الرد على الشيخ ربيع المدخلي في تزكيته لخالد بن عبد الرحم

الرد على الشيخ ربيع المدخلي

في تزكيته لخالد بن عبد الرحمن التبه
أبو عبد الله
وائل بن على بن أحمد الأثري













لى الشيخ ربيع المدخلي
في تزكيته لخالد بن عبد الرحمن المصري
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً وبعد :
فقد نشر بعض كتاب شبكة سحاب الإرجائية أمس موضوعاً بعنوان ( جديد : تزكية العلامة ربيع بن هادي المدخلي للشيخ خالد عبد الرحمن زكي جاد ) وأصلها صوتية مسجلة وهذا نصها :
( السائل: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم ، فنحن في يوم الجمعة ، تاريخ 28/4/1435 من الهجرة مع فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أطال الله في عمره ، ونسأله سؤالاً : يا شيخ حفظكم الله تعالى إن عندنارجل نحسب فيه الخير يزورونا ويستفيد منه الإخوان ألا وهو الشيخ خالد عبد الرحمن بن زكي آل جاد فيا حبذا لو تكون منكم كلمة يعني يحصل بها الانتفاعمن هذا الرجل بارك الله في عمرك وجزاك الله عنا وعن السنة خير الجزاء .
فقال الشيخ ربيع: بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد : فإنني أعتبر الشيخ خالد عبد الرحمن المصري من خيرة أهل العلم ومن خيرة الدعاة إلى الله وعلى مذهب السلف الصالح ، وعنده من الأخلاق ما يُغبط عليها – بارك الله فيكم – وأنا أوصي الشباب في مصر وفي الكويت وفي غير البلدان أن يستفيدوا من هذا الرجل ، وله ولله الحمد جهود، وله مؤلفات تبين أنه ذو باع طويل في علم الحديث وفي العقيدة السلفية ، أسأل الله أن يبارك فيه ، وأن يُكَثِّر أمثاله ، وأن يرفع الله به راية السنة في بلده وغيرها، إنَّ ربنا لسميع الدعاء ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.)اهـ
ولا شك أن هذه التزكية غير مقبولة من الشيخ ربيع ، لأن خالداً بن عبد الرحمن المصري مرجئ ، وقد كتب كتاباً بعنوان ( ذم الإرجاء ) مدح فيه الإرجاء وأصَّل له من حيث لا يدري ويظن المسكين أنه يؤصِّل لمنهج السلف وعقيدتهم ! ويرى العذر بالجهل لمن وقع في الشرك الأكبر في مسائل التوحيد الظاهرة ويزعم أنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة !! وهذا يدل على جهله وتخبطه في العقيدة وأنه لم يدرسها دراسة جيدة على أيدي أهل العلم الثقاة وإنما درسها على قوم متخبطون أيضاً مثله .
والشيخ ربيع المدخلي متخبط في باب الإيمان ويقرر عقيدة المرجئة ويستميت في الدفاع عنها وكذلك في مسألة العذر بالجهل ؛ فيجب الحذر من تلك المزالق التي خالف فيها ما عليه أئمة السلف الكرام .
وإذ الأمر كذلك فينبغي أن يدرك القارئ اللبيب مدى الارتباط الوثيق بين خالد بن عبد الرحمن المصري وبين ربيع المدخلي في هذه المسائل العقدية المهمة فكلاهما على عقيدة المرجئة في تلك المسائل ، فعندما يزكي المدخلي أحداً هذا حاله فلأجل أنه يوافقه في اعتقاده الباطل المخالف لعقيدة السلف .
إذاً : فالتزكية منه مرفوضة لأن كلاهما مجروح بمخالفته لعقيدة السلف ولا ينفع ربيعاً ثناء بعض أهل العلم عليه قديماً لأنهم أثنوا عليه بما رأوا من ظاهره وعندما وقف من وقف منهم على كلامه ومعتقده فإنه يحذر من ذلك ، وإذا كان المدخلي بهذا الحال فكيف يجرح ويعدل ! فهو يحتاج للتعديل ولا يكون ذلك إلا بتوبته من عقيدة المرجئة التي مازال يحارب بها المتمسكين بمنهج السلف ويلصق بهم التهم الباطلة لينفر الناس عنهم وعن دعوتهم قصد ذلك أو لم يقصد . وأنصح القراء الألباء بمراجعة مقالي ( إلى كل من أغرم بالتزكيات ) فقد تكلمت فيه عن ضوابط التزكية .
ومما يجدر التنبيه عليه أن هؤلاء ( كتاب شبكة سحاب الإرجائية ) قد نشروا هذا الموضوع بعدما نشر على الشبكة العنكبوتية تحذير جديد للشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله وبارك فيه – من خالد بن عبد الرحمن المصري ، فأراد هؤلاء أن يضربوا فتوى الشيخ الفوزان بكلام ربيع هذا !! وكان فيما مضى قد أثنى ربيع المدخلي على كتاب خالد بن عبد الرحمن ( ذم الإرجاء ) الذي قرر فيه الإرجاء ووصفه بأنه كتاب جيد !! وقد نقل هذا الخبر المرجئ سمير بن سعيد القاهري(*) عن المرجئ خالد بن عبدالرحمن فقال : ( فقد التقيت بالأخ الكبير والشيخ الحبيب خالد بن عبد الرحمن - حفظه الله - يوم الجمعة ليلاً بعد المغرب ؛ الموافق 26 - شعبان - 1431 هـ ؛ وتباحثنا ومجموعة من طلبة العلم بعض مسائل العلم مع الشيخ الفاضل ؛ ولاسيما الفوارق بين أهل السنة وبين المرجئة في مسألة الإيمان ؛ وكان مما قال حول كتابه " ذم الإرجاء " أن الشيخ الدكتور العلاَّمة المحدث ربيع بن هادي - حفظه الله - اطَّلع على كتابه الآنف الذِكر وقال له في بيته في مكة - شرفها الله -:" قرأت كتابكم كله يا ولدي [ وهـوكتاب جيد ] وأن القوم مهما حـاولوا فإنهـم يعجزون عن الرد عليه ".)(1)اهـ
أقول سبحان الله ! لقد اعترف المدخلي هنا بأنه قرأ الكتاب كاملاً ومن ثم وصفه بأنه جيد ، ونحن نقول له : كيف يكون الكتاب جيداً وهو يقرر عقيدة المرجئة ؟! ألا يدل ذلك على تخبطك وأنك كذلك كالمؤلف غير متقن لعقيدة السلف في هذه المسائل المهمة .
ألا يدل ذلك على أنه يترجح لديك مهما حاولت إخفاءه ؛ القول بعدم كفر تارك أعمال الجوارح بالكلية .
من هم يا ترى القوم الذين تقصدهم بقولك ( وأن القوممهما حاولوا فإنهم يعجزون عن الرد عليه ) أليسوا هم أهل السنة يا رجل ؟! فلو كنت حقاً تدين الله تعالى بكفر تارك الأعمال لما تعصبت كل هذا التعصب ، بل لو كنت ترى أن المسألة فيها قولان لوسعك الخلاف وعدم الإنكار على من خالفك ، فلما رأيناك تحارب من يناصر عقيدة السلف وتبدعه وترميه بالتهم الباطلة علمنا أنك تدين بمذهب المرجئة عياذاً بالله تعالى .
ولا أدري أين عقلك وأنت تقول ذلك ؟! فمتى عجز أهل السنة في وقت من الأوقات عن رفع راية الحق ودحض الباطل ؟! إن أهل السنة مظفرون دائماً مهما حاولت أنت وأمثالك فالنهاية الظفر لمن تمسك بعقيدة ومنهج السلف ، وقد قال ابن القيم :
والحق منصور وممتحن فلا
تعجب فهذي سنة الرحمن
إن هذه الشبه التي تأتي بها أنت وأمثالك قد رد عليها أئمة السلف ومن أتى بعدهم ممن سار على نهجهم واقتفى أثرهم ودونوا ذلك في كتبهم فإذا كانت قد قصرت همتك عن مطالعة ما كتبه الأئمة في رد هذه الشبه فغيرك قد سمت همته وطالعه وعلم ضلال عقيدة المرجئة وأن أئمة السلف قد ردوا على كل شبهاتهم ونسفوها نسفاً .
وليعلم القارئ اللبيب أن هذا الكتاب الذي يصفه المدخلي بأنه جيد مليء بتقرير مذهب المرجئة وأنقل بعض ما تضمنه لعلم القارئ حقيقة ذلك :
قال خالد بن عبد الرحمن في كتابه ( ذم الإرجاء ) : ( وآخرون اتهموا بعض العلماء بتهمة الإرجاء لما أن رأى من بعضهممن قال بأن تارك عمل الجوارح مسلم عاص ، وابتدأ الأمر بالألباني ، لأن مذهبه أن تارك عمل الجوارح ليس بكافر إذا كان قد أتى بإيمان القلب وإقرار اللسان ثم قصر في أعمال الجوارح فلم يأت منها بشيء كسلاً لا جحوداً ، فهو عند الألباني رحمه الله مسلم فاسقعاص ناقص الإيمان مستحق للذم معرض للعقوبة بالنار يوم القيامة ، فلما قال أبو عبد الرحمن الألباني ذلك اتباعاً للحجة باجتهاد منه وموافقة منه لبعض أقوال السلف في المسألة ، اشتد عليه كثير من الناس على اختلاف نواياهم ومقاصدهم، وانتشرت مقولة أن الألباني إمام أهل السنة مرجئ، وتلطف بعضهم فقال : فيه شيء من الإرجاء . وكنت أظن أنهذا الاتهام خاص بالألباني ومن قال بمثل قوله من أهل الحديث في زماننا وإذ بنا نفجأبأن هذه التهمة قد تعدت من الألباني إلى إخوانه من أهل العلم الأكابر الذين هم لسانأهل السنة في زماننا)(2)اهـ
وقال أيضاً : ( فقد اتضح جلياً أن السلف رحمهم الله قد اختلفوا فيمن ترك عملالجوارح كلية بعد إتيانه بالشهادتين وإيمان القلب مع تمكنه من العمل، ثم ترك العملمن نحو صلاة وزكاة وحج، فمنهم من كفره يترك ذلك، ومنهم من اكتفى بتفسيقه ولم يكفره )(3)اهـ
وقال أيضاً : ( وقد بينت فيما سبق بما لا يدع مجالاً للشك خلاف السلف رحمهم الله في تكفيرهم لتارك عمل الجوارح )(4)اهـ
وقال أيضاً : ( فالحاصل أن ما نقله من ادعى إجماع السلف على تكفير تارك عملالجوارح لا يدل على ثبوت الإجماع فيما زعمه بعد أن صح الخلاف بالنقل الصريح عن أهل العلم من السلف ونقل ذلك عنهم أهل العلم المستقرئون لمواضع الاتفاق والخلاف بين السلف وفي هذا الجواب كفاية لإثبات وجود الخلاف في مسألتنا )(5)اهـ
وقال أيضاً : ( وقد بينت في كتابي هذا بطلان قول من زعم إجماع السلف على تكفير تارك عمل الجوارح وأن عدم تكفير تارك عمل الجوارح قول المرجئة، وأبنت المسألة بياناً أرجو أن ينفع الله به، فالحجة في الكتاب والسنة لا في قول فلان وفلان )(6)اهـ
وقال أيضاً : ( حتى أن الشيخين ابن باز وابن عثيمين اتفقا -كما سبق بيانه- أن من لم يكفر بترك عمل الجوارح، قوله هذا هو قول من أقوال أهل السنة، ولا يخرج عن أهل السنة بمقولته تلك )(7)اهـ وغير ذلك من أقواله الباطلة .
ولا شك أن هذه الأقوال تبين بجلاء أن صاحبها يدعوا للإرجاء فكيف بعد ذلك يقول المدخلي عن الكتاب أنه جيد ؟! فهذا يدل على تخبطه في العقيدة ولذلك عندما سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عن هذا الكتاب قال عنه بأنه هذيان وهذا نص كلامه :
( أحسن الله إليكم وهذا سائل يسأل فيقول : يقول فلان(8)في كتابه(9) : ( وقد بينت في كتابي هذا بطلان قول من زعم إجماع السلف على تكفير تارك عمل الجوارح وأن عدم تكفير تارك عمل الجوارح قول المرجئة )(10)ثم قال في ثنايا كتابه : ( حتى أن الشيخين – رحمهما الله – من علماء بلدنا(11)اتفقا -كما سبق بيانه- أن من لم يكفر بترك عمل الجوارح، قوله هذا هو قول من أقوال أهل السنة، ولا يخرج عن أهل السنة بمقولته تلك )(12) فما هو ردكم حفظكم الله ؟
فأجاب الشيخ الفوزان:
هذا هذيان لا نلتفت إليه ولا نشغل وقتنا به ، هذا من جملة الهذيان الباطل المخالف للأدلة ، نعم .)(13)اهـ
وسئل حديثاً أيضاً: ( السائل: يا شيخ في كتاب ثاني أحسن الله إليك اسمه ( ذم الإرجاء وبراءة أهل العلم و الحديث منه والرد على من رماهم به ) لرجل اسمه خالد بن عبد الرحمن المصري هذا يا شيخ يقول : أن تارك .
فقاطعه الشيخ صالح الفوزان بقوله: الشيخ المصري والجزائري (...)(14)اتركهم عنك دوله متعالمين ويأخذون علمهم عن بعضهم البعض ، وأخذوا هذا المذهب هذا ، كلهم جماعة واحدة .
السائل:حتى يا شيخ صالح أنه يتقول على الشيخ ابن باز وابن عثيمين ، يقول أنهم اتفقوا كما سبق بيانه أن من لم يكفر بترك عمل الجوارح قوله هذا قول من أقوال أهل السنة لا يخرج عن أهل السنة بمقولته تلك .
الشيخ الفوزان:هذوله ما تروج بضاعتهم إلا بالكذب ، يعتمدون على الكذب ، الكذب على الناس والكذب على الرسول يريدون يروجون مذهبهم الباطل .
السائل:الله يجزيك الجنة ويطيل عمرك ، والله يا شيخ اسال الله أن يطيل عمرك يا شيخ صالح والله يا شيخ أنك أحسن الله إليك والله صد بإذن الله في وجوه على هؤلاء المبطلين .
الشيخ:الله يكفينا شرهم ويعينا عليهم .)اهـ
فانظر إلى الفارق الكبير بين الجواب الصحيح من الشيخ الفوزان الذي حذر من الكتاب وبين جواب المدخلي الذي يصف الكتاب بأنه جيد ! فهل يتراجع المدخلي بعدما يعلم كلام الفوزان عن الكتاب أم يصر على الإرجاء هو وخالد بن عبد الرحمن المصري ؟!
وهل يجرؤ هؤلاء على الرد صراحة على الفوزان وبيان أنه أخطأ في هذه الفتوى وأن الشيخ ربيعاً قد زكى الكتاب ومؤلفه ؟! لا يجرؤون ، وإذا حاولوا فإنهم يحفرون قبورهم بأيديهم .
وأما وصف المدخلي لخالد بن عبد الرحمن بأنه من خيرة أهل العلم وأنه على مذهب السلف فغير صحيح لأن الخيرية منوطة بالاتباع الصحيح والسير على منهج السلف وهذا مرجئ وليس على مذهب السلف الصالح والدليل على ذلك كتاباته وأقواله المسجلة له .
وأما قول المدخلي ( وعنده من الأخلاق ما يُغبط عليها ) أقول له : إن الأخلاق إذا لم تقترن بالعقيدة الصحيحة فما فائدتها ؟ فكم من رجل من أهل البدع يغتر به الآخرون لحسن سمته وخلقه وهو ضال مضل ، فالعبرة بالاتباع الصحيح .
وأما وصيته للشباب بأن يستفيدوا منه ! فإننا نحذر الشباب من الاستفادة منه لأنه مرجئ يدعوا للإرجاء ويدافع عنه كشيخه ربيع ، ومن كان هذا حاله فلا يؤخذ العلم عنه وإلا لنقل إرجاءه للآخرين كما هو الشأن الآن .
إنني أنصح الشباب بل وجميع المسلمين بأن يستفيدوا من علمائهم السائرين على منهج السلف ومن سار على ذلك من طلبة العلم وأما من خالفهم واتبع منهج أهل البدع والأهواء فهذا لا كرامة له ولا ينصح به .
وأما قول المدخلي ( وله مؤلفات تبين أنه ذو باع طويل في علم الحديث وفي العقيدة السلفية ) فلا أدري أين هي هذه المؤلفات التي تدل على طول باعه فليس كل من جمع كلاماً للعلماء يكون ذا باع إلا إذا كان محققاً وعالماً بما ينقل ، وقد قرأنا كتابه في العقيدة فتبين أنه طويل الباع في الإرجاء أيها الرجل .
وهب جدلاً أنه ذو باع في علم الحديث فهذا شيء ، وسلامة العقيدة شيء آخر ، وإلا فكم من عالم حديث متمكن وجهبذ وهو على عقيدة الأشاعرة أو هو صوفي أو جمع شتاتاً من البدع أو غير ذلك ، فينبغي التفريق أيها الشيخ وعدم تغرير الناس لترويج الباطل .
وأما دعاؤه له بقوله : ( وأن يُكَثِّر أمثاله وأن يرفع الله به راية السنة في بلده وغيرها ) فأقول : لا كثَّر الله المرجئة ، قطع الله دابرهم ، وراية السنة لا ترفع بالإرجاء يا شيخ ربيع وإنما ترفع بالتمسك بعقيدة السلف حقاً ودعوة الناس إليها والعمل بها سواء في مصر أو غيرها من البلدان الإسلامية .
ومما يجدر التنبيه عليه أيضاً أن خالداً بن عبد الرحمن قد افترى كذباً على الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله – فزعم أن ربيعاً ذكر له أنه ناظر الشيخ النجمي فرجع إلى القول بالعذر بالجهل ! وهذا كذب فإن الشيخ النجمي لم يتراجع عن قوله في المسألة والذي هو عقيدة السلف ، وكتبه ودروسه تشهد بذلكفلا عبرة حينئذ بنقل من يؤيد عقيدة المرجئة ويدافع عنها ، وقد رددت عليه في رسالة بعنوان ( الرد على جهل من زعم تراجع الشيخ النجمى في مسألة العذر بالجهل ) .
فإن قال قائل: نحن الآن في حيرة بين ثناء المدخلي وبين جرح الفوزان فيما يتعلق بخالد بن عبد الرحمن المصري .
فالجواب : ليست هناك أي حيرة على الإطلاق ، وذلك للأمور التالية :
أولاً: لأن المدخلي مجروح بمخالفاته الكثيرة لعقيدة السلف سواء في مسألة الإيمان وكفر تارك أعمال الجوارح بالكلية ، أو مسألة العذر بالجهل أو غير ذلك ، ومن كان هذا حاله فلا يرقى لتعديل الآخرين لأنه يحتاج من يعدله ولا يكون كما ذكرت إلا باستقامته على منهج السلف الصالح والبراءة من جميع البدع والمخالفات .
ثانياً: المدخلي ليس كالعلامة صالح الفوزان ، فالفوزان يقرر العقيدة الصحيحة ويدافع عنها في كثير من كتبه ودروسه ، وردوده على المخالفين كثيرة سواء من المرجئة أو غيرهم ، وهو بفضل الله تعالى قد شرح كثيراً من كتب السلف في الاعتقاد وأكثر الناس الآن الذين تعلموا عقيدة السلف قد استفادوا من علمه ، نسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه .
وأما ربيع المدخلي فتخبطاته كثيرة وكلما شرح كتاباً من كتب العقيدة أو علق عليه أفسده بتقرير عقيدة المرجئة ، هذا إلى جانب ضعفه العلمي في الشرح ومن رام معرفة ذلك فليقارن بين شروحه وشروح غيره من العلماء .
ثالثاً: لقد قرر أهل العلم أنه إذا تعارض الجرح مع التعديل فإن الجرح لا يقبل إلا مفسراً ، وقد ثبت الجرح المفسر في حق خالد بن عبد الرحمن المصري وذلك من خلال كتاب ( ذم الإرجاء ) وكلامه في العذر بالجهل وغير ذلك فلا عبرة حينئذ بتعديل أي أحد له سواء كان المدخلي أو كان من هو أحسن حالاً واستقامة من المدخلي ، لأن الجارح حينئذ لديه زيادة علم .
إذاً : فلا عبرة بتزكية الشيخ ربيع المدخلي لخالد بن عبد الرحمن المصري لأن كلاهما يخالف عقيدة السلف في كثير من المسائل العقدية كما مر آنفاً وأنهما على عقيدة المرجئة .
وأخيراً: فإنني مازلت أكرر النصيحة للشيخ ربيع المدخلي وأتباعه بأن يرجعوا عن هذا المعتقد الفاسد إلى عقيدة السلف الصالح ولا يكابروا فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، وقد كتبت مقالاً سابقاً بعنوان ( رسالة عاجلة إلى الشيخ ربيع المدخلي بمناسبة تراجع العتيق عن عقيدة المرجئة ) ومع ذلك لم يرجع نسأل الله أن يهديه وأتباعه للرجوع لمنهج السلف وعقيدتهم .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين .
وكتبه
أبو عبد الله
وائل بن على بن أحمد الأثري
الخميس : 5 / رمضان / 1435هـ
3 / يوليو / 2014م