بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يستحق أن يسمى أمير المؤمنين هو الذي يحكم بشرع الله ويلزم الناس به, ويمنعهم من مخالفته.
لما حجر الحبيب بورقيبة [رئيس تونس الهالك] تعدد الزوجات وادعى أن من حق الحكام أن يطوروا الأحكام بحسب نمط الحياة بصفتهم أمراء المؤمنين . رد عليه الشيخ بن باز -رحمه الله – برد علمي أبطل فيه دعواه وبين شناعة هذا القول وأنه الكفر والضلال والاعتراض على الله سبحانه واتهامه في حكمه, والخروج عن شريعته والتلاعب بدينه. و عظم كفر من استجازه أو استحسنه: ثم قال:
" ليس كل حاكم - سواء كان ملكا أو رئيس جمهورية - يسمى أمير المؤمنين, وإنما أمير المؤمنين من يحكم بينهم بشرع الله ويلزمهم به, ويمنعهم من مخالفته, هذا هو المعلوم بين علماء الإسلام والمعروف بينهم, فليعلم من يقول بمثل هذا القول هذا الأمر على حقيقته, وليبادر بالتوبة إلى الله مما نسب إليه, وليرجع إلى طريق الهدى, فالرجوع إلى الحق شرف وفضيلة, بل واجب وفريضة, أما التمادي في الباطل فهو ذل وهوان واستكبار عن الحق وسير في ركاب الشيطان , والله سبحانه يتوب على التائبين, ويغفر زلات المذنبين إذا صدقوا في التوبة إليه, كما قال الله سبحانه: { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } الآية, وقال في حق النصارى : { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: « الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تهدم ما كان قبلها » والله المستعان, وهو سبحانه ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل ."اهـ [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ بن باز]