عبدالله بن بخيت في مغامرات المغازل وبيت الضياع

قدم الكاتب عبد الله بن بخيت بضاعة كاسدة في مقاله المنشور بصحيفة الجزيرة بتاريخ 24/8/1429هـ ، ولو أنه احتفظ ببضاعته لنفسه لما سألناه عنها .

لكن أن تعرض للناس وهي (منتهية الصلاحية ) منذ ولادتها، مثلها مثل التدخين الذي لا يوجد له تاريخ صلاحية، فصلاحيته تنتهي عند أول خطوة من خطوات إنتاجه.
لذا وجب توضيح خطر البضاعة وبطلانها من عدة وجوه :

أولا: ذكر الكاتب بأننا وجدنا من أجل الشوق المتبادل ( المغازل )

يقول الكاتب ( فالمغازل ومطاردة الطرف للطرف للآخر بدأت مع بدء الخليقة ولن تنتهي إلا مع نهايتها. ولولا هذا الشوق المتبادل لما وجدنا جميعا) انتهى.

فابن بخيت يرى أنه قد حيل بينه وبين ما وجد من أجله ، وهذا شأنه والله حسيبه لكن ليس له أن يعم غيره بهذه الرؤية لبطلانها بنص قرأني حكيم :

قال الله تعالى : ({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56

كما أن البحث عن الزواج وفق شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم برئ من ممارسات المغازل ومطاردة الطرف الأخر إن كان يقصد ( الزواج )

ثانيا: ذكر الكاتب أن الناس تراكضوا على تركيا لمشاهدة قصر غراميات مهند ونور

يقول (وتراكضوا على تركيا لمشاهدة القصر الذي اشتعلت فيه غراميات مهند ونور) انتهى

ولم يذكر لنا أبسط معلومات الإحصاء من عدد الذين ذهبوا هناك وما هي جنسياتهم.

فهل تعمد التعميم جاء تبعا لنشوة الفرح بعد ما شاهد أو علم بخبر الطائفين ببيت الضياع أم جاء التعميم حسرةً على قلة العدد هناك رغم ما يبذل من جهود!

ثالثا : واصل الكاتب الهجوم على العلماء وفتاويهم ولم يخصص عالما أو فتوى بعينهما ، وهذا أمر مستغرب من كاتب ( مثقف! ) يخرج في صحيفة بحجم صحيفة الجزيرة .
يقول: (لماذا لم يسأل هؤلاء الهوالين أين ذهبت قبضتهم الحديدية على عقول الناس في فترة التسعينيات والثمانينيات. لماذا لم تصمد مئات الألوف من الفتاوى الملفوفة بجلد الثعبان الأقرع أمام مسلسل تافه) انتهى

لو حدد الكاتب ولو خمس فتاوي فقط من مئات الألوف من الفتاوي التي اتهمها ثم وضح لماذا لم تصمد ، لكان منهجيا في طرحه .
لكن ما دام وصفه على العموم ، فأقول : إن مئات الألوف من مسلسلات وأفلام الضياع والتي بدأت منذ عقود ومن قبل أن يعرف ابن بخيت مغامرات الغزل ، هي التي تهدم ما يبنيه العلماء والمسئولين والغيورين من عامة الناس وخاصتهم من بناءاً للفرد والمجتمع على أسس القيم النبيلة النابعة من شرع الله الحكيم .

فلماذا لم يذكر لنا ابن بخيت سلبيات تلك الألوف المؤلفة من مسلسلات ومسرحيات الضياع على المسلمين وأخلاقهم ولماذا يخشى الثعبان الأقرع وفحيحه ، ويتناسى ( الأفعى وفحيحها )؟!

إن المسلمين لا يخشون الثعبان الأقرع، بل يخشون الله الذي خلقه وقدره.

إن العلماء عندما يحذرون من مخاطر ما قد يضر بعقائد المسلمين وأخلاقهم يمتثلون لقول الله سبحانه وتعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71

ويحذرون أن يكونوا من الذين قال الله فيهم: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67

بقي أن اذكر أن الكاتب أجاد في التالي:

1ـ ربطه بين مغامرات المغازل ومسلسل الضياع

2ـ ذكره أن الناس تراكضوا على تركيا بسبب مسلسل تافه .

3ـ قوله: (ما أحدثته التكنولوجيا وحرية الاختيار بين القنوات وحرية الصحافة أنها كشفت طبيعة الناس المخبأة والمنافقة)

وأقول صدقت في هذه.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق ويقبضنا اليه غير فاتنين ولا مفتونين

مفلح عشق المنفوري
كاتب سعودي
muflehashq@gmail.com

خاص بصحيفة ( سبق ) الالكترونية

» بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول ما يجري في القدس وبيت المقدس
» الرئيسية | كبار العلماء | سير وتراجم كبار العلماء | الترجمة الوافية للعلامة الاصولي عبدالله الغديان الترجمة الوافية للعلامة الاصولي عبدالله الغديان
» فضيلة الشيخ عبدالله السعد
» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
» بيان للشيخ المحدث عبدالله السعد حول أحداث مصر