منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبد الله عبد الكريم
أبو عبد الله
أبو عبد الله



عدد المساهمات : 1917
نقاط : 6032
تاريخ التسجيل : 14/03/2011
العمر : 45
الموقع : منتدى أنصار الحق

نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان   نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان Emptyالجمعة 25 نوفمبر - 14:37

نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان
17/10/1432 - د. قيس بن محمد آل الشيخ مبارك
jpg.
الحرية وصف فطر الإنسان عليه ، وقد جعله الله تعالى حقاً مكتسباً لجميع البشر الأسود منهم والأبيض ، الذكر منهم والأنثى ، قال تعالى ( وهديناه النجدين ) ؛ أي بينا له وعرفناه طريق الخير وطريق الشر، وتركنا له الحرية التامة في الاختيار ، قال القرطبي : ( وهو كما تقول : قد نصحت لك ، إن شئت فأقبل ، وإن شئت فأترك ) .
وهي حالةٌ جبلية في الإنسان ، جعلها الله زينة يتجمل بها الإنسان ، فتكون محلاً لظهور فضائل الأعمال في الإنسان ، كالصدق والحلم والسخار ، وهي داعيةٌ إلى ظهور التنافس والتسابق في إبراز مكنونات العقول بالإيداع والنبوع ، وهي داعية إلى عموم مكارم الأخلاق وطيب الشيم ، والبعد عن كل معيب ، وقد قال مخيس بن أرطاة التميمي :
فقلت له تجنب كل شيء يعاب عليك إن الحر حُرُّ
أي إن الحر باق على ما عهد في الأحرار من علو الهمة وزكاة الأخلاق واجتناب مواطن الريب ، وترك كل ما يعاب به المرء ، وعن كل ما يحوجه إلى الاعتذار منه .
ثم إن الحرية في الإسلام تشمل الحرية في القول والتعبير والحرية في التفكير والاعتقاد .
ولعل حرية النظر والتفكير هي اللبنة الأولى لإصلاح التفكير ، فقد جعل الله من هذه الحرية حقاً مشتركاً للبشر جميعاً ، كحقهم في الطعام والشراب واللباس ، لا فرق في ذلك بين مسلم وغيره .
فالحرية نعمة وحلية كساها الله الإنسان ، وزينةٌ جمله بها ، فما أبأس من أعرض عن نعم الله ومننه ، وكفر بنعمة الحرية التي أكنها الله فيه .
ولم يجعل الله هذه النعمة خاصة مقصورة على صغائر الأمور ، بل جعلها عامة لجميع اختيارات الإنسان ، شاملة لحريته في القول وفي الاعتقاد .
فأعلنت حقوق الإنسان في ذلك آيات كثيرة في كتاب الله تعالى : (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) ، وهي صريحة في الدلالة على النهي عن إكراه أحد على الدخول في دين الإسلام ، فدخوله يجب أن يكون على بينة وبصيرة ، وبإرادة واختيار ، لا أن يكون عن محاكاة أو تقليد ، ولا أن يكون بحال تشويه شائبه إكراه وقسر .
وأما حرية القول فأجلى مظاهره أن للإنسان أن يبدي اجتهاده ، ويقول رأيه من غير خوف ولا وجل ، ولقد كانت هذه الحرية مكفولة حتى مع النبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه ، حيث كان يستشير أصحابه ، وكانوا يشاركونه الرأي فيما يرون .
بل إن الدين كله قائم على حرية القول بالنصح والإرشاد ففي الحديث : (( الدين النصيحة )) ، وهذا النصح يعني الدلالة على الخير والصواب مع ترك الاختيار للمنصوح ، ولا يعني القسر ولا الإكراه .
ونقيض النصح الاستهزاء والسخرية ؛ لأن قوامهما تضييق الحريات ، بإشاعة المناكر والمفاسد والبغي والاعتداء على حدود الآخرين ، كما في الحديث (( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، إلى أن تلقونه ) .
فالاعتداء على الأنفس والأعراض والأموال من تضييق الخناق على الحريات .
من أجل ذلك فإنا نجد أن المسلمين لما فتحوا البلاد ما كان منهم إلا القيام بقانون العدل والإحسان مع غير المسلمين كما قال تعالى : (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )) .
فلم يقع من المسلمين اعتداء على أحد من أهل الذمة ، لا في دمه ولا في ماله ولا في عرضه فاستيطان المسلمين لتلك الديار لم يبح لهم أن ينقضوا على أموال غيرهم بالسلب ، ولا على أعراضهم بالسلب ، فلم يمنع المسلمون أعراف اليهود ولا عوائدهم الاجتماعية ، ولا اعتقاداتهم الدينية ، ولم يخفروا لهم ذمة أبداً ، وقد قال الحافظ أبوبكر بن العربي – رحمه الله تعالى - : ( والذمي كالمسلم في ماله ودمه وعرضه ) ، وذلك لأنه محترم بحرمة الإسلام لدخوله تحت حكم المسلمين .
فكان غير المسلمين يعاملون معاملة الرعايا من المسلمين ، فيما عدا الأمور الدينية ، فكانوا يخالطون المسلمين في الطرقات والبساتين والأسواق أخذاً وعطاءً وبيعاً وشراء ، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي ، وقد كان الإسلام يومها عزيزاً ، وكان اليهود في حالة من الذلة والصغار ، وكان عليه الصلاة والسلام في غنى عن ذلك ، وكأنه صلوات ربي وسلامه عليه يضع أمامنا برهاناً للدلالة على مظهر التسامح الذي فرضه الله على المسلمين وجعله شريعة محكمة ، فالعدل والتسامح وصفان جليلان حرص الإسلام على استدامتهما مادام الليل والنهار .
ولعل أعظم مظهر يتجلى فيه معنى التسامح في هذا الدين ، وجود اليهود والنصارى في البلاد التي يحكمها المسلمون إلى اليوم ، وقد مضى على ذلك أربعة عشر قرناً من الزمان ، ولعلنا نرى وجودهم جماعات موزعة في الكثير من القرى والمدن دليلاً آخر على أنهم في أمان وحفظ فتجدهم في كثير من قرى الشام والعراق ومصر ، فلم يضطروا إلى اللجوء إلى طرف منعزل من بلادنا ، فضلاً عن أن يلجؤوا إلى بلاد مجاورة .
بلغ التسامح معهم أن قال عليه الصلاة والسلام : لا تخيروني على موسى ، وقال : لا تفضّلوني على يونس بن متى ، وقال لا تفضلوا بين الأنبياء ، وكل هذا رغم أنه ورد مورد التسامح مع الآخر ، غير أن فيه مظهراً لتواضعه صلى الله عليه وسلم .
وقد ذكر العلماء أن الانتقاص لشعائر غير المسلمين إنما يجوز لغرض شرعي صحيح ، لا أن يكون لغير معنى ، فإنه من فضول الكلام ومن إضاعة الوقت فيما لا نفع فيه .
أما ذكر آلهتهم للاستدلال على عدم صلوحيتها للألوهية ، فهو وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وأتباعهم ، كما قال سبحانه : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون )) .
وقد أمرنا ببيان فساد عقائدهم من باب النصح والإرشاد ، شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى نقيض مقصودنا ، بحيث يحملهم ذلك على الغضب والانتقاص من شعائرنا والنيل من ديننا ، كما قال سبحانه : (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم )) ، فهاهنا طاعة أدت إلى معصية راجحة عليها ، فوجب تركها درءاً للمفسدة المتوقعة .
وهكذا كفل الإسلام لهم حرية الاعتقاد ، وحرية القول ، وحرية سائر التصرفات ما لم يكن فيها فساد أو إضرار بالغير ، فالأصل أنهم أحرار ، والاستثناء هو تقييد الحرية إذا أفضت إلى ضرر أو تقييد حرية الآخرين ، قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) .
والأصل في الحرية أن تكون مطلقة غير مقيدة ، تامة غير منقوصة ، وهذا المعنى هو ما أشار إليه علماء الأصول بقولهم : ( الأصل في الأشياء الإباحة ) ، وقد عد سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – التعدي عليها نوعاً من الاستعباد فقال عمر لعمرو : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟
غير أن الإنسان قد يتنازل عما يريد ، ويتخلى عن حريته رعياً لمصلحة غيره ، وابتعاداً عن فعل ما يسوء غيره ، وذلك لأن حرية الإنسان تدعوه إلى احترام حرية غيره ، وذلك الاحترام له أسباب فقد يكون من باب الإنصاف لغيره حين يترك اختياره لاختيار غيره ، وذلك إذا تواردت إرادته مع إرادة غيره على شيء واحد ، ولم يمكن الجمع بينهما .
وقد يكون إيثاراً من الوالد لولده أو لعزيز من قريب وغيره .
وقد يكون من باب الخوف من الغير إذا تزاحما على مقصود واحد ، ولم يمكن إطلاق حرية أحدهما إلا بتقييد حرية الآخر ، فينكف الضعيف خوفاً من سطوة القوي ، وربما كان انكفاف أحدهما طمعاً فيما عند الآخر .
ثم إن هذا التزاحم بين الناس يثير في النفس دواعي الحقد والتحاسد بين الناس ، وربما دفع إلى التنابز والمعاداة .
وليس الاستهزاء والسخرية سوى تعبير عن اعتقاد المستهزئ أنه عاجز عن إدراك مقام المستهزأ به ؛ فيمتلئ حقداً عليه ، ثم يتمنى زوال هذه المرتبة العالية عن صاحبها ، وهذا هو الحسد في أجلى صوره .
ولقد ذكر العلماء أن قول أحدهم : يا ابن الحداد ، أو يا ابن النجار ، وأشباه ذلك يعد من التعبير الذثي يؤدب قائله وإن كان صادقاً ، ويكون تأديبه على قدر حال المقول له .
وهذه المسألة من المصالح العامة التي لا تتقيد وجوهها بحال واحد ، بل هي مختلفة باختلاف النازلة وباختلاف أعراف الناس، فالضابط لذلك كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : كل ما يتصور أنه يكره إطلاق اسمه عليها ، لو بلغه ذلك ، وقال الإمام أبو عبد الله القابسي – رحمه الله - : ( يحمل قوله على أقل ما يكون عند الناس يعتبر به من التعبير المباح ) .
وإذا كان الأصل في النفس البشرية هو الاستقامة ، حين جعلها الله تعالى على السلامة من الأذى والفساد ، كما جاء في التنزيل (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) فمن كلام الصالحين ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم روحاً وعقلاً ، ثم رددناه أسفل سافلين نفساً وهوى ) ، فإن ما تقدم عليه النفوس من الأعمال المذمومة ، والأخلاق المشينة لا يخلو من حالين :
الأولى : أن يكون مما يختص بالإنسان بحيث لا يطلع عليه أحد وهذا النوع لا يتحرج الإنسان منه ، ما لم يكن عنده زاجر نفساني يمنعه من الوقوع فيه ، كما قال أبو نواس :
لن ترجع الأنفس عن غيها مالم يكن منها لها زاجر
وأعظم هذه الزواجر الوازع الديني إذا غرس في النفوس وهذبها غاية التهذيب .
الآخر : أن يكون مما لا يختص بالإنسان في ذاته ، بل يكون مما يمكن أن يطلع عليه الناس ، والناس في هذا الحال قسمان :
القسم الأول : أصحاب الهيئات والمروءات ، وهؤلاء يستحبون من اطلاع الناس عليهم ، فيجدون في ذلك زاجراً يمنعهم من الوقوع في الأعمال المشينة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
قال الزمخشري : فيه إشعار بأن الذي يكف الإنسان ويردعه عن مواقعه السوء هو الحياء ، فإذا رفضه وخلع رقته فهو كالمأمور بارتكاب كل ضلالة وتعاطي كل سيئة اهـ .
غير أن من هؤلاء من يرى الأشياء على حقيقتها ظاهرةً جلية في فتحها وسوئها ، فيتركونها ترفعاً عنها وحفظاً لمروءتهم ، فمن حفظ المروءة أن يتجنب المرء كل شيء يعاب عليه، وقد قيل للأحنف بن قيس : بم بلغت ما بلغت ؟ فقال : لو عاب الناس الماء ما شربته .
ومنهم من يراها وقد تدثرت برداء ستر عوارها وأخفى عيوبها ، فلا يرى ما فيها من سوء وقبح ، وهذا شأن كثير من العرب حين يستحسنون سلب أموال الناس وإتلاف الأنفس من موجبات الشجاعة والبطولة كما قال لبيد بن ربيعة :
ومقسم يعطي العشيرة حقها ومغذمر لحقوقها ، هضامُها
فافتخر بوصف ( المغذمر ) وهو الذي يأخذ حقوق الناس ويسلبهم أموالهم ، فيعطي هذا ما يأخذه من هذا .
وربما رأوا في السكر ما يحرك في النفس دواعي السماحة ومكارم الأخلاق ، فتدفعهم إلى أن يجودوا بالنجائب من الإبل والخيل كما قال عنترة :
فإذا انتشيتُ فإنني مستهلك مالي ، وعرضي : وافر لم يكلم
القسم الآخر : أصحاب الموبقات المجاهرون ، وهم الذين لسوء آدابهم لا يتنزهون عن فعل كل عمل مشين ، ولا يأبهون لأحد ، ويظنون أنهم بهذه المجاهرة يحصلون الظهور والشهرة.
وهذا القسم ليس له من نفسه زاجر ، بل يجب أن يزجر بالعقوبة والتخويف .
وهذا حال أولئك الذين نشروا الصور المشينة في الدنمارك .
التوصيات :
واستناداً إلى ما لدينا مما لا يملكه غيرنا من قيم وآداب منضبطة ، وواضحة المعالم ، فإني أرى أن يطلب من الحكومات الإسلامية القيام بثلاث مهام :
الأولى : الدعوة إلى تحكيم القوانين والمواثيق الدولية على الجميع بالعدل والإنصاف ، والمطالبة بذلك في المحافل الدولية .
فمن هذه المواثيق ما جاء في المادة ( 2- 1 ) من ميثاق الأمم المتحدة أن من الأهداف الرئيسة لإنشاء الأمم المتحدة تشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من غير تعبير ضد العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين ) .
وجاء في إعلان مبادئ القانون الدولي الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار الرقم 2625 ( 1970 ) نص على أنه ( ينبغي على الدول أن تتعاون في ما بينها لتعزيز الاحترام الدولي ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع ولإزالة التعصب الديني ) .
وكذلك قرار إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بإزاحة كل أشكال عنصرية الأديان والمعتقدات رقم 26/55 (1981 ) ، والذي يقضي في المادة 3 منه على أن ( إهانة واحتقار الأديان يعتبر خرقاً لميثاق الأمم المتحدة ؛ إذ هو يعتبر ( عائقاً لتحقيق العلاقات الأخوية السلمية بين الدول الأعضاء .
وكذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نص في المادة 18 منه على وجوب احترام ومراعاة الأديان ، والميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي نص في المادة 18 ( 3 ) على وجوب أن تكون ( حرية التعبير حول الأديان مقيدة بضوابط الأخلاق العامة ، وألا تتعدى على حقوق الآخرين ) .
ولاشك أن هذه المواثيق تدين تصريح رئيس وزراء إيطاليا بيرلسكوني الذي قال فيه ( إن الإسلام هو دين السفهاء ) ، وتدين تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش بشن ( حرب صليبية ) ، وتدين تصريحات القساوسة الغربيين .
والأمريكيين أمثال بيلي غراهام ، وبات روبرتسون ، وجيمي سواغرت وغيرهم ؛ فقد اتهم بعضهم رسولنا عليه الصلاة والسلام بأنه إرهابي وقاطع طريق ورجل شهواني !
وأين هذه التصريحات من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة بالرقم 36/55 ( 1981 ) ، والذي يقضي في المادة 3 على أن ( إهانة واحتقار الأديان يعتبر خوفاً لميثاق الأمم المتحدة ؛ لأن ذلك يعد ( عائقاً لتحقيق العلاقات الأخوية السلمية بين الدول الأعضاء )).
الثانية : بيان فضل نبينا عليه الصلاة والسلام ، والتعريف به وبسيرته صلى الله عليه وسلم في المحافل الدولية ، عبر كتب تعريفية يذكر فيها خلقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أولاده ، ومع زوجاته ، ومع عموم أصحابه ، ومع الناس أجمعين ، وذكر شيء من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ، كحديث سيدنا معاذ رضي الله عنه ؛ آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضعت رجلي في الغرزا ، قال : حسن خلقك للناس ، وحديث الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ) .
وحديث الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بينا رجل بطريق ، اشتد عليه العطش ، فوجد بئراً فنزل فيها ، فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ماء ، فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له ) ، قالوا : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجراً ؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر ) .
وما فيهما كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلا هي أطعمتها ، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض ، حتى ماتت هزلاً ) .
وما بلغ من لطفه وتواضعه أن قال عليه الصلاة والسلام ، لا تخيروني على موسى ، وقال : لا تفضلوني على يونس بن متى ، وقال : لا تفضلوا بين الأنبياء وكل هذا رغم أنه ورد مورد التسامح غير أن فيه مظهراً تتواضعه صلى الله عليه وسلم .
الثالثة : التعريف بدين الإسلام عبر طباعة الكتب التعريفية ، وعبر شراء ساعات في القنوات الفضائية الغربية لأجل ذلك .
فنحن مبتلون بمن يشوه صورة الإسلام في الغرب ؛ إذ تقدم الكتب المدرسية الإيطالية صورة مشوهة عن الإسلام ، فتضع تصوراً مغلوطاً حول معنى الجهاد ، ومعنى الخلافة ، وحول تعدد الزوجات ، وغير ذلك .
ومن العبارات التي وجدت في بعض الكتب المدرسية الإيطالية ( من واجبات المسلم أن يقوم بنشر دين الإسلم حتى ولو بالقوة وبأمر بقتال الأديان الأخرى لنشر كلام الله ) .
ولنا أسوة حسنة في خير النجاشي حين أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم ، فلما جاؤوه وقد دعا النجاشي أساقفته ، فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال : ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم ؟ قالت : وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب – عليه السلام – قال : أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله – عز وجل – لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئاً وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .
قالت : فعدد عليه أمور الإسلام ، فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاء به ، فعبدنا الله وحده لا نشرك به شيئاً ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فغدا علينا قومنا فعذبونا ، وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز وجل ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيها الملك .
وإذا علمنا أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، فأسأل الله العظيم أن يجعل من سلوك هؤلاء المعتدين ما يعود بالخير الكبير على البشرية جمعاء ، فيبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار .
مجلة الإسلام اليوم
العدد ( 83 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eltwhed.yoo7.com
 
نحو رؤية شرعية .. لحرية الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جهل الإنسان
» النكبة الأمريكية..رؤية شرعية(1/2)
» فتاوى شرعية
» العولمة من خلال رؤية إسلامية
» العلامة الفوزان : على الإنسان أن يقي نفسه وأهله من النار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: منبر المطويات-
انتقل الى: