اهتمت رانــد بما يسمى بالخطر الإسلامي منذ أكثر من ثمانية أعوام ، وأصدرت كتابا في عام 1999م أي قبل أحداث سبتمبر بعامين بعنوان
( مواجهة الإرهاب الجديد ) في 153 صفحة ، وهو من إعداد مجموعة من الخبراء الأمريكيين ، وأشار الكتاب إلى أن خطر الإرهاب الجديد سيتركز في منطقة الشرق الوسط ، وسيهدد مصالح كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
بعد أحداث سبتمبر قامت راند في عام 2004م بإصدار تقرير بعنوان ( العالم المسلم بعد 1wrk/9 ) في أكثر من 500 صفحة. قدم البحث خريطة شاملة للتوجهات في المناطق المختلفة في العالم الإسلامي ، ويقسم العالم الإسلامي تقسيما قسريا ؛ حيث يتم مثلا تعريف منطقة معينة في العالم المسلم بأنها ( سلفــية) وأخرى ( راديكالية ) وثالثة ( معتدلة ) ، كما تناول البحث الخلافات القائمة بين المسلمين بعضهم مع بعض ، مع تركيزه على خلافين أساسيين همــا ( الخلاف السني – الشيعي ) و ( الخلاف العربي – غير العربي ). ويخلص إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تثبت ولاءها للشيعة العراقية لصد المد الشيعي الإيراني.
أما في عام 2005م فقد صدر لمؤسسة رانــد تقرير بعنوان ( الإسلام المدني الديمقراطي ) . ويرى التقرير أنه لابد من فهم طبيعة الإسلام الذي يقف سدا منيعا أمام محاولات التغيير ، والحل يكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات هي :
1. مسلمين أصوليين .
2. مسلمين تقليدييـن .
3. مسلمين حداثييـن .
4. مسلمين علمانيين .
أما فيما يتعلق بالأصوليين فتقول ( رانـد) : يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم ؛ لأنهم يعادون الديمقراطية والغرب ، ويتمسكون بما يسمى الجهاد ، وبالتفسير الدقيق للقرآن ، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية ، ويجب الحذر منهم لأنهم لا يعــارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم ، وهم ذوو تمكن في الحجة والمجادلة . ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة ، والوهابيون كما يـقول التقرير.
وفيما يتعلق بالتقليديين تقول ( رانـد) : يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ، ويجب دعمهم وتثقيفهم ؛ ليشــككوا بمبادئ الأصوليين ، وليصلوا إلى مستواهم في الحجة والمجادلة. وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية ومن ثم الشيعية (( يقول ابن خلدون : لولا التشيع لما كان التصوف )) . أيضا يجب الوقوف في وجه الفتاوى الحنبلية التي ترتكز عليها الوهابية وغيرها. مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين . وأوصى التقرير بأهمية أن ندعم التقليديين ضــد الأصوليين لنظهر لجموع المسلمين والمتدينين ، وللشباب والنساء من المسلمين في الغرب عن الأصوليين ما يلي:
• دحض نظريتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته .
• إظهار علاقات غير قانونية ومشبوهة لهم .
• التوعية عن العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها.
• إظهار هشاشتهم قدرتهم في الحكم وتخلفهم.
• تغــذية عوامل الفرقة بينهم .
• دفع الصحفيين للبحث عن جمع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وتظهر فسادهم وقلة إيمانهم .
• تجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنمـا كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين ؛ كي لايجتذبوا أحدا للتعاطف معهم.
{وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة42
فأين من يدعو إلى تمييع عقيدة الولاء و البراء