منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
مسائل حول  أهل الفترة Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 مسائل حول أهل الفترة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبد الله عبد الكريم
أبو عبد الله
أبو عبد الله



عدد المساهمات : 1917
نقاط : 6032
تاريخ التسجيل : 14/03/2011
العمر : 45
الموقع : منتدى أنصار الحق

مسائل حول  أهل الفترة Empty
مُساهمةموضوع: مسائل حول أهل الفترة   مسائل حول  أهل الفترة Emptyالإثنين 24 سبتمبر - 23:31

مسائل حول أهل الفترة
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد : فهذه أبواب أبين فيها المسائل المهمة المتعلقة بأهل الفترة أسأل الله أن ينفع به .
باب : من هم أهل الفترة ؟
قال شيخنا ابن باز في تعريفهم : "أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم الرسالة، هؤلاء هم أهل الفترة، لا سمعوا بالقرآن ولا بالرسول-صلى الله عليه وسلم-، هؤلاء يقال لهم أهل الفترة، أما من بلغه القرآن أو بلغه خبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن الله بعثه إلى الناس يدعوهم ولم يبال ليس من أهل الفترة، لكن من لم يبلغه ذلك يقال له من أهل الفترة .."فتاوى نور على الدرب

وقال الشيخ أبو بطين –رحمه الله - : "واسم الفترة لا يختص بأمة دون أمة كما قال الإمام أحمد في خطبة: الرد على الزنادقة والجهمية: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم" الدرر السنية : 1/367-368

باب : في أن أهل الفترة في الدنيا لايختلف في حكمهم أنهم يسمون بالشرك
سئل الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله - أَهل الفترة هل يسمون كفارا أَو مسلمين؟) فأجاب بقوله : كفار لا مسلمين. .." (تقرير). سؤال رقم (175) ج:1/212
وقال الشنقيطي –رحمه الله – عند تفسيره لآية الإسراء : "وهذه الآيات التي ذكرنا وأمثالها في القرآن تدل على عذر أهل الفترة بأنهم لم يأتهم نذير ولو ماتوا على الكفر . وبهذا قالت جماعة أهل العلم.
ذهبت جماعة أخرى من أهل العلم إلى أن كل من مات على الكفر فهو في النار ولو لم يأته نذير، واستدلوا بظواهر آيات من كتاب الله، وبأحاديث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم. فمن الآيات التي استدلوا بها قوله تعالى:{ وَلاَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }
[النساء:18]، وقوله:{ إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ }[البقرة:161]، وقوله:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ ٱفْتَدَىٰ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ }..."

وقال شيخنا ابن باز –رحمه الله - : "كل من مات على الجاهلية هو من أهل النار؛ لأنه مات على كفره بالله إلا من ثبت أنه من أهل الفترة ولم تبلغه رسالة ولا دعوة فهذا أمره إلى الله، لكن حكمه في الدينا حكم الكفار حكم الجاهلية لا يغسل, ولا يصلى عليه حكم الجاهلية, لكن إذا كان في نفس الأمر لم تبلغه دعوة ولا رسالة فهذا له حكم أهل الفترات يمتحنون يوم القيامة على الصحيح, فمن أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار.." (فتاوى نور على الدرب في إجابة حول سؤال عن صحة حديث "إن أبي وأباك في النار ")

وقال -أيضا -: "..أما من كان في بلاد بعيدة عن المسلمين من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الدعوة ولم يسمعوا بقول الله ولا رسوله، هذا له حكم الكفرة الدنيوي وأمره إلى الله في الآخرة، فالحكم الدنيوي لا تؤكل ذبيحته ما دام يعمل عمل الكفار ولكن أمره إلى الله يوم القيامة يمتحن يوم القيامة، فإن أجاب الأوامر دخل الجنة وإن عصا دخل النار هذا هو الصحيح في أهل الفترة."(فتاوى نور على الدرب إجابة عن سؤال : هل يجوز أكل ذبيحة أصحاب العقائد الشركية؟)

وفي جواب آخر للشيخ ابن باز –رحمه الله – عن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وحكمهم في الآخرة قال فيه : " ويمكن أن يقال: إن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في الدنيا فلا يدعى لهم ولا يستغفر لهم؛ لأنهم يعملون أعمال الكفرة فيعاملون معاملتهم وأمرهم إلى الله في الآخرة. .." (مجموع االفتاوى الجزء الخامس: مسألة : هل والدي النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة ؟ )

باب : في ذكر حكمهم في الآخرة
اختلف في حكم أهل الفترة في الآخرة اختلافا كثيرا ، قال ابن القيم –رحمه الله – في طبقات المكلفين : (الطبقة الرابعة عشرة: قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان.وهؤلاء أصناف: منهم من لم تبلغه الدعوة بحال ولا سمع لها بخبر، ومنهم المجنون الذى لا يعقل شيئاً ولا يميز، ومنهم الأصم الذى لا يسمع شيئاً أبداً، ومنهم أطفال المشركين الذين ماتوا قبل أن يميزوا شيئاً. فاختلفت الأُمة فى حكم هذه الطبقة اختلافاً كثيراً)

وقال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر –رحمه الله - : " ومن كان منهم لم تبلغه الدعوة فأمره إلى الله؛ وقد علمت الخلاف في أهل الفترات، ومن لم تبلغهم الحجة الرسالية" الدرر السنية : 7/145 .

قلت : والذي يظهر : أن الصحيح من الأقوال أنهم لا يعذبون حتى يمتحنون يوم القيامة ويرسل إليهم هناك رسول ، قال الله تعالى : {وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا }
ذكر تفسير العلماء لهذه الاية
قال الطبري –رحمه الله في تفسيرها: "وقوله: { وَما كُنَّا مَعَذّبِـينَ حتـى نَبْعَثَ رَسُولاً } يقول تعالـى ذكره: وما كنا مهلكي قوم إلا بعد الإعذار إلـيهم بـالرسل، وإقامة الـحجة علـيهم بـالآيات التـي تقطع عذرهم ، حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن أبـي هريرة، قال: إذا كان يوم القـيامة، جمع الله تبـارك وتعالـى نسم الذين ماتوا فـي الفترة والـمعتوه والأصمّ والأبكم، والشيوخ الذين جاء الإسلام وقد خرفوا، ثم أرسل رسولاً، أن ادخـلوا النار، فـيقولون: كيف ولـم يأتنا رسول، وايـم الله لو دخـلوها لكانت علـيهم برداً وسلاماً، ثم يرسل إلـيهم، فـيطيعه من كان يريد أن يطيعه قبل قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتـم { وَما كُنا مُعَذّبِـينَ حتـى نَبعَثَ رَسُولاً }.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو سفـيان، عن معمر، عن همام، عن أبـي هريرة نـحوه."

وقال ابن كثير في تفسيره : "إخبار عن عدله تعالى، وأنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه؛ كقوله تعالى:
{ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ }... إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى لا يدخل أحداً النار إلا بعد إرسال الرسول إليه، ... –وبعد ذكره الخلاف في الحكم في أطفال المشركين يوم القيامة وغيرهم ومن مات في الفترة ، قال - : ومنهم من ذهب إلى أنهم (يمتحنون يوم القيامة في العرصات)، فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيهم بسابق السعادة، ومن عصى دخل النار داخراً، وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة، وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض، وهذا القول هو الذي حكاه الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عن أهل السنة والجماعة، وهو الذي نصره الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب الاعتقاد، وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ والنقاد. وقد ذكره الشيخ أبو عمر بن عبد البر النمري بعد ما تقدم من أحاديث الامتحان، ثم قال: وأحاديث هذا الباب ليست قوية، ولا تقوم بها حجة، وأهل العلم ينكرونها؛ لأن الآخرة دار جزاء، وليست بدار عمل ولا ابتلاء، فكيف يكلفون دخول النار، وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها؟.

(والجواب) عما قال أن أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح؛ كما قد نص على ذلك كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط، أفادت الحجة عند الناظر فيها. وأما قوله: إن الدار الآخرة دار جزاء، فلا شك أنها دار جزاء، ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو النار، كما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة من امتحان الأطفال، وقد قال تعالى:{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ }
الآية [القلم: 42]،وقد ثبت في الصحاح وغيرها: أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة، وأن المنافق لا يستطيع ذلك، ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقاً واحداً، كلما أراد السجود، خرّ لقفاه. وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها: أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه أن لا يسأل غير ما هو فيه، ويتكرر ذلك مراراً، ويقول الله تعالى: " يابن آدم ما أغدرك " ثم يأذن له في دخول الجنة، وأما قوله: فكيف يكلفهم الله دخول النار، وليس ذلك في وسعهم، فليس هذا بمانع من صحة الحديث، فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط، وهو جسر على جهنم أحدّ من السيف وأدق من الشعرة، ويمر المؤمنون عليه بحسب أعمالهم كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، ومنهم الساعي، ومنهم الماشي، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم المكدوش على وجهه في النار، وليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا، بل هذا أطم وأعظم.

وأيضاً فقد أثبتت السنة بأن الدجال يكون معه جنة ونار، وقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار، فإنه يكون عليه برداً وسلاماً، فهذا نظير ذاك، وأيضاً فإن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم، فقتل بعضهم بعضاً حتى قتلوا فيما قيل في غداة واحدة سبعين ألفاً، يقتل الرجل أباه وأخاه، وهم في عماية غمامة أرسلها الله عليهم، وذلك عقوبة لهم على عبادتهم العجل، وهذا أيضاً شاق على النفوس جداً لا يتقاصر عما ورد في الحديث المذكور، والله أعلم."

وقال الشنقيطي –رحمه الله - : "ظاهر هذه الآية الكريمة: أن الله جلَّ وعلا لا يعذب أحداً من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة. حتى يبعث إليه رسولاً ينذره ويحذره فيعصى ذلك الرسول، ويستمر على الكفر والمعصية بعد الإنذار والإعذار.وقد أوضح جلَّ وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة، كقوله تعالى:
{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ }[النساء:165] فصرح في هذه الآية الكريمة: بأن لا بد أن يقطع حجة كل أحد بإرسال الرسل، مبشرين من أطاعهم بالجنة، ومنذرين من عصاهم النار."

أقوال أخرى للعلماء تؤكد هذا الأصل :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله –: (...ولكن لا يعذب الله أحداً حتى يبعث إليه رسولا، وكما أنه لا يعذبه فلا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، ولا يدخلها مشرك ولا مستكبر عن عبادة ربه، فمن لم تبلغه الدعوة فى الدنيا امتحن فى الآخرة، ولا يدخل النار إلا من اتبع الشيطان، فمن لا ذنب له لا يدخل النار، ولا يعذب اللّه بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون، والميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك الآثار‏.‏) الفتاوى : 14/477 ، وقال الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله -في الفتوى السابقة -مكملا الجواب عن عقوبتهم في الآخرة : "...أَما عذابهم فلا يكون حتى يبعث لهم رسول. وفي قصة المجانين وأَهل الفترات أَنه يبعث لهم عنق من النار.……" (تقرير). سؤال رقم (175) ج:1/212

وقال ابن القيم –رحمه الله –بعد عرضه خلاف العلماء في حكم أطفال المشركين -: (المذهب الثامن: أنهم يمتحنون فى [عرصة] القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه أدخله النار. وعلى هذا فيكون بعضهم فى الجنة وبعضهم فى النار. وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها. وتتوافق الأحاديث ويكون معلوم الله [عز وجل] الذى أحال عليه النبى صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "الله أعلم بما كانوا عاملين"، يظهر حينئذ ويقع الثواب والعقاب عليه حال كونه معلوماً علماً خارجياً لا علماً مجرداً، ويكون النبى صلى الله عليه وسلم قد رد جوابهم إلى علم الله فيهم، والله [تعالى] يرد ثوابهم وعقابهم إلى معلومه منهم، فالخبر عنهم مردود إلى علمه ومصيرهم مردود إلى معلومه، وقد جاءَت بذلك آثار كثيرة يؤيد بعضها بعضاً: فمنها ما رواه الإمام أحمد [فى مسنده] والبزار أيضاً بإسناد صحيح، فقال الإمام أحمد: حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود بن سريع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات فى الفترة، أما الأصم فيقول: رب لقد جاءَ الإسلام وأنا ما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحدفوننى بالبعر، وأما الهرم [رب لقد جاء الإسلام وما أغفل وأما الذى فى الفترة] فيقول: رب ما أتانى رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه. فيرسل إليم رسولاً أن ادخلوا النار، فوالذى نفسى بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً"، قال معاذ [بن هشام]: وحدثنى أبى عن قتادة عن الحسن عن أبى رافع عن أبى هريرة بمثل هذا الحديث وقال فى آخره: "فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها رد إليها".
وهو فى مسند إسحاق عن معاذ بن هشام أيضاً، ورواه البزار ولفظه عن الأسود ابن سريع عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "يعرض على الله تبارك وتعالى الأصم الذى لا يسمع شيئاً، والأحمق والهرم، ورجل مات فى الفترة، فيقول الأصم: رب جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، والأحمق يقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً يقول الذى مات فى الفترة: رب ما أتانى لك رسول، وذكر الهرم وما يقول، قال: فيأخذ مواثيقهم ليطيعنّه، فيرسل إليهم [تبارك وتعالى]: ادخلوا النار، فوالذى نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً"، قال الحافظ عبد الحق فى حديث الأسود: قد جاءَ هذا الحديث، وهو صحيح فيما أعلم، والآخرة ليست دار تكليف ولا عمل، ولكن الله يخص من يشاءُ بما يشاءُ، ويكلف من [يشاء ما شاء] وحيثما شاءَ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون...)

وقال شيخنا ابن باز –رحمه الله – في برنامج نور على الدرب : " الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وعن الأسود بن سريع التميمي وعن جماعة، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار، نعوذ بالله من ذلك. فالمقصود أنهم يمتحنون، فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن أبى دخل النار، هذا هو أحسن ما قيل في أهل الفترة..."

وقال –أيضا- : " أهل الفترة ليس في القرآن ما يدل على أنهم ناجون أو هالكون، إنما قال الله جل وعلا: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولً ) الإسراء : 15، فالله جل وعلا من كمال عدله لا يعذب أحدا إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه الدعوة فليس بمعذب حتى تقام عليه الحجة، وقد أخبر سبحانه أنه لا يعذبهم إلا بعد إقامة الحجة، والحجة قد تقوم عليهم يوم القيامة، كما جاءت السنة بأن أهل الفترات يمتحنون ذلك اليوم، فمن أجاب وامتثل نجا ومن عصى دخل النار " (مجموع االفتاوى الجزء الخامس: مسألة : هل والدي النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة ؟ )

قلت أبو عاصم : ومما سبق عرضه من أقوال العلماء واستدلالاتهم أبلغ الرد على من قال : أنه لايوجد تكليف في عرصات القيامة ، قال ابن تيمية –رحمه الله - : " والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار،وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ، فيقال لأحدهم‏:‏ من ربك‏؟‏ وما دينك‏؟‏ ومن نبيك‏؟‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ‏}‏ ‏[‏القلم‏:‏ 42، 43‏]‏‏.‏ وقد ثبت في الصحيح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏يتجلي اللّه لعباده في الموقف، إذا قيل‏:‏ ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون‏.‏ فيتبع المشركون آلهتهم، ويبقي المؤمنون فيتجلي لهم الرب الحق في غير الصورة التي كانوا يعرفون فينكرونه، ثم يتجلي لهم في الصورة التي يعرفون، فيسجد له المؤمنون، وتبقي ظهور المنافقين كقرون البقر، فيريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون‏.‏ وذلك قوله‏:‏ ‏{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ‏}‏‏"‏ الآية ‏[‏القلم‏:‏ 42‏]‏‏.‏ والكلام على هذه الأمور والمقصود ههنا أن اللّه لا يعذب أحداً في الآخرة إلا بذنبه، وأنه لا تزر وازرة وزر أخري‏. " الفتاوى : 24/ 373

قلت أبو عاصم: قد يعترض على ماسبق بقوله صلى الله عليه وسلم : "إن أبي وأباك في النار " وهو كان في الفترة هو وأمه عليه الصلاة والسلام وقد استدل بهذا العلامة الشيخ أحمد النجمي –رحمه الله – فقال جواباً لمن قال له : (( أين أبي ؟ قال : في النار . قال : فأردت أن أقول : وأبوك يا رسول الله ؟ فرأيت الأخرى أجمل ، فقلت : وأهلك يا رسول الله ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنَّ أبي وأباك في النار بربك إذا ما مررت بقبر قرشيٍّ أو ثقفيٍّ فقل له إنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم يبشرك بالنار )) معناه أنَّ أهل الفترة في النار ، وأنَّهم لايعذرون بجهلهم ؛ لأنَّ الجهل بالعقيدة لايعذر فيه ، وأنَّ الأحاديث الواردة في الامتحان يوم القيامة أنَّها لاتعم أهل الفترة ؛ يمكن أنها تكون في المجنون الذي خلق مجنوناً ، وما أشبه ذلك ." اهـ (اَلشَّرْحُ الْمُوجَزُ الْمُمَهَّدُ لتوحيد الخالق الممجد_ فرغه بعض طلاب العلم ). قلت : وقد أصاب رحمه الله في عموم قوله : "بأن الجاهل بأصول الدين لايعذر ") .فالجواب عن هذا الإشكال أنهما لم يكونا من أهل الفترة على الصحيح بل كانا ممن بلغتهما الدعوة ، قال الشيخ ابن باز في جوابه له في نور على الدرب : " وأما حديث (أبي وأباك في النار) فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه (أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار، فلما ولى دعاه فقال: (إن أبي وأباك في النار) واحتج العلماء بهذا أن أبا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: (في النار) ولو أنه كان من أهل الفترة لما قيل له هذا ، وهكذا لما أراد أن يستغفر لأمه -عليه الصلاة والسلام- نهي عن ذلك، نهي أن يستغفر لها، ولكنه أذن له أن يزورها، ولم يؤذن له بالاستغفار لها، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة، وأنهما ماتا على دين الجاهلية الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار، إلا من ثبت والله يعلم أحوالهم أنه لم يبلغهم الأمر ما بلغتهم دعوة الرسل فهذا هو صاحب الفترة، من كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة فالله -سبحانه وتعالى- أحكم الحاكمين، هو الحكم العدل فيمتحنون يوم القيامة، أما بلغته الدعوة في حياته دعوة الرسل كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى وعرف الحق ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغته الدعوة فيكون من أهل النار لأنه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله -جل وعلا- أعلم"
اكتفي بهذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eltwhed.yoo7.com
 
مسائل حول أهل الفترة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» س: أَهل الفترة هل يسمون كفارا أَو مسلمين؟)
» من أقوال المرجئة "القديمة والعصرية" [1] في مسائل الإيمان
» مسائل مختصرة في أحكام الجهل بمسائل التوحيد
» خلاصة الكلام في مسألتين مهمتين من مسائل الإسلام
» ( نصيحة الإخوان فيما أثير حول مسائل الإيمان )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: شبهات وردود علمية :: المرجئة-
انتقل الى: