بسم الله الرحمن الرحيم
فضل مقت النفس في ذات الله عز وجل
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إعلموا إخواني في الله أن حق الله تبارك وتعالى علينا عظيم وكبير،ولا يقدر قدره إلا هو عز وجل،وبالتالي فلا ولن يستطيع أحد منا أن يؤدي حقه ولو مثقال ذرة،ولو اجتهدنا ما اجتهدنا وثابرنا ما ثابرنا في مرضاته وطاعته وعبادته،فالتقصير حاصل منا شئنا أم أبينا،وهذا أمر بديهي فإذا كنا لا نستطيع عد نعمه وإحصاءها،فكيف بشكرها،ولو فرضنا أنا شكرناها فشكرنا إياها،نعمة من الله تعالى علينا أخرى تحتاج إلى شكر،فلا إله إلا الله ،ما أجله وما أعظمه وما أكرمه وما أرحمه ما قدرناه حق قدره.
قال بعض العارفين:
متى رضيت نفسك وعملك لله،فاعلم أنه غير راض به،ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر،وعمله عرضة لكل آفة ونقص،كيف يرضى لله نفسه وعمله؟
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
فالرضى بالطاعة من رعونـات النفس وحمـاقتها.
آثار الرضى عن النفس:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
رضى العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه.
جهله بحقوق العبـودية.
عدم علم العبد بما يستحقه الرب جل جلاله،ويليق أن يعامله به.
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
من مقت نفسه في ذات الله، أمنه الله من مقته.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين، ويدنو العبد من ربه تعالى في لحظة واحدة أضعـاف ما يدنو بالعمل.
وقال أحد السلف: من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات،ولم يخالفها في جميع الأحوال،ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أوقاته،فهو مغــرور.
وقد كان من دعاء الصحابي الجليل عتبة بن غزوان رضي الله
عنه: { اللهم اجعلني في نفسي صغيرا وعندك كبيرا }.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.