الشيخ العلامه عبد الله بن عبد الرحمن آل جبرين
: ما كيفية التعامل مع شباب نهجوا منهج التشهير والطعن وإظهار السلبيات فقط لبعض الدعاة وطلبة العلم الذي زكوا من عدة مشايخ بحجة أنهم مبتدعه ولا نذكر حسناتهم بل نذكر سلبياتهم للتحذير منها ..
و الجواب
كما ذكرنا فيما سبق أن هؤلاء قد ضلوا سبيلا وقد أخطئوا في فعلهم هذا، حيث أنهم لا يذكرون الحسنات بل يقتصرون على السيئات، ثم إذا نظرنا في تلك السيئات لم نجدها سيئات كما يزعمون بل هي حسنات واضحة لا يمكن أن تكون سيئة واضحة فيها ضرر على مسلم ملتزم بالإسلام أبدا .
ولم نسمع في محاضرة أو في كتاب لهؤلاء الدعاة مقالة واضحة فيها ضرر على مسلم لا في عقيدته ولا في عمله ولكن هؤلاء الذين يزعمون أنهم يحذرون من الأخطاء أو من السيئات لا ندري كيف عثروا على تلك السيئات ! فهم بالحقيقة يحملون الكلام مالا يحتمله ويحملون الجملة على محمل بعيد جدا و يتكلفون في الطعن على تلك الجملة ولو كانت بعيدة عن ما يقصدونه، وقد ثبت عن بعض السلف أنه قال: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك شرا وأنت تجد لها في الخير محملا، فإذا كانت تلك الجملة محتملة لعشر احتمالات منها احتمال حق والبقية احتمالات خاطئة حملناها على العاشر الذي هو احتمال حق وعملنا ذلك لإحساننا الظن بقائلها ولمعرفتنا بأنه لا يقصد إلا نصح الأمة ولا يقصد إلا التحذير من الأضرار التي تفتك بالأمة والتي إذا تمكن أهلكها أضروا بالعالم الإسلامي عامة وبهذه الدولة خاصة ولكنهم لا يفقهون ذلك .
و على كل حال نقول لهؤلاء هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، نحن معكم على أن تأتوا بالكتاب كله ونبين لكم خطأ ظنكم وبعد إدراككم، وكذلك هاتوا بالأشرطة كلها ونبين لكم أن في ما قبل هذا الكلام وما بعده ما يثبت أنكم فهمتم خطأ .
ثم أنتم تخطئون خطأ آخر وهو كونكم تكتمون الحق وتكتمون المحاسن وتكتمون الفضائل ولا تنشرون حسنة من الحسنات و تقتصرون على المساوئ التي تظنونها مساوئ وهي بعيدة عن ما ظننتم . و يجب على العاقل المنصف أن يذكر الحسن والسيئ و يذكر هذا إلى جانب هذا حتى لو قدر أن هذا سيئ وأنه – مثل ما يقول – ظن أو خطأ أو بعيد عن الصواب ذكر الأمرين جميعا، فقال هذه محاسنه وهذه مساوئه فيبينوا ماله وما عليه، وأهل الإنصاف وأهل السنة يذكرون مالهم وما عليهم، وأما أهل الضلال وأهل الباطل فإنهم يقتصرون على مالهم يذكرونه ويوضحونه ويبينونه ويشرحونه وأما الذي عليهم فإنه يكتمونه كمثل اليهود الذين عابهم الله بقوله {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون }
ونعلم أيضا أن الإنسان ليس بمعصوم من الخطأ وأنه عرضة له ولكن يجب إذا لوحظ عليه خطأ أن يبحث معه ويقال أنك أخطأت في كذا وكذا فيبين له .
ونحن نعترف أن هؤلاء المشايخ والدعاة إذا أوقفوا على خطأ لابد أن يرجعوا إليه لأن هدفهم الحق وقصدهم الذي قصدوه مقصد صالح حسن إن شاء الله، ونعرف أيضا أنهم مجتهدون والمجتهد له أجر على اجتهاده وإذا قدر أن لهم خطأ فإنه مغفور لهم بجانب حسنتاهم التي اشتهرت والتي ظهرت للعالم عموما في أرجاء البلاد، فتغفر زلته بجانب تلك الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات .
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر على اجتهاده ، وإذا اجتهد فأصاب له أجرين ).. فهم مجتهدون فإن أصابوا فأجر الإصابة وأجر الاجتهاد موفر لهم إن شاء الله، وإن أخطئوا فخطأ مغفور ولهم أجر على اجتهادهم ، ونعتقد أنهم إذا بين لهم أن هذا خطأ فلا بد أن يعودوا للحق .
فنقول متى وقفتم معهم على المجادلة وبينتم لهم أنتم أيها الذين تضللونهم وتطعنون فيهم ؟
هل اجتمعتم بهم في مجلس وناقشتموهم وقلتم هذا خطأ ؟
هل اجتمعتم أيضا بغيرهم ممن هو على نهجهم وناقشتموهم؟ أم أن مكانكم في مجالس العامة وتشهرون بأخطائهم وتحذرون منهم وتشهرون بأسمائهم وبأنهم ضلال وبأنهم وأنهم…! إنكم لن تصلوا إلى عشر من أعشار ما وصلوا إليه ولا حظ لكم في المنزلة التي أنزلهم الله إياها من المكانة في نفوس الناس، ولكن استروا أنفسكم كما يقول بعضهم:
ثكلتكم أيا أجهل الناس فاستروا ******* مخازيكم ولا تكشفوها فتشتهر
متى كنتمُ أهلاً لـكل فضيلةٍ ******* متى كنتم حربا لمن حاد أو كفر
متى جزتمُ رأس الـعدو بفيلقٍ ******* وقنبلةٍ أو مـدفع يـقطع الأثر
تعيبون أشياخاً كـراماً أعزة ******* جهابذة نور البصيرة والـبصر
فهم بركات للبلاد و أهلها ******************* بهم يدفع الله البلايا عن البشر