بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة مختصرة للإمام العلامة إسماعيل بن محمد بن الفضل القرشي التيمي الأصبهاني.
اسمه: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر القرشي التيمي، ثم الطلحي الأصبهاني.
كنيته: أبو القاسم
الطَّلْحي: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى " طلحة " بن عبيدالله رضي الله عنه، والمشهور بهذا الانتساب جماعة من أولاد طلحة وأحفاده قديما وحديثا.قال أبو موسى المديني عن الحافظ إسماعيل: (ووالدته كانت من ذرية طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة رضي الله عنهم.)
مُلقب بـ: قوّام السنة
وكان يُقال له "الجُوْزي"، قال أبو سعد السمعاني: (الجُوزي: بضم الجيم والواو الساكنة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما عرف بهذه النسبة أستاذنا وشيخنا وإمامنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر الطلحي الحافظ الجوزي، وسمعت أنه كان يكره هذه النسبة، وجوزي الطير الصغير بلسان أهل أصبهان، ويقال بمرو للفروج الصغير: جوزه بالعجمية، وكان أهل أصبهان يقولون شيخ إسماعيل جوزي يعرف بذلك، ولولا شهرته بين أهل بلده بهذه النسبة ما ذكرتها.)
مذهبه الفقهـي: شافعي، قال ابن كثير: (الإمام الحافظ الفقيه الكبير، أبو القاسم التميمي الطلحي الأصبهاني الجوزي الملقب بقوام السنة، أحد أئمة الشافعية وجهابذة الحديث ونقادهم.)
ولادته: في التاسع من شوال سنة سبع وخمسين وأربعمائة (457 هـ)
من شيوخه:
بأصبهان:
- عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، سمع منها وهو ابن أربع سنين، وضاع سماعه منها.
- أبو عمرو عبد الوهاب بن منده
- أبو منصور بن شكرويه، وغيرهم
ببغداد:
- أدرك أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزَّيْنَبي، وهو أكبر شيخٍ له.
- أبو الحسن عاصم بن الحسن العاصمي.
بنيسابور:
- أبو نصر محمد بن سهل السرّاج
- أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي، وغيرهما
بقزوين :
- أبو منصور المقومي، سمع منه سنن أبن ماجة بقراءته في الجامع، سنة 481 هـ.
- محمد ابن إبراهيم الكرجي
وبالري: أبو بكر إسماعيل بن علي الخطيب
وجمعًا كثيرًا يطول ذكرهم.
وأقدم سماعه من محمد بن عمر الطهراني صاحب ابن مندة في سنة سبع وستين (467 هـ) وهو ابن عشر سنين.
من تلاميذه:
- سبطه يحيى بن محمود الثقفي
- أبو موسى المديني، أخذ عنه المذهب وعلوم الحديث.
- أبو سعد السمعاني
- أبو طاهر السُّلفي
- أبو العلاء الهمذاني
- أبو القاسم ابن عساكر
وخلق غيرهم
سيرته وأقوال النقاد فيه:
جاور بمكة سنة، وأملى، وصنّف التصانيف، وتكلم في الجرح والتعديل.
قال تلميذه أبو سعد السمعاني: (كان إمامًا في فنون العلم في التفسير والحديث واللغة والأدب حافظًا متقنًا، كبير الشأن، جليل القدر، عارفًا بالمتون والأسانيد، سمع الكثير بنفسه ونسخ، ووهب أكثر أصوله في آخر عمره، وأملى بجامع أصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان يحضر مجلسه جماعة من الشيوخ والشبان ويكتبون، ووقت مقامي ما فاتني من أماليه شيء، وكان يملي عليّ في كل أسبوع يومًا مجلسًا خاصًا في داره وأقرأ عليه في كل أسبوع يومين ... كتبت عنه الكثير واستفدت منه، وهو من شيوخ والدي رحمه الله.)
وقال: (كان والدي يقول: ما رأيت بالعراق من يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين: إسماعيل الجوزي بأصبهان، والمؤتمن بن أحمد ببغداد.)
وقال: (ورأيته وقد ضعف، وساء حفظه.)
قال أبو موسى المديني في "معجمه" : (أبو القاسم الحافظ إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه، حدثنا عنه غير واحدٍ من مشايخنا في حال حياته بمكة، وبغداد، وإصبهان ... ولا أعلم أحدًا عاب عليه قولا ولا فعلا، ولا عانده أحد إلا ونصره الله، وكان نزه النفس عن المطامع ، ولا يدخل على السلاطين ولا على المتصلين بهم، قد أخلى دارًا من ملكه لأهل العلم مع خفة ذات يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده، أملى ثلاثة آلاف وخمسمائة مجلس، وكان يُملي على البديهة.)
وقال: (وقد قرأ عدة ختمات بقراءات على جماعة، وأما علم التفسير، والمعني، والإعراب، فقد صنف فيه كتابًا بالعربية والفارسية، وأما علم الفقه فقد شهرت فتاويه في البلد والرساتيق، بحيث لم ينكر أحدٌ شيئا من فتاويه في المذهب، وأصول الدين، والسنة.)
قال الحافظ محمد بن أبي نصر اللفتواني في بعض أماليه: (شيخنا الحافظ إسماعيل إمام المائة الخامسة، أقام بأصبهان أكثر من ثلاثين سنة، قبل الخمسمائة، ونحو ذلك بعد الخمسمائة، يُعلّم الناس فنون العلم حتى صدروا عنه، بري نبوي الاسم والكنية، قرشي الحسب والنسب، من أولاد طلحة بن عبد الله، أستاذي الذي عليه قرأت، وفي حجره نشأت، ومن عشه درجت، وعلى يده تخرجت. كان يحلني محل الولد، والعضو من الجسد، إن قلت فيه أنه الشيباني في زمانه ما أنبأت إلا عن الصدق، أو ادعت أنه الثوري في أوانه ما تخطيت خطه الحق، جزاه الله عنا أفضل ما جزاه عالما من متعلم، ورحمنا وإياه)
قال أبو موسى: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن منده الحافظ إذْنًا في كتاب "الطبقات": (إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم، كان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، قليل الكلام، ليس في وقته مثله.)
قال الدقاق في رسالته: (كان عديم النظير لا مثل له في وقته، كان ممن يُضرب به المثل في الصلاح والرشاد.)
وقال أبو طاهر السُّلفي: (كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال.)
وقال أبو عامر العبدري: (ما رأيت أحدًا قط مثل إسماعيل، ذاكرته فرأيته حافظًا للحديث، عارفًا بكل علم، متفننًا، استعجل علينا بالخروج.)
وقال أبو الحسين الطيوري: (ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد.)
وقال أبو مسعود عبد الرحيم: (كنا نمضي مع أبي القاسم إلى بعض المشاهد، فإذا استيقظنا من الليل، رأيناه قائمًا يصلي.)
وقال أبو موسى المديني: سمعته (أي الحافظ إسماعيل) يقول: "أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يُطعن عليه بذلك، بل لا يُؤخذ عنه هذا فحسب"، قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة، فإذا تُرك ذلك الإمام لأجل زلته، تُرك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يُفعل.
مؤلفاتـه:
التفاسير:
- "الجامع" في ثلاثين مجلدًا.
- "الإيضاح في التفسير" في أربع مجلدات.
- "الموضح في التفسير" ثلاث مجلدات.
- "المعتمد في التفسير" في عشر مجلدات.
- "التفسير" باللسان الإصبهاني، عدة مجلدات.
كتب أخرى:
- إعراب القرآن
- الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة.
- الترغيب والترهيب.
- كتاب السنة في مُجلد.
- "سيرة السلف"، مجلد ضخم.
- "دلائل النبوة"، مُجلد.
- "المغازي"، مُجلد.
- شرح صحيح البخاري وشرح صحيح مسلم، كان قد صنّفهما ابنه فأتمّهما.
وغيرها
وفاته:
مات سحر عيد الأضحى من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة (535 هـ) بأصبهان.
قال أبو موسى المديني: وصلى عليه أخوه أبو المَرْضِي، واجتمع في جنازته جمع لم أر مثلهم كثرة.
وقال ابن أخيه أبو جعفر محمد بن الحسن: حدثني أحمد الأسواري الذي تولّى غسل عمي، وكان ثقة، أنه أراد أن ينحي عن سوءته الخرقة لأجل الغسل، قال: فجبذها إسماعيل بيده وغطى فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد موت ؟!