منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبد الله عبد الكريم
أبو عبد الله
أبو عبد الله



عدد المساهمات : 1917
نقاط : 6032
تاريخ التسجيل : 14/03/2011
العمر : 45
الموقع : منتدى أنصار الحق

النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Empty
مُساهمةموضوع: النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2)   النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2) Emptyالثلاثاء 3 يناير - 21:34

للشيخ/ عبد العزيز بن ناصر الجليّل

الوقفة الثالثة: كيف وقع الانهيار ؟

بعد أن علمنا السبب الحقيقي لانهيار أمة الكفر اقتصادياً من خلال الآيات القرآنية السالفة الذكر ومن معرفة سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين, نتعرف في هذه الوقفة وبصورة سريعة على ما أجراه الله عز وجل على أيدي الكفرة أنفسهم من السياسات والممارسات الجائرة التي دمروا بها أنفسهم, وأخربوا بيوتهم بأيديهم بتبنيهم النظام الرأسمالي الربوي المتوحش, وهذا ضرب من عذاب الله عز وجل وجند من جنده سبحانه سلطه عليهم, وإن هذا الإعصار العاتي عليهم ليس وليد اللحظة وإنما هو وليد نظامها السياسي والاقتصادي القائمين على الظلم الذي لا يعرف الرحمة ولا الشفقة وذلك نتيجة تراكم العمل بالنظام الاقتصادي الليبرالي خلال عقود مضت. وإن ما يحدث الآن عبارة عن نتيجة حتمية لسياسات ظالمة تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية بلغت ذروتها في الثمان سنوات التي حكم فيها بوش. وهي مؤشر لنهاية النظام الرأسمالي المتوحش ونهاية للهيمنة الأمريكية. ومن الأمثلة على هذه السياسات الظالمة التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والتي تعصف بالاقتصاد الأمريكي:

1- أزمة الرهن العقاري والقروض الربوية: حيث كانت المؤسسات المالية تعطي قروضاً لتمليك لعقار للمواطن العادي الذي أصبح عاجزاً عن أن يسد هذه القروض بفوائدها الربوية التي قد تبلغ إلى 105% فحصل فشل في جمع هذه الأموال من المواطنين فاستولت البنوك المقرضة على البيوت وباعت بعض البنوك قروضها إلى بنوك أقوى منها بالتخفيض على البنوك القوية التي باعت بدورها هذه القروض إلى بنوك أقوى منها وهكذا حتى خرج البيع إلى أوربا ومناطق أخرى من العالم ثم لم يستطع الجميع استرداد هذه القروض فحصل العجز في السيولة وانهارت كثير من المصارف والبنوك وفي الوقت نفسه حرم المواطنون من بيوتهم وأخرج بعضهم منها وحصلت مشاكل اجتماعية كبيرة من جراء ذلك وصلت إلى القتل والانتحارات, وبيع بعض البيوت بثمن بخس أقل من قيمتها الحقيقية فحصل العجز في السيولة.
2- أزمة سوق الإقراض الطلابي.
3- وأزمة إقراض السيارات.
4- وأزمة البطاقات الائتمانية بدون ضمانات.

وكل هذه الأزمات شبيهة بأزمة الرهن العقاري حيث عجز الطلاب عن تسديد ما عليهم للبطالة وعدم العمل وأصحاب السيارات والبطاقات الائتمانية كذلك. وكان من جشع هذه المؤسسات الإقراضية أنها تركت الضمانات لجذب الناس فحصل ما حصل من عجز الناس وانهيار هذه المؤسسات لفقد السيولة.

كل ذلك من شؤم الربا المضاعف المتوحش والجشع المريع.

5- الإنفاق على حرب العراق وأفغانستان ومحاربة الإرهاب: حيث أنفقوا مئات المليارات من الدولارات في ذلك وسيأتي تفصيل هذه الأرقام في وقفة تالية إن شاء الله تعالى.
6- فتح الباب والحرية الاقتصادية المتوحشة لجميع المؤسسات المالية والبنكية والشركات المساهمة دون رقيب ولا حسيب مما جعل هذه المؤسسات الاقتصادية مكاناً للمضاربات والمقامرات والمغامرات الاقتصادية وصناعة اقتصاد وهمي سهل الكسب فهي أموال طازجة ساخنة وأرباح بالساعة واليوم بل في نفس اللحظة, قبل أن تبرد كعكة القمار.

فالأمر لا يتعلق بمتاجرة في سلع خدمية تباع ويحصل عليها مقابل ثمن معين ولا بسلعة إنتاجية تحتاج إلى تكاليف إنتاج مدة زمنية لإنتاجها وتخزينها ثم بيعها, وقد يصل مدة التسويق إلى عام أو أكثر حتى يتبين الربح فيها من الخسارة. وإنما الأمر في هذه الأسواق يتعلق بسلع وهمية معظم الذين يتاجرون فيها لا يملكونها, وقد تتم صفقات ضخمة بالمليارات لشراء أسهم وبيعها بفارق زمني يسير قد يكون في بعض الأحيان دقائق أو ساعات قبل أن يدفع ثمنها المشتري وقبل أن يقبضها وتسجل باسمه رسمياً فيحقق أرباحاً طائلة دون أن يدفع سنتاً واحداً. وهكذا يتحكم كبار المتعاملين في البورصات ويحققون أرباحاً هائلة من الاستثمارات بأموال وهمية وإضافة إلى ذلك أصبحت القيمة السوقية لهذه البورصات والأسهم لا تمثل القيمة الحقيقية لها.
فقيمة الأسهم المتداولة فيها لا يساوي قيمة الموجودات والأصول الحقيقية لهذه الشركات فأصبح هناك أرقاماً هائلة من المال هي وهمية فإذا أخذ هذا على مستوى البنوك والمصارف والمؤسسات المالية العملاقة في أمريكا نجد أن قيمة هذا الفرق الوهمي يفوق كثيراً مجموع الدخل القومي الأمريكي بما فيه الجهاز المصرفي الأمريكي وهذا من أسباب الكارثة وهذا السبب المشار إليه هو سبب كل كارثة أو خسارة مالية تحصل في تجارة الأسهم في أي بلد من بلدان العالم, فهل يعتبر المسلمون في بلادنا ويدعوا المقامرة بأموالهم التي تجلب سخط الله عز وجل ومحق أموالهم؟.

7- الكساد الاقتصادي: وهو نتيجة للأسباب السابقة كلها حيث أن انحسار المال واختفاؤه وقلة السيولة في أيدي الناس ينتج عنه الإحجام عن الشراء وضعف الإنفاق, وهذا بدوره يؤدي إلى كساد المصانع وضعف الإنتاج وتكثر بذلك البطالة والجرائم ومن هنا تبدأ الكوارث المالية والاجتماعية.

الوقفة الرابعة: آن لنا أن نعرف قدر الجهاد والمجاهدين

لقد خرجت أمريكا من ديارها بطراً وكبراً ورئاء الناس وهم يقولون من أشد منا قوة ؟ فاستباحت ديار المسلمين واحتلت أفغانستان والعراق وبشروا بمشروع الشرق الأوسط الكبير زاعمين أنهم سيجعلون العالم أكثر أمناً واستقراراً, فغدا أشد خوفاً ورعباً وأنهم سيضعونه أكثر رفاهاً فغدا أشد فقراً. وكانوا يظنون أن احتلال هذين البلدين سيكون نزهة سريعة يعودون بعدها بالثروات العظيمة من الغاز الطبيعي في أفغانستان وحقول النفط في العراق والخليج وسيعودون بآلاف المليارات التي تعوض خسائرهم وها هم يدخلون في سنتهم الثامنة لغزوهم, وهاهي غطرستهم وقوتهم وكبريائهم تتحطم وتنهار على يد من احتقرتهم في أفغانستان وسخرت منهم في العراق, وأصبح المجاهدون على ضعفهم وقلة الناصر لهم غصة في حلوقهم تلحقهم الهزائم منهم يوماً بعد يوم حتى قصمهم الله عز وجل بهذا الانهيار المريع انتصاراً منه سبحانه لعباده المؤمنين, فجزى الله المجاهدين عنا وعن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خير الجزاء, فلقد كانوا سبباً رئيساً فيما لحق ويلحق بالأمريكان وحلفائهم من الهزائم والانهيارات المتلاحقة والحمد لله. . فهلا قدرنا للمجاهدين حقهم وعرفنا قدرهم وقمنا بنصرهم ودعمهم ؟ وحتى لا يأتي آت ويستخف بهذا الكلام أسوق ما ذكره مكتب خدمات البحث بالكونجرس الأمريكي من إحصائيات عن خسائرهم في حرب العراق فقط, وذلك في مجلة الفورن بوليسي (نقلاً عن قناة الجزيرة).

في عام 2003 كانت الخسائر ( 93000 دولار ) كل دقيقة
في عام 2004 كانت الخسائر ( 111000 دولار ) كل دقيقة
في عام 2005 كانت الخسائر ( 164000 دولار ) كل دقيقة
في عام 2006 كانت الخسائر ( 188000 دولار ) كل دقيقة
في عام 2007 كانت الخسائر ( 245000 دولار ) كل دقيقة
في عام 2008 كانت الخسائر ( 371000 دولار ) كل دقيقة
أي ما يقارب مجموعه ( 700 مليار دولار )

مع أن الخبير الإقتصادي الأمريكي ( جوزيف ستيجليتر ) قدرها بأكثر من ذلك بكثير حيث أوصلها إلى ( 3 ترليون دولار ).

أما إحصائيات حربهم المزعومة على الإرهاب حسب ما جاء في المجلة نفسها فهي كالتالي:
في عام 2001 كانت 18 مليار دولار
في عام 2002 كانت 13 مليار دولار
في عام 2003 كانت 54 مليار دولار
في عام 2004 كانت 74 مليار دولار
في عام 2005 كانت 100 مليار دولار
في عام 2006 كانت 116 مليار دولار
في عام 2007 كانت 166 مليار دولار
في عام 2008 كانت 195 مليار دولار
أي ما مجموعه ( 736 مليار دولار )

وقد كانوا يعلمون أن هذه الأموال الهائلة ستؤثر على هيكلة الاقتصاد الأمريكي كله وأنه سيكون على حساب الإنتاج المدني الداخلي ولكنهم كانوا يراهنون على أن احتلال أفغانستان والعراق سيكون سريعاً وسيعوضون خسائرهم بوقت سريع فلم يمهلهم المجاهدون ليستردوا ذلك, وهاهي السنة الثامنة وهم يسيرون من هزيمة إلى هزيمة وهذا من رحمة الله عز وجل وفضله ثم فضل الجهاد وما قام به المجاهدون الأبطال من مقارعة القوم والإثخان فيهم وردهم على أعقابهم خائبين. وقد كانوا مغرورين بقوتهم ناسين قوة الله عز وجل فأنساهم سبحانه وأغفلهم عما يترتب على حماقاتهم من الكوارث والانهيارات فدفعهم الله عز وجل دفعاً إلى نهايتهم ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ) [الأنفال:17].

ولقد حق عليهم قوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)[الأنفال:36].

الوقفة الخامسة:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. إن الهداية لدين الإسلام وعقيدته وأحكامه الشريفة التي تقوم بها مصالح العباد في الدارين لهي أعظم نعمة ينعم بها الله على عباده المؤمنين, الأمر الذي ينبغي أن يُحمد الله عز وجل ويشكر عليها بالقلب واللسان والعمل وأن يفرح به الفرح العظيم الذي يهون عنده أي فرح, وذلك كما أمرنا الله عز وجل في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:58،57]

وإن مما يعظم قدر هذه النعمة ويشتد الفرح بها رؤية من حرمها وهو يتخبط في ظلمات الشرك والظلم والأحكام الظالمة الجاهلة. وهاهي الثمار الحنظلية للجاهلية المعاصرة تبدوا للعيان وهاهم أهلها يتخبطون كالممسوس, يخربون بيوتهم بأيديهم ونظمهم المدمرة. ومثالاً لذلك ما ظهر فيهم من الأزمات المالية التي من أعظم أسبابها أكلهم للربا الذي حرمه الله عز وجل أضعافاً مضاعفة فحصل لهم المحق الذي كتبه الله عز وجل على أهله: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة:276]

وهاهم خبراؤهم يصيحون ويحذرون من الربا وينادون بالأخذ بنظام الإسلام المالي ويرجعون أسباب أزمتهم وسقوط النظام الرأسمالي بسببه. والمؤمن لا يحتاج إلى أن يجرب أحكام ربه بل هو مستسلم لربه عز وجل عابد له يوقن بأن لا أحسن من حكم الله عز وجل: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:50].

ولكن هذا الانهيار يزيد إيمان المؤمن ويقوي ضعيف الإيمان وينبه المخدوعين بالغرب ونظمه لعلهم يرجعون.

وهنا مسألة يجدر الإشارة إليها ألا وهي أن الغرب ولو أخذ جدلاً بالنظام الاقتصادي الإسلام في بعض مؤسساته فإن هذا لن يحل أزمته ولن ينقذه من انهياره ذلك أن الإسلام يعني الاستسلام لله عز وجل في كل شيء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [البقرة:208].

ولا ينفع الإنسان أخذه بشيء من الإسلام علاجاً وإنقاذاً لمصلحة له منهارة وليس انطلاقاً من عبودية لله عز وجل وانقياداً لأحكامه. هذا أمر, والأمر الآخر أن أخذ الغرب أو بعض بنوكنا المحلية بالنظام الإسلامي وإلغاء الربا أمر حسن لكنه ليس حلاً لأصل الكارثة ولن يستفاد من ذلك شيء يذكر, ذلك أن الاقتصاد المعاصر معقد ومتشابك, فلو سلمنا جدلاً أن أسلمنا اقتصاد المصارف فأين أسلمة القطاعات الكبيرة المرتبطة بدورة المال في البنوك ؟ أين أسلمة القطاع الصناعي ؟ وأين أسلمة القطاع الزراعي والخدمي وشركات التأمين, والبنوك المركزية ومؤسسات النقد, لأن كل هذه القطاعات متورطة بآفة الربا والعقود المحرمة, لذا يجب أن ننقاد للإسلام كافة وأن نقدمه للغرب كل لا يتجزأ بداية من تحقيق التوحيد والعبودية لله عز وجل وإبراز أحكامه ونظمه وما فيها من المحاسن العظيمة التي يجب الأخذ بها تعبداً لله تعالى قبل كل شيء وليس لحل ورطة وكارثة نازلة, وأن نسعى جاهدين لتوظيف هذا الحدث في بيان شمولية الإسلام وعدله وأن فيه حل لكل المعضلات والكوارث وليس للجانب الاقتصادي فقط.

يقول الأستاذ أسامة عبد الرحيم: " إن الغرب قد قطع شوطاً في محاولة إقناع المسلمين أو جبرهم عن التحول بعيداً عن شريعتهم ومنها الشق الاقتصادي وما دعواته الآن إلا إسفنجة يمتص بها الصدمة ويسري بها قليلاً عن المرابين المكلومين من بني الأصفر.

فهل سنطالبهم بتطبيق أحكام الشريعة وهم غير مؤمنين بها, ونتوقع أن يتحاكموا إليها فيما شجر بينهم وهم محادين لها. يلزمنا أن نحملهم أولاً على الإيمان بتلك الشريعة وتعظيم أحكامها, الذي هو تعظيم لمن نزلها وهو الله سبحانه وتعظيم من أنزلت عليه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم, وتعظيم للكتاب الذي نزل بأحكامها وهو القرآن الكريم.

ولربما غاب عن أذهان البعض أن الذي دفع بأبنائه الأمريكان في أتون محرقة دموية في العراق وأفغانستان, أكلت أكثر مما أكلت عاصفة الرهن العقاري, وأنفق البلايين على التنصير في عقر دار الإسلام, وصنف النظريات الوضعية وسكبها ترغيباً وترهيباً في عقول نخبة المتغربين, ويؤازر أنظمة حكم فاسدة ومستبدة, لن يطبق شيئاً من شريعتنا, لأن هذا ببساطة انتصاراً للإسلام بغير حرب, وفتحاً لقلوب الملايين من أبناء أوربا لدين الله ولن يرضى بذلك اليهود ولا النصارى حتى نتبع ملتهم ) (انظر موقع لواء الإسلام).

الوقفة السادسة: وتصدعت قبلة الليبراليين

وأعني بالليبراليين أولئك المنادين بالليبرالية في بلدان المسلمين بأنواعها الأربعة الليبرالية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والليبرالية الفردية والتي كلاً منها يقوم على الحرية المطلقة دون أن يقيدها شرع أو غيره, والكلام على هذه الصور من الليبرالية لها مقام آخر, أما الذي يهمنا هنا فهو الليبرالية الاقتصادية التي يقوم عليها النظام الرأسمالي المتوحش والتي تقول: (اكسب من أي شيء شئت وأنفق حيث شئت) أو بعبارتهم المشهورة: (دعه يعمل دعه يمر). وهاهي الآن تترنح وتتهاوى وبسقوطها ينتهي عصر القطب الواحد أمريكا وتسقط قوته وهيمنته وبسقوطها يسقط إن شاء الله دعاة الليبرالية والمجموعات التغريبية في البلاد العربية الإسلامية والتي ربطت مصيرها بمصير أمريكا وتطاولت على الثوابت الإسلامية والاجتماعية. وظنت أن الهيمنة الأمريكية فرصة سانحة لتغيير عقائد الناس وأخلاقهم وقيمهم ولو بالقوة, والاعتماد على الضغوط الأمريكية على الحكومات العربية الضعيفة في فرض أنماط التغريب على المجتمع من خلال قرارات سيادية في المجتمع الإسلامي مثل إلغاء التحاكم إلى الشريعة الإسلامية وإلغاء الولاء والبراء وتغريب المرأة, وتغيير المناهج, ومحاصرة العمل الخيري وغير ذلك.

وها هو أحد المغرمين بحب أمريكا يتباكى على ما أصابها ويدافع عنها ويرى أن وجودها ضمانة حقيقية للأمن العالمي: يقول محمد المحمود في جريدة الرياض العدد (14731) وتاريخ 23/10/1429هـ: (صحيح أن تراجع الاقتصاد الأمريكي قد يؤدي إلى ضمور النفوذ الأمريكي، وعدم قدرته على الفعل الحاسم خارج حدود أمريكا. قد يحدث هذا أو شيء من هذا القبيل، فيما لو حدث كساد حاد لكن هذا ليس في صالح أي من دول العالم التي تريد أن تعيش في سلام. فأمريكا رغم كل شيء ورغم كل الأخطاء، هي في النهاية قوة وإيجابية، وضمانة حقيقة للأمن العالمي، وبدونها قد ينهار نظام الأمن في العالم فلا تستطيع الدول – باستثناء دولتين أو ثلاث – أن تضمن حدودها، ولا أن تحمي نفسها مما يشبه شريعة الغاب.

ما لا يريد أن يعترف به التقليديون والغوغائيون أن أمريكا هي أقل الامبراطوريات عبر التاريخ إضراراً بالآخرين، وأن أخطاءها – رغم كل ما يقال – أقل بكثير من أخطاء الآخرين. بل إن العائد الإيجابي الأممي للقوة الأمريكية، يفوق كل ما قدمته الامبراطوريات عبر التاريخ البشري كله وهي حقائق يعرفها الجميع ومع هذا يحنق عليها الجميع؛ لأن ضريبة النجاح والتفوق تفرض مثل هذا السلوك وخاصة من قبل أولئك الفاشلين الذين لا يملكون إلا جذوة الحسد السلبي الذي نراه منهم في عبارات الشماتة الجوفاء) فالحمد لله على العافية.

الوقفة السابعة: هل يفرح المسلم بما أصاب الأمريكان وحلفاءهم من الانهيارات ؟

لم أكن لأدرج هذه الوقفة من ضمن هذه الوقفات لولا أن سمعت هذا السؤال طرح في أحد المجالس بل لقد رأيت مقالة لأحد الكتاب ينتقد فيها الفرحين من المسلمين بهذه الكوارث التي تحل بالأعداء !! وهذا أمر مستغرب مستنكر إذ كيف لا يفرح المسلم بالانهيار الاقتصادي والذي يتلوه الانهيار العسكري والسياسي إن شاء الله تعالى لدولة الكفر والطغيان أمريكا والتي ما فتأت تسوم المسلمين سوء العذاب تحتل ديارهم وتفسد دينهم وأخلاقهم وأعراضهم وتعذب وتقتل أبناءهم وتفسد اقتصادهم وتمنع مؤسساتهم الخيرية وما تركت ضرورة من الضروريات الخمس في هذا الدين إلا وألحقت به الفساد ؟ كيف لا نفرح بهزيمتها وانهيارها وكف شرها وهذه فعائلها ؟ ألم يكن المسلمون في بلاء ومحنة عظيمة بسببها ؟ ألم يكونوا يدعون عليها في الليل والنهار بالدمار والانهيار ؟ إذن لماذا لما انتصر الله عز وجل لعباده المستضعفين وسلط عليها الكوارث صار بعضنا في حرج من فرحة بانهيار الطغيان ؟ ألم يقل الله عز وجل عن انتصار الروم على الفرس في العهد النبوي وهما أمتان كافرتان ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) وذلك لأن ضرر الروم أهون على المسلمين من ضرر الفرس. وقد يقول قائل إن الضرر من هذا الانهيار سيلحق بعض المسلمين وبعض مؤسساتهم المالية التي يستثمرون فيها أموالهم لدى الغرب. وهنا نقول: إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون. وما يصيب المسلمين في أموالهم المودعة أو المستثمرة في الخارج إنما هو جزاء وفاقاً على دعمهم لاقتصاد الغرب في ديارهم وعلى أخذهم الربا أو إعطائه للبنوك الغربية في التعاملات المالية. ويقدر المال السعودي المستثمر في الغرب بما قيمته ( 1500 مليار دولار ) !!

وسيصل شؤم الربا إلى كل مصرف ومستثمر يتعامل بالربا في كل بلد, أما المسلم السالم من هذه اللوثات فهو أقل الناس تضرراً إن تضرر, والمقصود أن المصالح العظيمة التي يجنيها المسلمون من سقوط أمريكا وحلفائها من الثقل والكثرة بحيث ترجح وبشدة بما ينال المسلمين فيها من الأضرار هذا إذا اتعظ المسلمون من هذا الحدث ورجعوا إلى ربهم وتركوا أسباب سخطه أما أن استمروا على أحوالهم وتمادوا في عصيانهم فإن هذا هو الأمر المخيف والمحزن والذي لا يفرح به أي مسلم, وهذا هو الذي أبكى أبا الدرداء رضي الله عنه وهو يرى سقوط قبرص في أيدي المسلمين وأسر من فيها من الكفار. وقد ظن من رآه يبكي أنه يبكي حزناً على الكافرين وسقوطهم وهزيمتهم ولكنه بين سبب بكائه بأنه يخاف أن يحل بالمسلمين ما حل بهؤلاء الكفار إن هم عصوا ربهم. عن جبير بن نفير قال: لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض ورأيت أبا الدرداء وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله فقال ويحك يا جبير, ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره. . بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك فتركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.


المصدر: رسالة الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eltwhed.yoo7.com
 
النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(2/2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(1/2)
» مسلم بحسب المقاسات الأمريكية
» صعود الإسلاميين.. الإستراتيجيات الأمريكية البديلة
» العولمة من خلال رؤية إسلامية
» قيادة المرأة للسيارة قضية سياسية شرعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: شبهات وردود علمية :: الليبرالية-
انتقل الى: