[rtl] بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl]
[rtl]قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:[/rtl]
[rtl]أعداؤنا معنا على أنواع:[/rtl]
[rtl]النوع الأول: من عرف أن التوحيد دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي أظهرناه للناس، وأقر أيضا أن هذه الاعتقادات في الحجر والشجر والبشر الذي هو دين غالب الناس، أنه الشرك بالله، الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه، ويقاتل أهله، ليكون الدين كله لله، ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد ولا تعلمه ولا دخل فيه ولا ترك الشرك، فهو كافر، نقاتله بكفره؛ لأنه عرف دين الرسول فلم يتبعه، وعرف الشرك فلم يتركه، مع أنه لا يبغض دين الرسول، ولا من دخل فيه، ولا يمدح الشرك، ولا يزينه للناس.[/rtl]
[rtl]النوع الثاني: من عرف ذلك، ولكنه تبين في سب دين الرسول مع ادعائه أنه عامل به، وتبين في مدح من عبد يوسف، والأشقر، ومن عبد أبا علي والخضر من أهل الكويت، وفضلهم على من وحد الله وترك الشرك، فهذا أعظم من الأول، وفيه قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)، وهو ممن قال الله فيه: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ).[/rtl]
[rtl]النوع الثالث: من عرف التوحيد وأحبه واتبعه، وعرف الشرك وتركه، ولكن يكره من دخل في التوحيد، ويحب من بقي على الشرك، فهذا أيضا كافر، وفيه قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ).[/rtl]
[rtl]النوع الرابع: من سلم من هذا كله، ولكن أهل بلده يصرحون بعداوة أهل التوحيد، واتباع أهل الشرك، وساعون في قتالهم، ويتعذر بأنه يتعذر عليه أن يترك وطنه ويشق عليه، فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده، ويجاهدهم بماله ونفسه، فهذا أيضا كافر; فإنهم لو يأمرونه بترك صوم رمضان، ولا يمكنه الصيام إلا بفراقهم فعل; ولو يأمرونه بتزوج امرأة أبيه، ولا يمكنه ذلك إلا بفراقهم فعل، وموافقتهم على الجهاد معهم بنفسه وماله مع أنهم يريدون بذلك قطع دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أكبر من ذلك بكثير; فهذا أيضا كافر، وهو ممن قال الله فيهم: (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً). فهذا الذي نقول.[/rtl]
[rtl]وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفِّر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.[/rtl]
[rtl]بل نكفر تلك الأنواع الأربعة، لأجل محادَّتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فرحم الله امرأ نظر لنفسه، وعرف أنه ملاق الله الذي عنده الجنة والنار; وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.[/rtl]