب عن اتّباع الحقّ ، لكن و لله الحمد لقد استيقظ كثير من الشّباب السّلفيّ و علم أنّ هذا أسلوب الصّوفية العصريّة ، الذي يقوده مشايخ العاصمة - زعموا - ، لأنّهم مرجئة إلا الشيخ فركوس ، و إن أرادوا التخلص من الإرجاء عليهم أن يقولوا كما قال علماؤنا : الشيخ الألبانيّ وافق المرجئة في جنس العلم و أخطأ ، و هذا هو الصواب، أمّا إن دافعوا عن هذه العقيدة الغريبة المحدثة فهم مرجئة .
بل أستؤذن العلامة عبد العزيز الرّاجحي في تبليغ المسلمين أن الألبانيّ وافق المرجئة فأذن بذلك ، ثمّ قال : هذا لا يعتبر طعنا .
أبو عبد القدّوس بدرالدّين مناصرة
الحمامات – تبسة – الجزائر
قال عبد الله البخاريّ :
( إيش دماج ماذا فيها ؟ يعني كل من جاءها أو مرّ عليها صار سنّيّا سلفيّا .في عهد مقبل ما كانت كذلك تكون في عهد هذا ! كذلك نحن كنّا إذا جاءنا رجل في أيّام الشيخ مقبل من دمّاج نوعا ما لا نسيء الظنّ فيه لأنّنا نعرف موقف الشيخ - رحمه الله - سابقا من بلد التّوحيد والسّنّة وبلادنا هذه صحيح ، ومواقفه - رحمه الله - تلك التي ما كانت تسُرّ سنّيّا وما كان يوافقه عليها أحد من العلماء لا الشيخ ابن باز ولا ابن عثيمين ولا ربيع ولا غيرهم، سبّه وشتمه على بلد التّوحيد وعلى الملك فهد - رحمه الله - وغيرهم رجل صالح تاب قبل أن يموت بشهرين.
ولذلك ما كل من جاءنا كان من دمّاج على أنّه سنّيّ كل قد نظنّ النّاس هكذا أفكارها متأثرة بشيخها أنهم خوارج في هذا الفكرفي ذلك العهد نحن ما أحسنا الظنّ بكل من جاء ولا أسأنا الظنّ بكل من جاء نتوقّف في أمره ما ندري أيش يكون.
الآن في هذا العصر تبغانا نثق بكل من خرج من تلك الدّار وفيه هذه السّفاهات وهذا الحمق والتكالب على مشايخ أهل السّنّة وسبّ الشّيخ عبيد وكل مشايخ اليمن الوصابيّ وما أدري من ايش الكلام الفارغ هذا([ شبكة العلوم السلفية و غيرها ] .
التعليق :
قال البخاريّ : " إيش دمّاج ماذا فيها ؟ " .
قال أبو عبد القدّوس : البخاريّ يسأل سؤال السّاخر المستهزئ ، و كأنّه لم يسمع بدمّاج ، وما يوجد فيها ، لا نعجب من هذا الصّنيع فهو أسلوب المرجئة المعروف ، ألا و هو الحطّ من قيمة المخالف ليدل على أنّه صاحب رفعة .
قال البخاريّ : "يعني كل من جاءها أو مرّ عليها صار سنّيّا سلفيّا " .
قال أبو عبد القدّوس : ليس كل من جاء دمّاج صار سنّيّا ، لكن من ذهب إلى الشيخ مقبل و أخذ عنه العلم ثمّ لم يظهر منه ما يدل على سوء معتقدة فإنّه يصير سنّيّا على رغم أنف البخاريّ .
البخاريّ لا يقصد دمّاجا بذاتها إنّما يقصد العلامة مقبل - رحمه الله - الذي قد تخرّج كثير من الطلبة على يديه ناهلين من كيسه العذْب الزّلال ،و ما أولئك الذين مسّهم مدْح البخاريّ إلّا ثمرة من ثمار الشيخ مقبل .
قال البخاريّ " في عهد مقبل ما كانت كذلك ،تكون في عهد هذا ؟ " .
قال أبوعبد القدّوس : هذا هو أسلوب المرجئة ، إنّه التشبّع بما لم يُعط ، و كأنّ العلماء معه فيما ذهب إليه ، يتكلم بصراحة الواثق من معلوماته .
إذا لم تكن دمّاج أيّام الشيخ مقبل على الجادّة و السّنّة ، فعلى أي شيء كانت ؟ سيجيبنا بعد قليل ، إلا أنّنا نطرح عليه سؤالا : ماذا قال العلماء عن دمّاج في عهد الشيخ مقبل ؟
قال البخاري : " تكون في عهد هذا ؟ " .
قال أبو عبد القدّوس : لاحظ أسلوب الاحتقار ، إنّه يستفهم مستهزئا بتلميذ الشّيخ ، أي إذا كان الأسد مقبل لم يفعل شيئا ، فهل يفعلها الشّبل ؟
قال البخاريّ : " وما كان يوافقه عليها أحد من العلماء لا الشيخ ابن باز ولا ابن عثيمين ولا ربيع ولا غيرهم " .
قال أبو عبد القدّوس : لكن هل اتّهموه بالخروج؟ عدم الموافقة شيء و اتهام العلامة مقبل في عقيدته شيء . تنبّه يا بخاريّ .
قال البخاريّ : " رجل صالح تاب قبل أن يموت بشهرين ."
قال أبو عبد القدّوس : بل عالم صالح تاب قبل موته ، وهذا يدل على صدق الشيخ - رحمه الله - ، فإن مان قد تاب ، فلماذا يذكر بالسّموم القاتلة ؟
توبة مقبل أو تراجعه إنّما في حقّ الدّولة السعوديّة فقط ، أمّا بقية كلامه فهو كما هو لم يتراجع عن شيء ، و هو ما صرّح به في شريط " مشاهداتي في المملكة العربية السعوديّة " .
قال البخاريّ : " ولذلك ما كل من جاءنا كان من دمّاج على أنّه سنّيّ " .
قال أبو عبد القدّوس : بل هو سنيّ إذا كان من عند الشيخ مقبل ، لأنّ الشيخ لا يقبل إلا من كان على هدي النّبيّ - عليه الصّلاة و السّلام - ، و هذا الأسلوب من البخاريّ طعن في الشيخ ، و كأنّ مقبل لا يميّز و لا يعرف السّنّيّ من غيره .
قال البخاريّ : " قد نظنّ النّاس هكذا أفكارها متأثرة بشيخها أنّهم خوارج في هذا الفكر " .
قال أبو عبد القدّوس : هذا تصريح من البخاريّ على أنّ مقبل من الخوارج ، إلا أنّنا نسأل طلابه الذين مدحهم البخاري ، و منهم الوصابيّ : هل أنتم خوراج ؟ إن قالوا : لا ، قيل لهم : أين دفاعكم عن الشيخ العلامة مقبل ؟ أم رضيتم بهذه الطعون العوجاء الفحجاء ؟
البخاريّ ، يبدو أنّه لم يقرأ كتب الشيخ مقبل ، لأنّ مقبل يُفرّق بين الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، و بين الخروج على الحاكم ، فهو - رحمه الله - كان آمرا ناهيا لا خارجيّا .
يا مشايخ اليمن ، يا من ربّاه مقبل ، يا من علّمه مقبل حرفا و احدا ، يا رفقاء مقبل : أيُهَان الشيخ و يوصف بأبشع وصف ، و لا تردّون على قائله ، إنّها مخالب المرجئة الذين ميّعوا الدّين .
عندما قيل الشيخ الألبانيّ وافق مرجئة الفقهاء في جنس العمل ، قامت الدّنيا و لم تقعد ، بل انبرى كثير من الدّعاة و العلماء للرّدّ ، و تبرئة الشيخ ممّا قيل فيه ، بل نُصب الولاء و البراء على الشيخ الألبانيّ ، فلماذا لا يُعامَل القادح في الشيخ مقبل بنفس الصّورة ؟ و خاصّة في الجزائر ، لأنّنا أصبحنا ندور مع الرّجال حيث داروا و ليس مع الحقّ ، إلا من رحم الله .
قال البخاريّ : " في ذلك العهد نحن ما أحسنّا الظنّ بكل من جاء ولا أسأنا الظنّ بكل من جاء نتوقّف في أمره ما ندري أيش يكون " .
قال أبو عبد القدّوس : هذا يشبه معتقد فرقة التوقّف و التبيّن ، فهي لا تحكم للشخص بالإسلام و لا بالكفر حتى يتّضح أمره ، كيف يحسن الظنّ و الشيخ مقبل خارجيّ على فهم البخاريّ ؟
قال البخاريّ : " الآن في هذا العصر تبغانا نثق بكل من خرج من تلك الدّار وفيه هذه السّفاهات وهذا الحمق " .
قال أبو عبد القدّوس : نعم ، البخاريّ صادق في قوله ، فهو لم يثق في العلامة مقبل فكيف يثق بطلابه ؟ بل يصف الردود عليه و على أمثاله و سواء كانت مصيبة أو غير ذلك بالسّفاهات ، و طعنه في الشيخ مقبل بفكر الخوارج أليس سفاهة ؟ بلى، بل هي أعظم بكثير من ردود طلاب العلامة مقبل .
قال البخاريّ : " وكل مشايخ اليمن الوصابيّ " .
قال أبو عبد القدّوس : البخاريّ يطعن في العلامة مقبل و يزكي التلميذ الوصابي .
نسأل الوصابي : هل أنت راض بطعن البخاري في شيخك الذي علمك و رباك و لم يبخل ؟ لماذا ترضى بتزكية البخاريّ لك و هي على حساب شيخك ؟
نسأل الوصابي : هل شعرت يوما ما أنّ مقبل خرجيّ؟ فإن قلت :لا ، فما تفسير سكوتك عن رؤوس المرجئة ؟ و إن قلت : نعم ، فما تفسير سكوتك أيّام العلامة مقبل ؟
لله المشتكى عندما يتكلم الرّويبضة ، إنّها علامة لا تبشر بخير ، نسأل الله السلامة من الوقوع بين أنياب المرجئة فضلا عن السقوط بين أضراسهم .
أيّها الشباب : استيقظ قبل فوات الأوان ، إنّك في منحدر خطير يؤدّي إلى الهاوية ، احذر هؤلاء المرجئة من الدّاخل و الخارج ، تجرّد من الأهواء... كن مع علمائك كاللجنة الدّائمة ، ألست معي بأنّ فقهها مُغيّب ؟ ألم تطرح السؤال على نفسك لماذا ؟ ألم ترَ أنّ فتاوى المرجئة هي السّائدة ، لماذا ؟
و صلى الله و سلم على نبيّنا و على آله و صحبه .
أبو عبد القدّوس بدرالدّين مناصرة
الحمامات – تبسة – الجزائر
الرئيسية 
