بسم الله الرحمن الرحيم
ابتليت بلادنا كما ابتلي غيرها في هذه الأزمان المتأخرة بما يسمى بالليبرالية وقبل الدخول في حديثنا عن هذا الداء نقف قليلاً مع معنى هذه الكلمة .
فالليبرالية لغةً هي ( الحرية ) وهي مأخوذة من الكلمة الانجليزية liberity وترجمتها ( الحرية المادية و المدنية و السياسية والحرية الفكرية ) ورغم اختلاف الليبراليين الآن في تعريف أنفسهم وفقاً للمعنى السابق إلا أن الصحيح أنهم جميعاً يتفقون على تبني منهج الحرية في الفكر ومحاربة ما يعارض حريتهم سواء أكان ديناً أو دولة أو مجتمع وهذا ما يهمنا في الموضوع .
وبمعنى آخر إذا تعارضت حريتهم مع تعاليم الدين و ثوابته فالمقدم هو حريتهم وإن أخفوا ذلك وأظهروا للناس خلافه فلا عجب إذاً أن تنضح منتدياتهم وأقلامهم في صحفنا بمحاربة كل ما يهدد هذا الانفلات وكيل التهم والشتائم له ولا عجب أيضاً أن يعتلوا منابر الإعلام الغربي لإيصال ما شذ من أفكارهم ..
كالهجوم على من يتمثل شرع الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووصفهم بالأوصياء على المجتمع وغير ذلك من الأوصاف مع العلم أن هذا الجهاز معترفاً به من الدولة !! أي أن معارضتهم لاستمرار جهاز رسمي من أجهزة الدولة هو معارضة للدولة والأخطر من ذلك أن لديهم قابلية لوضع أيديهم في أيدي أعداء الأمة وخيانة وطنهم إذا كان في ذلك حماية لحريتهم المزعومة .
ما سبق أحد الأمثلة على ما يراد لهذا البلد وخاصة إذا علمنا إن هؤلاء يتمثلون ما جاء في تقرير راند للمواجهة الأمريكية مع المجتمع الإسلامي ومحاولة خلق إسلام معتدل كما يسمونه أو كما ترتضيه أمريكا للمجتمعات الإسلامية ورمي من يخالف هذا المنظور بالمتشدد والمتزمت .
فإذا لم يكن إسلامك أمريكي التفصيل فأنت متهم ابتداء بالتشدد والتزمت والإرهاب !!!
---------------
كاتب الساحات / shaheen