منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبد الله عبد الكريم
أبو عبد الله
أبو عبد الله



عدد المساهمات : 1917
نقاط : 6032
تاريخ التسجيل : 14/03/2011
العمر : 45
الموقع : منتدى أنصار الحق

الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Empty
مُساهمةموضوع: الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل   الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل Emptyالأربعاء 21 مارس - 22:14

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد : فهذا تلخيص لبعض فتاوى شيخنا العلامة ابن باز في مسألة العذر بالجهل في أمور الشرك وغيرها ، حاولت تقريبها لعامة القراء ، مع بعض التصرفات اليسيرة جدا فيما يتعلق : بربط الكلمات بعضها مع بعض ، والترتيب ، والتنسيق ، ووضع العناوين المناسبة فيما يظهر لي، ووضع كلمات بين قوسين ؛ لترابط الكلام بعضه مع بعض ،وكذلك ماقدمته بقولي : قلت أبو عاصم ، ونحو هذا ، وغير هذا فهو من كلام شيخنا –رحمه الله – وما أضفته من كلام غيره من أهل العلم ذكرته باسمه وسأقسم البحث إلى قسمين أبين فيهما : حالات عدم الإعذار بالجهل وحالات الإعذار بالجهل والله الموفق .



القسم الأول : حالات عدم الإعذار بالجهل :

السؤال : قبل ذكر حالات عدم الإعذار نسأل فنقول : ماهي حقيقة العقيدة التي لايعذر فيها كل أحد من المسلمين بادعاء الجهل ؟

حقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة، والشهادة له بذلك، وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو خاتم الأنبياء كل هذا لا بد منه، وهذا من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعاً، وهو أساس الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو الشمال، ووزن الأعمال... إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.



السؤال : ماهو الواجب على المسلم تجاه عقيدته وهل يعذر بجهله ؟

الجواب: يجب عليه أن يتعلم هذا الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور.



وقال -أيضا- في موضع آخر :

الواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل



السؤال : متى لا يكون المسلم معذورا بجهله في أمور العقيدة ؟

قلت أبو عاصم : الجواب من جهات معينة :



الأولى : من جهة المكان : هل يعيش بين المسلمين أو لا ؟

قال شيخنا –رحمه الله - : الجهل بهذا –أي العقيدة - لا يكون عذراً وهو بين المسلمين .



وقال –أيضا- : فيمن ( وصلته كتب منحرفة ليست فيها عقيدة ولا توحيد) : إذا كان بين المسلمين ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع ، وبعض أمور الربا ، قد يعذر وتلتبس عليه الأمور .لكن أصل الدين كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة ، هذا لا يخفى على المسلمين ، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة .



الجهة الثانية :من جهة البلاغ : وبمعنى آخر : هل بلغه القرأن والسنة أو لا؟

قال شيخنا بعد كلامه السابق في الجهة الأولى : وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .





وقال –أيضا- في درسه كشف الشبهات : بلغهم القرآن ،هذا بلاغ للناس ، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " ، " هذا بلاغ للناس " ، " يا أيها الرسول بلغ " قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في غيرها ، ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم ينهاهم آذوه ، نسأل الله العافية .



وقال شيخنا العلامة الفوزان –حفظه الله -: من بلغه القرآن والسنة على وجه يستطيع أن يفهمه لو أراد ثم لم يعمل به ولم يقبله فإنه قد قامت عليه الحجة ، ولا يعذر بالجهل لأنه بلغته الحجة ، والله جل وعلا يقول: ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) ، سواء كان يعيش مع المسلمين أو يعيش مع غير المسلمين .. فكل من بلغه القرآن على وجه يفهمه لو أراد الفهم ثم لم يعمل به فإنه لا يكون مسلماً ولا يعذر بالجهل.



وقال الشيخ الفوزان حفظه الله - عن الرافضة : كلهم يسمعون القرآن... بلغتهم الحجة، قامت عليهم الحجة، أتركونا من هذه الفلسفات وهذا الإرجاء الذي انتشر الآن في بعض الشباب والمتعالمين .



الجهة الثالثة : من جهة مايتعلق بمسائل العقيدة نفسها فهناك مسائل لايمكن إعذاره فيها بحال مثل المسائل الظاهرة أو يقال لها المعلومة من الدين بالضرورة :

قال شيخنا –رحمه الله – مجيبا عن سؤال : من الذي لايعذر بجهله في العقيدة؟

(منها ): ما يوقع على الشرك (ضرب لهذا مثالا فقال ): لو قال : ما أعلم أن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ممنوع ما يعذر بهذا .

(ومنها –أيضا- ) : إنكار الصفات فهو غير معذور .



(وبالعموم ): فالأمور الظاهرة من الدين والتي هي من أصول الدين لا يعذر فيها الجاهل .



السؤال : اذكر أمثلة أخرى للمسائل التي لايعذر فيها بالجهل ؟

الجواب: كثيرٌ من المرتدين ممن ينتسبون للإسلام يقول: لا إله إلا الله، ولكنه يتعاطى ضدها من القول والعمل، فلا ينفعه دعوى الإسلام، ولا ينفعه قول لا إله إلا الله مع كونه أتى بما يناقضها من الذبح لغير الله كالجن أو دعاء غير الله كالأموات أو الأصنام أو ما أشبه ذلك، أو الاستغاثة بغير الله عند الشدائد أو ما أشبه ذلك من أنواع العبادة التي يصرفها لغير الله، فإنه يكون بذلك مشركاً شركاً أكبر، وعليه أن يبادر بالتوبة قبل أن يموت على ذلك

لو سب الدين، سب الله، سب الرسول، كفر بالإجماع، ولو أتى بالشهادتين .

لو قال: ... ما أعرف أن الصلاة مشروعة، أو ما أعرف الزكاة، أو ما أعرف الصيام

لو قال إن صوم رمضان غير واجب أو الزكاة مع توفر شروطها غير واجبة، أو الحج مع الاستطاعة غير واجب كفر بالإجماع

أو قال: ما أعرف أن الزنا محرم ما يطاع

أو قال: ما أعرف أن اللواط محرم وهو بين المسلمين، ما يطاع،

أو قال: ما أعرف أن الخمر محرم ما يطاع.



وقال –أيضا- في كشف الشبهات : إذا كان بين المسلمين ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع ، وبعض أمور الربا ، قد يعذر وتلتبس عليه الأمور .لكن أصل الدين كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة ، هذا لا يخفى على المسلمين ، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة .





وقال –أيضا- في المصدر السابق : مثل هذه الأمور الظاهرة ما يحتاج فيها شيء ، يكفر بمجرد وجودها ، لأن وجودها لا يخفى على المسلمين ، معلوم بالضرورة من الدين بخلاف الذي قد يخفى مثل شرط من شروط الصلاة ، بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة ، تجب أو لا تجب ، بعض شؤون الحج ، بعض شؤون الصيام ، بعض شؤون المعاملات ، بعض مسائل الربا .



السؤال : ماهو سبب عدم الإعذار في مسائل العقيدة ؟

قلت أبو عاصم : الجواب: سبب عدم الإعذار : (من جهتين ):

الأولى : من جهة ما يعتقد :

قال شيخنا –رحمه الله - : لأن العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب.

وقال في موضع آخر : لو قال : ما أعلم أن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ممنوع ما يعذر بهذا ؛ لأن هذا هو أصل التوحيد وأصل الدين.

ماهو دور الموحد نحو هؤلاء ؟

الجواب: قلت أبو عاصم : ومثل هذا يعلم حتى يتوب إلى الله ، قال شيخنا ابن باز –رحمه الله –في درسه كشف الشبهات : (من نشأ ببادية أو بيئة جاهلية ) يعلَّم أن هذا شرك أكبر حتى يتوب ، يقال له هذا شرك أكبر عليك بالتوبة إلى الله .مثل ما كان المشركون يطوفون بالقبور ونصبوا عند الكعبة ثلاثمائة صنم وأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم فالذي أجاب وهداه الله فالحمد لله والذي ما أجاب مشرك هذا وأغلبهم جهال ، خرجوا إلى بدر جهال ، وإلى أحد جهال ،تابعوا رؤساءهم.قال الله جل وعلا :" أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا " مع هذا حكم عليهم بالكفر .



الجهة الثانية : من جهة الشخص نفسه :

قال شيخنا –رحمه الله - : أنه (أي هذا الشخص بعينه ) يسمى : معرضا، ويسمى : غافلاً ، ومتجاهلاً لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر .



السؤال: اذكر بعض الأدلة التي يؤاخذ فيها المسلم المدعي للجهل على تقصيره في طلب العلم المفترض عليه ؟

الجواب: قال الله سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } .

(و)قال (صلى الله عليه وعلى آله وسلم )لقوم أفتوا بغير علم: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال)) .

وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) .


السؤال : ماهي الأدلة على عدم الإعذار بالجهل المدعى ؟

الجواب : استدل شيخنا –رحمه الله – ببعض الأدلة فقال :

قال الله سبحانه: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}الفرقان : 44

وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}الأعراف : 179

وقال تعالى في أمثالهم: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }الأعراف : 30

وجه الدلالة : قال الشيخ –رحمه الله – موجها الأدلة السابقة : إلى أمثال هذه الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم وغفلتهم.



ومما استدل به الإمام محمد بن عبد الوهاب في عدم الإعذار في تلك المسائل قوله :

-قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم" متفق عليه .
-وقوله: "شر قتلى تحت أديم السماء" رواه الترمذي وابن ماجة ، مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم، ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد؛ وهم يظنون أنهم يطيعون الله، وقد بلغتهم الحجة، ولكن لم يفهموها.
-وكذلك قتل علي رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه، وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة، ومع عبادتهم وصلاتهم وصيامهم، وهم يظنون أنهم على حق.
-وكذلك إجماع السلف: على تكفير غلاة القدرية وغيرهم، مع علمهم وشدة عبادتهم، وكونهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ؛ ولم يتوقف أحد من السلف في تكفيرهم لأجل كونهم لم يفهموا، فإن هؤلاء كلهم لم يفهموا ...



السؤال : اذكر بعض أقوال العلماء المؤيدة لعدم إعذارهم بالجهل في أصول الدين للمسلم الذي يعيش بين المسلمين ؟

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله –في مجموع الفتاوى: "أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة" .



وقال العلامة أبو بطين –رحمه الله - : وقد دل القرآن على أن الشك في أصول الدين كفر؛ والشك هو التردد بين شيئين، كالذي لا يجزم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا كذبه، ولا يجزم بوقوع البعث ولا عدم وقوعه، ونحو ذلك، كالذي لا يعتقد وجوب الصلاة ولا عدم وجوبها، أو لا يعتقد تحريم الزنى ولا عدم تحريمه؛ وهذا كفر بإجماع العلماء، ولا عذر لمن كان حاله هكذا، بكونه لم يفهم حجج الله وبيناته، لأنه لا عذر له بعد بلوغها، وإن لم يفهمها.

وقال –أيضا- : وأما الأمور التي هي مناقضة للتوحيد، والإيمان بالرسالة، فقد صرح رحمه الله –يقصد ابن تيمية –رحمه الله - في مواضع كثيرة بكفر أصحابها، وقتلهم بعد الاستتابة، ولم يعذرهم بالجهل، مع أنا نتحقق أن سبب وقوعهم في تلك الأمور، إنما هو الجهل بحقيقتها ؛ فلو علموا أنها كفر تخرج من الإسلام، لم يفعلوها .



وقال العلامة ابن سحمان –رحمه الله -: ما يعلم من الدين بالضرورة، فهذا لايتوقف في كفر قائله .



وقال شيخنا ابن باز –رحمه الله - : أمور التوحيد ليس فيها عذر ما دام موجوداً بين المسلمين... ويسمع قال الله وقال رسوله، ولا يبالي ولا يلتفت، ويعبد القبور ويستغيث بها، أو يسب الدين فهذا كافر، يكفر بعينه، كقولك فلان كافر، وعلى ولاة الأمور من حكام المسلمين أن يستتيبوه فإن تاب وإلا قتل كافراً .



وقال –أيضا- : أصول الدين لا يعذر فيها بالجهل لمن هو بين المسلمين ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث، الاستغاثة بأصحاب القبور والنذر لهم ودعاؤهم وطلبهم الشفاء والمدد، كل هذا من أعظم الشرك بالله عز وجل



السؤال : هل مسألة العذر بالجهل مسألة خلافية ؟

الجواب: قال شيخنا العلامة ابن باز حين سئل هذا السؤال في أحد دروسه في كشف الشبهات : مسألة عظيمة ، والأصل فيها أنه لا يعذر من كان بين المسلمين من بلغه القرآن والسنة ، ما يعذر . الله جل وعلا قال :" وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ "، من بلغه القرآن والسنة غير معذور ، إنما أوتي من تساهل وعدم مبالاته .



وأجاب أيضا في سؤال آخر عقب السابق فقال : ليست خلافية إلا في الدقائق التي قد تخفى مثل قصة الذي قال لأهله حرقوني .



وقال شيخنا الفوزان [1]-حفظه الله- في شرحه للدر النضيد :لا, صارت مسألة خلافية عند المتأخرين هذولة.و الجهل على قسمين: جهل يمكن زواله, هذا لا يعذر فيه بالجهل, يعني يسأل أهل العلم يطلب العلم يتعلم يقرأ, هذا يمكن زواله و لا يعذر إذا بقي عليه.أما جهل لا يمكن زواله, ما عنده أحد و لا يستمع شيئ و لا يدري, عاش منقطعا و لم يسمع بشيئ, هذا ما يمكن زواله, هذا يعذر به و يكون من أصحاب الفترة, ما يحكم بإسلامه لكن يكون من أصحاب الفترة, هو (...) إلى الله" ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا", نعم



قلت أبو عاصم : سألت شيخنا[2] عبد العزيز الراجحي –حفظه الله – في الحرم المكي قبل أشهر في عام 1432هـ عن هذه المسألة فقال : ليست خلافية .



السؤال : هل للعامي أن يكفر من قام به الشرك وكان واضحا جليا لكل أحد ؟

الجواب: قال شيخنا العلامة ابن باز –رحمه الله - في إجابته على الأسئلة في درسه في كشف الشبهات : إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟! إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره مثل ما نكفر .



وقال -أيضا-في الدرس نفسه : العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذا المشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، كفر عند الجميع هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز يجيز للناس أن يعبدوا غير الله هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : إن الشرك جائز يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام والنجوم والجن كفر .التوقف يكون في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي



السؤال : ماحكم من لم يكفر من ثبت كفره كعباد القبور ؟

الجواب: قال العلامة ابن باز –رحمه الله - : الذين توقفوا في تكفير عباد القبور، لا يكفرون حتى تقام الحجة على أولئك الذين استمروا في عبادة الأموات والاستغاثة بالأموات؛ لأن هؤلاء الذين توقفوا في كفرهم لهم هذه الشبهة، فالمقصود أن الموحد المؤمن الذي توقف عن تكفير بعض عباد القبور لا يقال إنه كافر؛ لأنه لم يكفر الكافر، ولكن يتوقف في تكفيره حتى يبين له وتزول الشبهة أن هؤلاء الذين يعبدون القبور ويستغيثون بالأموات كفار؛ لأن الذين عبدوا القبور من أهل الجاهلية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبله كانوا كفاراً إلا من كان من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الحجة فهؤلاء أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى، أما الذين بلغتهم الحجة فهم كفار وإن كانوا في نفس الأمر لم يفهموا ولم يتبينوا أن ما هم عليه كفر.



وقال -أيضا- : إذا بين له ذلك واتضح له ذلك صار مثل من لم يكفر اليهود والنصارى، فمن قال إن اليهود النصارى ليسوا كفاراً وهو ممن يعرف الأدلة الشرعية ومن أهل العلم يبين له حتى يعرف أنهم كفار، وإذا شك في كفرهم كفر؛ لأن من شك في كفر الكافر الواضح كفره كفر، واليهود والنصارى من الكفار الذين قد علم كفرهم وضلالهم وعرفه الناس عاميهم وغير عاميهم، وهكذا الشيوعيون الذين يجحدون وجود الله، وينكرون وجود الله كفرهم أكثر وأبين من كفر اليهود والنصارى، والقاعدة الكلية في هذا أن الذي توقف في كفر بعض الناس لا يستهزأ بكفره حتى يوضح له الأمر وحتى تزال عنه الشبهة التي من أجلها توقف عن تكفير الكافرين .



وقال -أيضا- : الذي يعلم الكافر وما هو عليه من الباطل ثم لا يكفره، أو يشك في كفره، معناه أنه مكذب لله ولرسوله، غير مؤمن بما حرم الله عليه من الكفر، فاليهود والنصارى كفارٌ بنص القرآن، ونص السنة، فالواجب على المكلفين من المسلمين اعتقاد كفرهم وضلالهم، ومن لم يكفرهم أو شك في كفرهم يكون مثلهم، لأنه مكذب لله ولرسوله، شاك فيما أخبر الله به ورسوله.



وقال -أيضا- : من لم يكفر الكفار فهو مثلهم، الإيـمان بالله هو تكفير من كفر به، ولهذا جاء في الحديث الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم مـاله ودمـه وحسابه على الله)) ، ويقول جـل وعـلا: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.فلا بد من الإيـمان بالله، وتوحيده والإخلاص له، والإيـمان بإيـمان المؤمنين، ولا بد من تكفير الكافرين، الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا كاليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرهم، ممن يوجد اليوم وقبل اليوم، ممن بلغتهم رسالة الله ولم يؤمنوا، فهم من أهل النار كفار .





وقالت اللجنة الدائمة : من لم يكفر من ثبت كفره فهو كافر ،إلا أن تكون له شبهة في ذلك، فلا بد من كشفها. اللجنة



وقالوا –أيضا- : من ثبت كفره وجب اعتقاد كفره والحكم عليه به .





اذكر بعض شبه المخالفين والجواب عنها ؟

الشبهة الأولى : قال المخالفون : هؤلاء المسلمون جهال بأمور الشرك ولم تقم عليهم الحجة فلم لايعذرون ؟

الجواب:

قال الشيخ سلمان بن سحمان : أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين، لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} سورة الفرقان آية: 44. م وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} الأنعام : 25 .



وقال العلامة أبو بطين –رحمه الله - : إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} الأعراف : 30؛ فبين الله سبحانه: أنهم لم يفقهوا، فلم يعذرهم لكونهم لم يفهموا.



وقال -أيضا- : وقد أخبر الله سبحانه بجهل كثير من الكفار، مع تصريحه بكفرهم، ووصف النصارى بالجهل، مع أنه لا يشك مسلم في كفرهم ; ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جهال مقلدون، فنعتقد كفرهم، وكفر من شك في كفرهم.



وقال –أيضا- : فبين رحمه الله –أي : ابن تيمية - : أنا لو لم نكفر إلا المعاند العارف، لزمنا الحكم بإسلام أكثر اليهود والنصارى، وهذا من أظهر الباطل .



الشبهة الثانية : قال المخالفون : نقول بأن القول كفر، ولا نحكم بكفر القائل .

أجاب العلامة السلفي سليمان بن سحمان –رحمه الله - : فإطلاق هذا جهل صرف، لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المعين .

قلت أبو عاصم : يقال : القول كفر والقائل لا يكفر حتى تقام عليه الحجة هذا يقال في المسائل التي تخفى ، أو من لم تبلغه الدعوة :

وقال العلامة ابن سحمان –رحمه الله - : إذا قال قولا يكون القول به كفرا، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المعين، إذا قال ذلك لا يحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها وهذا في المسائل الخفية، التي قد يخفى دليلها على بعض الناس .

وقال العلامة أبو بطين –رحمه الله - : تكفير الشخص المعين وجواز قتله، موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية، التي يكفر من خالفها... إلى آخره، يشمل كلامه من لم تبلغه الدعوة، وقد صرح بذلك في موضع آخر ; ونقل ابن عقيل عن الأصحاب: أنه لا يعاقب; وقال: إن الله عفا عن الذي كان يعامل ويتجاوز، لأنه



لم تبلغه الدعوة، وعمل بخصلة من الخير. واستدل لذلك بما في صحيح مسلم مرفوعا: "والذي نفسي بيده،لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار" . قال في شرح مسلم: وخص اليهودي والنصراني، لأن لهم كتابا



ولما سئل شيخنا العلامة ابن باز –رحمه الله – فقيل له في درسه كشف الشبهات : جملة من العاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ودرجوا عباد القبور في هذا ؟ فأجاب بقوله : هذا من جهلهم : عباد القبور كفار ، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا



الشبهة الثالثة : قولهم - عن الشيخ محمد، رحمه الله -: إنه لا يكفر من كان على قبة الكواز، ونحوه، ولا يكفر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة.

أجاب عنها العلامة السلفي الأثري ابن سحمان –رحمه الله – فقال : يقال: نعم; فإن الشيخ محمدا رحمه الله، لم يكفر الناس ابتداء، إلا بعد قيام الحجة والدعوة، لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم بآثار الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من تكفيرهم وإن لم يفهموها.



الشبهة الرابعة : استدلال المخالفين بحديث : الرجل الذي قال إذا مت حرقوني فقالوا : أنه جهل قدرة الله وهي صفة من صفاته وهذا كفر ومع هذا لم يكفر.

فأجاب الشيخ عن هذا في درسه كشف الشبهات فقال : بعض السنن من الأمور الخفية من كمال القدرة ، جهلها فعذر حمله على ذلك خوف الله ، وجهل تمام القدرة فقال لأهله ما قال .



الشبهة الخامسة وهي شبهة إرجائية فاسدة كاسدة : قال المخالفون : إن الرجل لو تقصد وتعمد السجود بين يدي الصنم طمعاً في الدنيا وصرح بلسانه أنه يقصد عبادته، فإنه يحكم بكفره لكن لا يقطع بكفره في الباطن .

فأجاب شيخنا الفوزان –حفظه الله – قامع أهل البدع في عصرنا : لكن ما لكن ! الذي يسجد للصنم كافر ، ولا علينا من الخرابيط هذه ! الذي يسجد للصنم ، الذي يذبح لغير الله، الذي ينذر لغير الله = مشرك ، نحن نبني على الظاهر، القلوب عند علام الغيوب، لكن نحن نبني على الظاهر فمن فعل الشرك فهو مشرك، ولا نقول إن كان قصده ما أدري وايش هو ! هذه كلها سواليف باطلة، هذا من مذهب المرجئة دب إلينا، الواجب أن نحذر منه، نعم، وإلا ما يبقى هناك نواقض للإسلام، كلها يصير فيها شك ، كلها تميع ولا يصير لها قيمة بالطريقة هذه، نعم .



اذكر ضوابط في التكفير ؟

لابد من التثبت في التكفير والتفسيق : قالت اللجنة الدائمة : الواجب: التثبت في هذه الأمور . اللجنة





وكذلك يجب عدم التعجل في الأمر : قالت اللجنة : عدم التعجل بالتكفير حتى يتضح الدليل .



ولايجوز التساهل في التكفير والتفسيق فالأمر جد ليس بالهزل : قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله - : ولا يجوز التساهل في تكفيره (يقصد المسلم ) أو تفسيقه؛ لأن في ذلك محذورين عظيمين:أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه".





وينبغي النظر في المسألة والحكم على صاحبها بما هو أهله : قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله - : وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.

الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.



وهذه الأمور مرجعها إلى الشرع وليس العقل أو الهوى :قال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله - : الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.



وأهل السنة وسط في هذا الباب كحال جميع أبواب الدين : قال العلامة محمد بن إبراهيم –رحمه الله في مجموع الفتاوى : عند ذكر التكفير تعلم أَن الناس ثلاثة أَقسام: طرفان، ووسط طرف يكفر بمجرد المعاصي. هؤلاء هم الخوارج يخرجونه من الإيمان ويدخلونه في أَهل الكفران، والمعتزلة تخرجه من الإيمان ولا تدخله في الكفر، ولكنهم يحكمون بخلوده في النار. أَما أَهل الحق فلا يعتقدون ذلك في العصاة. ولا يخفى بطلان قول الخوارج والمعتزلة، كما لا يخفى بطلان قول من قال: إن من قال لا إله إلا الله فهو مسلم وإن فعل ما فعل.



ولابد من التفريق بين التكفير المطلق والتكفير العيني : قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله - :

وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين ...



وقال –أيضا- : وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال هي كفر قولاً يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه، مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ). وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان.أهـ.





هل يكفر المعين ؟

قلت أبو عاصم لا غلو ولا إفراط : فمن استحق التكفير كفر ولا يتردد في ذلك ومن لم يستحق التكفير فلا يجوز الإقدام على ذلك بل عليه ان يتق الله ويتورع في ذلك ثم إنه ليس لكل أحد وإنما هو لأهل العلم العاملين بما يقولون وللعلماء استثناءات في محالها قد لايعيها كل أحد .

قال شيخنا العلامة ابن باز –رحمه الله – في درسه كشف الشبهات : إذا أتى بمكفر يكفر .

وقال العلامة محمد بن إبراهيم –رحمه الله في مجموع الفتاوى : من الناس من يقول: لا يكفر المعين أَبدا.ويستدل هؤلاء بأَشياء من كلام ابن تيمية غلطوا في فهمها وأَظنهم لا يكفرون إلا من نص القرآن على كفره كفرعون. والنصوص لا تجيء بتعيين كل أَحد. يدرس باب (حكم المرتد) ولا يطبق على أَحد، هذه ضلالة عمياء وجهالة كبرى، بل يطبق بشرط. الذين توقفوا في تكفير المعين في الأَشياء التي قد يخفى دليلها فلا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة فإذا أُوضحت له الحجة بالبيان الكافي كفر سواء فهم، أَو قال:ما فهمت، أَو فهم وأَنكر، ليس كفر الكفار كله عن عناد. أَما ما علم بالضرورة أَن الرسول جاء به وخالفه فهذا يكفر بمجرد ذلك ولا يحتاج إلى تعريف سواء في الأصول أَو الفروع ما لم يكن حديث عهد بالإسلام. والقسم الثالث أَشياء تكون غامضة فهذه لا يكفر الشخص فيها ولو بعدما أُقيمت عليه الأَدلة وسواء كانت في الفروع أَو الأُصول ومن أَمثلة ذلك الرجل الذي أَوصى أَهله أَن يحرقوه إذا مات.











القسم الثاني : حالات الإعذار بالجهل

متى يعذر المسلم بجهله في امور العقيدة ؟

قلت : أبو عاصم : يعذر من جهات معينة :

الجهة الأولى : من جهة المكان : أي : من جيث البعد عن بلاد المسلمين وليس فيها مسلمون أو حديث عهد بالإسلام أو عاش ببادية بعيدة لا يدري شيئا عن الإسلام :

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله - : ما ذكرتم من قول الشيخ كل من جحد كذا وكذا وقامت عليه الحجة وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليهم الحجة فهذا من العجب كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مراراً، فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف ؛ وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله هو القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وبين فهم الحجة فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى : (( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)) وقيام الحجة نوع، وبلغوها نوع وقد قامت عليهم وفهمهم إياها نوع آخر وكفرهم ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها. إن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله : صلى الله عليه وسلم في الخوارج (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم )) وقوله : (( شر قتلى تحت أديم السماء )) مع كونهم في عصر الصحابة ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد وهم يظنون أنهم يطيعون الله وقد بلغتهم الحجة ولكن لم يفهموها، وكذلك قتل علي رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة مع مبادئهم وصلاتهم وصيامهم وهم يظنون أنهم على حق، وكذلك إجماع السلف على تكفير غلاة القدرية وغيرهم مع علمهم وشدة عبادتهم وكونهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ولم يتوقف أحد من السلف في تكفيرهم لأجل كونهم لم يفهموا. إذا علمتم ذلك فإن هذا الذي أنتم فيه كفر، الناس يعبدون الطواغيت ويعادون دين الإسلام فيزعمون أنه ليس ردة لعلهم ما فهموا الحجة، كل هذا بين، وأظهر مما تقدم الذين حرقهم علي فإنه يشابه هذا، وأما إرسال كلام الشافعية وغيرهم فلا يتصور يأتيكم أكثر مما أتاكم فإن كان معكم بعض الإشكال فارغبوا إلى الله تعالى أن يزيله عنكم والسلام...



وقال العلامة ابن سحمان –رحمه الله - : قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : "الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسائل خفية، مثل مسألة الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يعرف" .



وقال شيخنا ابن باز –رحمه الله - : من كان بعيداً عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها مسلمون .



وقال –أيضا- : من كان بعيداً عن المسلمين وجاهلاً بذلك فهذا أمره إلى الله، وحكمه حكم أهل الفترات يوم القيامة، حيث يمتحن.



السؤال : ماهي الأدلة على إعذار من سبق ذكرهم من قبل العلماء ؟

الجواب: قوله صلى الله عليه وسلم : " يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صيام و لا صلاة و لا نسك و لا صدقة و يسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية و تبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير و العجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة يقولون : لا إله إلا الله فنحن نقولها " أخرجه ابن ماجه عن حذيفة وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 8077 في صحيح الجامع. ‌



السؤال : اذكر مثالا لذلك ؟

الجواب: إنسان في أطراف أمريكا أو أطراف أفريقيا في بعض المحلات البعيدة عن الإسلام.



(الجهة الثانية ) : من جهة البلاغ :هل بلغه القرآن والسنة ؟

قال شيخنا بعد كلامه السابق في الجهة الأولى : ولم يبلغه القرآن والسنة فهذا معذور..



الجهة الثالثة : (كذلك )من جهةالمسألة نفسها فيما يتعلق بظهورها وخفائها فيعذر في المسائل التي تخفى بخلاف المسائل الظاهرة فلا يعذر :

قال شيخنا –رحمه الله : الجهل (أيضا )يكون : فيما يمكن خفاؤه .



قال العلامة أبو بطين –رحمه الله - : ...آخر كلامه رحمه الله –ابن تيمية -، يدل على أنه يعتبر فهم الحجة، في الأمور التي تخفى على كثير من الناس، وليس فيها مناقضة للتوحيد والرسالة، كالجهل ببعض الصفات. لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور; قال: وهذا جار على ما تقرر في الأصول، لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح،انتهى. .



وقال العلامة ابن سحمان –رحمه الله - : في المسائل الخفية، التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإن بعض أقوالهم تتضمن أمورا كفرية، من رد أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفرا، ولا يحكم على قائله بالكفر، لاحتمال وجود مانع كالجهل، وعدم العلم بنقض النص، أو بدلالته، فإن الشرائع لا تلزم إلا بعد بلوغها ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، قدس الله روحه في كثير من كتبه.



السؤال : اذكر أمثلة للمسائل التي تخفى ؟

الجواب : المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض الناس (يعني : فيعذر فيها بجهله المدعى )



(منها ) : بعض الصفات، صفات الله التي خفيت عليه ، أو ما درى أنها من صفات الله فأنكرها ثم علم وبين له ما يكفر بذلك.



(ومنها ): بعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج.



(ومنها ): بعض حقوق النبي صلى الله عليه وسلم جهلها ما درى عن بعض الحقوق .



قال العلامة أبو بطين –رحمه الله - : ولا يكفر بالأمور الخفية جهلا، كالجهل ببعض الصفات، فلا يكفر الجاهل بها مطلقا، وإن كان داعية، كقوله للجهمية: أنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال; وقوله عندي يبين أن عدم تكفيرهم، ليس أمرا مجمعا عليه، لكنه اختياره؛ وقوله في هذه المسألة خلاف المشهور في المذهب، فإن الصحيح من المذهب تكفير المجتهد الداعي إلى القول بخلق القرآن، أو نفي الرؤية، أو الرفض ونحو ذلك، وتفسيق المقلد.

السؤال : ماحكم مدعي الجهل بالمسائل الخفية ؟

يعذر فيها بالجهل. ولا حرج في ذلك .



السؤال : ماهو سبب الإعذار ؟

الجواب: لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل.



وقال –أيضا- في موضع آخر عن تلك المسائل التي يعذر فيها بالجهل موضحا سبب الإعذار فيها :

تخفى على العامي .



السؤال : ماحكم الشخص الذي يعذر بجهله –حقيقة- في الأخرة ؟

الجواب: (حكمه) : حكم أهل الفترة إذا مات على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة ومن عصا دخل النار.



وقال في موطن آخر : مثل هذا كأهل الفترة يبين له ولا يكفر حتى يبين له ويعلم .



سؤال : ماحكم من أصر على عقيدته الكفرية بعد البيان والتعليم ؟

الجواب: فإذا ما أصر على ذلك –صاحب المثال السابق - وأصر على الكفر يقتل.



من يتولى الحكم عليه في الدنيا ؟

الذي يتولاه مسلم أو الدولة المسلمة تحكم به عليه.



السؤال : اذكر بعض الأدلة على العذر بالجهل ؟

الجواب:

1)قال تعالى : {وَأوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ..} (19) سورة الأنعام.

وجه الدلالة : قال الشيخ –رحمه الله - : فالله جعل القرآن نذيراً، ومحمد جعله نذيراً، فالقرآن نذير، ومحمد نذير.



2) "سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه أن يستغفر لأمه "، وهي ماتت في الجاهلية فلم يؤذن له.



3) وقال: (إن أبي وأباك في النار) لما سأله رجل عن أبيه قال: (إن أبي وأباك في النار) وقد مات في الجاهلية

وجه الدلالة : قال الشيخ –رحمه الله - : قال جمع من أهل العلم إنما ذلك لأنهما ماتا على علم بشريعة إبراهيم, وشريعة إبراهيم النهي عن الشرك فلعل أمه بلغها ذلك فلهذا نهي عن الاستغفار لها, ولعل أباه بلغه ذلك فلهذا قال: (إن أبي وأباك في النار)



السؤال : إذا قيل أن هذه أدلة على الكفار الأصليين وحكمهم فما وجه استدلالكم بهذا على مدعي الجهل من المسلمين وهو يعيش بين المسلمين ؟

الجواب: قال الشيخ –رحمه الله - : إذا كان أبوه -صلى الله عليه وسلم- وأمه لم يعذرا وهما في حال الجاهلية، فكيف بالذي بين المسلمين وعنده العلماء ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث, فالحاصل أن هؤلاء الذين يعكفون على القبور ويستغيثون بالأموات غير معذورين بل يجب عليهم أن يتفقوا في الدين وأن يسألوا أهل العلم وأن لا يبقوا على حالهم السيئة, والآيات تعمهم الأحاديث.



4) علَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الجبة لما أحرم في جبة وتضمخ بالطيب، وقد أحرم بالعمرة! قال له عليه الصلاة والسلام: (انزع عنك الجبة، واغسل عنك الخَلوق، واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك).

وجه الدلالة : قال الشيخ –رحمه الله - : ولم يأمره بفدية عن لبسه الجبة، ولا عن تضمخه بالطيب؛ للجهل.

أكتفي بهذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم



المصادر

بحوثي في مسائل العذر بالجهل مثل : تلخيص أقوال علماء نجد

ومسائل في التكفير

وموقع نقض الإرجاء

وكتب الشيخ ابن باز وبالأخص كشف الشبهات




[1] حضرت للشيخ حفظه الله بعض الدورات في جدة ومكة .

[2] حضرت للشيخ بعض الدورات العلمية في جدة ومكة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eltwhed.yoo7.com
 
الأسئلة والأجوبة في مسألة العذر بالجهل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: شبهات وردود علمية :: المرجئة-
انتقل الى: