المضحك المبكي من روايات الشيعة الإمامية
إعداد: موقع البرهان- القسم العلمي
إن أي فِكر أو مذهب لا تستند أبجدياته وأصوله على كتاب الله العزيز وسنة رسول الله المطهرة، ولا يستضيء بنورهما، ولا يستقي من معينهما؛ هو في الحقيقة فكر ومذهب جانب الصواب، ووقع في الخطأ المُعاب، وأتى بما لن تصدقه العقول والألباب.. فقد شرع لنا ربنا ما ينفعنا، وعلّمنا ما يفيدنا، وأمرنا بالإتباع ونهانا عن الابتداع، وحثنا على الأخذ بالكتاب والسنة، وبيّن لنا طريق الجنة..
ولكن أقوماً أبوا إلا الانصياع لأهوائهم، والخضوع لأهدافهم ومخططاتهم، والخضوع لرغباتهم وشهواتهم، وإتباع ما تنسجه عقولهم؛ فعمدوا إلى تحريف الدين، والإتيان بما لا يستقيم في أمر الدنيا والدين، واختلقوا إفكاً، واخترعوا زورا، وتناقلوا ذلك كبراً وغرورا..
هذا ما سنجده في بعض الروايات التي اختلقها الرافضة، وأوردتها كتب الشيعة الإثنا عشرية، مما لا يصدقه العقل، ولا يُقرِّه النقل، ولا يرضى به المسلم، ولا يصدقه اللبيب..
وسنورد بعض هذه الروايات فقط مع ذكر مصادرها ومراجعها في كتبهم، والتي لا نجد وصفاً لها سوى أنها "مضحكة مبكية"؛ مضحكة في تركيبها وبنائها وحبكتها وخيال من صاغوها ، وتجعل المرء يبكي على أناس آتاهم الله عقولاً ووهبهم ألباباً فصدقوها واعتقدوها وآمنوا بها دون التحقق أو التأكد من سندها ومتنها، ودون عرضها على الميزان الحقيقي؛ كتاب الله وسنة رسوله الأمين..
أبو طالب يُرضِع النبي ، والحسين يَرضَع من إبهام النبي الكريم!!
فقد جاء في الأصول من الكافي عن جعفر أنه قال: [لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياماً ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبناً، فرضع منه أياماً، حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها].
انظر كتاب الأصول من الكافي، كتاب الحجة، الجزء الأول ص458، طبعة طهران.
ومثل ذلك ما رووه في حق الحسين رضي الله عنه، حيث قالوا: لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة...
جاء هذا في الأصول من الكافي، الجزء الأول، صفحة 465.
حلقة باب الجنة تطن وتقول: يا علي!
ومن غلوهم في الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنهم رووا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقت الحلقة على الصحفية طنت وقالت: يا علي].
انظر كتاب روضة الواعظين للفتال، الجزء الأول، صفحة 111، طبعة قم إيران.
وقال أحد الشيعة المعاصرين: لولا سيف بن ملجم لكان علي بن أبي طالب من الخالدين في الدنيا. انظر كتاب أصل الشيعة وأصولها، صفحة 112، طبعة بيروت، عام 1960م.
وهذا والله كذب واضح وافتراء بين، فقد قال جل في علاه: ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)) [آل عمران: 185]، وقال في حق أفضل البشر على الإطلاق: ((وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ)) [الأنبياء:34]..
أصل فاطمة الزهراء من تفاحة، وأصل الإمام علي من رمانة!!
من أكاذيبهم التي يسعون من خلالها إلى الغلو وتمجيد من يريدون تمجيده، ما رووه عن الباقر بن زين العابدين أنه قال: [قيل لرسول الله صلى الله وآله: إنك تلثم فاطمة وتلتزمها وتدنيها منك، وتفعل بها ملا تفعله بأحد من بناتك؟
فقال: إن جبرئيل عليه السلام أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها، فتحولت ماء في صلبي، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فأنا أشتم بها رائحة الجنة].
انظر كتاب (علل الشرائع)، الجزء الأول، صفحة 183.
ولما كانت فاطمة هكذا، كان لا بد أن يكون علي مثلها في ذلك، فاختلقوا في ولادة علي قصة تشبهها، وذلك أن أبا طالب أتي بطبق من فواكه الجنة رطبة ورمان، فتناول أبو طالب منه رمانة ونهض فرحاً من ساعته حتى رجع إلى منزله، فأكلها فتحولت ماء في صلبه، فجامع فاطمة بنت أسد فحملت بعلي.
انظر كتاب (روضة الواعظين) للفتال، الجزء الأول، صفحة 111.
هل سمعتم عن (خرقائيل)؟!
ومن المضحكات: روايتهم عن زين العابدين علي بن الحسين أنه قال: [إن لله ملكاً يقال له: خرقائيل له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام].
انظر كتاب الفرقان، الجزء الثاني، صفحة 442، طبعة قم إيران.
وللأسف فإننا لا نعرف ما مهمة هذا الملك، ولا أين ورد ذكره في غير كتب الشيعة!!
الفيل.. الدب.. الأرنب.. الوطواط...
لكل واحد من هؤلاء قصة وتاريخ ومراحل مر بها لم ترد في كتب الدنيا، ولم تذكر في شرائع الكون، إلا عند الشيعة، فلننظر سوياً إلى ما صاغته عقولهم، وروته كتبهم: يذكر ابن بابويه القمي عن أبي الحسن أنه سئل عن الممسوخ فقال:
[فأما الفيل فإنه مسخ؛ لأنه كان زناء لوطياً، ومسخ الدب؛ لأنه كان رجلاً ديوثاً، ومسخت الأرنب؛ لأنها كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيض ولا جنابة، ومسخ الوطواط؛ لأنه كان يسرق تمور الناس، ومسخ السهيل؛ لأنه كان عشاراً باليمن، ومسخت الزهرة؛ لأنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت، وأما الجري والضب ففرقة من بني إسرائيل، وأما العقرب فإنه رجلاً نماماً، وأما الزنبور فكان لحاماً يسرق في الميزان]..
وهذه الرواية تجدها في كتابهم (علل الشرائع)، صفحة 485،486، طبعة النجف.
وهذه فقط نماذج لما يروجه الفكر الاثناعشري من أكاذيب ومفتريات، ولو قمنا بحصرها فإن المقام سيطول، ولن تكفينا مثل هذه السطور..
الرئيسية 
