بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «استحيوا من الله حق الحياء. قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حقّ الحياء أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدُّنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا يعني: من الله حق الحياء» [رواه التِّرمذي 2458 وحسَّنه الألباني].
وحياء الربِّ من عبده حياء كرمٍ وبرٍّ وجودٍ وجلالٍ، فإنَّه -تبارك وتعالى- حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردعهما صفرًا ويستحي أن يعذب ذا شيبةٍ شابت في الإسلام.
وحياء العبودية والخوف والخشية من الله -عزَّ وجلَّ- وهو الحياء المكتسب من معرفة الله، ومعرفة عظمته، وقربه من عباده، وإطلاعه عليهم، وعلمه بخائنة الأعين وما تخفي الصُّدور. وهذا الحياء من أعلى خصال الإيمان، بل هو من أعلى درجات الإحسان.
كما في الحديث: «الإحسان: أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك» [رواه البخاري 4777].
قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» [رواه البخاري 6120].
ومعناه إن لم يستح صنع ما شاء من القبائح والنَّقائص، فإنَّ المانع له من ذلك هو الحياء وهو غير موجودٍ، ومن لم يكن له حياء انهمك في كلِّ فحشاءٍ ومنكرٍ.
عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: "إن الله إذا أراد بعبده هلاكًا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتًا ممقتًا".
وقال ابن عباس قال: "الحياء والإيمان في قرنٍ، فإذا نزع الحياء تبعه الآخر".
ومن ذهاب الحياء في النِّساء اليوم:
ما ظهر في الكثير منهنَّ من عدم التَّستر والحجاب، والخروج إلى الأسواق متطيِّبات متجملات لابسات لأنواع الحلي والزِّينة، لا يبالين بنظر الرِّجال إليهنَّ، بل ربما يفتخرن بذلك، ومنهن من تغطي وجهها في الشَّارع وإذا دخلت المعرض كشفت عن وجهها وذراعيها عند صاحب المعرض ومازحته بالكلام وخضعت له بالقول، فيطمع الَّذي في قلبه مرضٌ ...فأين الحياء من الله يا أمَّة الله؟!.
ومن ذهاب الحياء عند بعض الرِّجال أو النِّساء:
شغفهم باستماع الأغاني والمزامير من الإذاعات ومن أشرطة التَّسجيل. أين الحياء ممَّن يشتري الأفلام الهابطة، ويعرضها في بيته أمام نسائه وأولاده بما فيها من مناظر الفجور وقتل الأخلاق، وإثارة الشَّهوة، والدَّعوة إلى الفحشاء والمنكر؟!.
أين الحياء ممن ضيعوا أولادهم في الشَّوارع يخالطون من شاؤوا ويصاحبون من هبَّ ودبَّ من ذوي الأخلاق السَّيِّئة.
إعداد اللجنة العلميَّة بتسجيلات الأنصار الإسلاميَّة
لتحميل المطوية: