درء الفتن الهوجاء لايكون إلا بالتحاكم إلى الشريعة الغراء
حال أمتنا بعدما تركت التحاكم إلى كتاب الله
عن قتادة: " فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة " الآية، إنّ القوم لما تركوا كتابَ الله، وعصَوْا رسله، وضَيّعوا فرائضه، وعطّلوا حدُوده، ألقى بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، بأعْمالهم أعمالِ السوء، ولو أخذ القوم كتاب الله وأمرَه، ما افترقوا ولا تباغَضُوا.أهــــ.
وقال الله تعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ( 63 ) ) .
قال بن كثير رحمه الله:
أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .
ويقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 35/ 387
( وإذا خرج ولاة الأمر عن هذا " الكتاب والسنة : فقد حكموا بغير ما أنزل الله ووقع بأسهم بينهم
قال صلى الله عليه وسلم ( ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا وقع بأسهم بينهم ) .
وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول كما قد جرى مثل هذا مرة بعد مرة في زماننا وغير زماننا ,
ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره , فيسلك مسلك من أيده الله ونصره
ويحتسب مسلك من خذله الله وأهانه ..) .أهـــ
لاحظ معي قول ابن تيمية في قوله :(...وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول )أليس هذا ما نشهده اليوم من انقلابات و حروب و فتن و...
هل عرفت الداء وهل عرفت الآن الدواء ؟
فوالله إن هذه الحروب لن تتوقف أبدا وهذه الفتن لن تزول ولو جمعنا لها حكماء الدنيا حتى يحكم كتاب الله تحكيما كليا كاملا بدون نقصان .