منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
سورة القرآن Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
سورة القرآن Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
سورة القرآن Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
سورة القرآن Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
سورة القرآن Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
سورة القرآن Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
سورة القرآن Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
سورة القرآن Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
سورة القرآن Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
سورة القرآن Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 سورة القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




سورة القرآن Empty
مُساهمةموضوع: سورة القرآن   سورة القرآن Emptyالأحد 10 يوليو - 19:47

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

                         سورة القرآن([1])

التصنيف

القرآن

الموقع  

الأمر الأول  

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين.

من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا.

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وراقبوا ربكم واخشوه واجعلوا الآخرة بين أعينكم، فإن أجسادكم وعظامكم على النار لا تقوى.

إخواني: لنستمع إلى حديث القرآن عن القرآن، فما تكلم عن القرآن كالقرآن، لنتذاكر في سورة واحدة تحدثت عن هذا الكتاب المعجز النافع، لِما نقبل عليه، ألا وهي سورة القرآن، وهي سورة بني إسرائيل وهي سورة الإسراء، تكلمت عن القرآن في مواضع كثيرة منها، نقتصر على بعضها:

الموضع الأول - إخوتي في الله - أنها مهدت بين يدي ذكر القرآن بذكر التوراة، وليس كتاب بعد القرآن أعظم من التوراة: ﴿قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ [القصص/48] ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) ، ليس أعظم بعد القرآن من التوراة، ولذلك قُرنت كثيرًا في القرآن بالقرآن، كانت التوراة قمرا منيرا ثم جاء القرآن شمسًا مشرقة، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة، نسخها الله بالقرآن مع أنه كتبها بيده جل جلاله.

والموضع الثاني: قول الله جل جلاله: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، إن هذا القرآن حبل الله، طرفه عند الله وطرفه بأيدكم، فمن تمسك بالقرآن هداه للتي هي أقوم في كل صغير وكبير، ﴿ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإسراء/10].

الموضع الثالث: وصايا القرآن. من قال الله - عز وجل -: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) إلى قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ [الإسراء/39]، وفيها من الوصايا العظيمة ما تصل بالعبد إلى درجة الكمال لمن أقبل عليها واحدة واحدة وعمل بما فيها.

الموضع الرابع: قول الله - جل جلاله - : ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا ونوعنا ومثلنا وجعلناه مثاني ﴿لِيَذَّكَّرُوا لييحوا القلوب ﴿ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا ، وما يزيده إلا نفورا.

الموضع الخامس: قول الله - جل جلاله - : ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا  (46) نعوذ بالله، لا يسلم أحد من هذا الحجاب إلا من عصم الله، ولكنه يغلظ ويخف، فأغلظ الحجاب حجاب أهل الكفر والنفاق، بينهم وبين القرآن حجاب غليظ يسترهم عن معانيه بذنوبهم، بمعاصيهم، ثم كل من لم يأخذ القرآن بجِد وبقوة وبإقبال وبعمل وبتصديق فله نصيب من هذا الحجاب، يقرؤه ولا ينتفع به.

الموضع السادس: ﴿ وإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) هربوا، ثقل عليهم، يؤلمهم ذلك ولذلك لهم عذاب أليم، ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [لقمان/7]، آلمته الآيات وله عذاب أليم، إن الحق يؤلم لأصحاب الباطل كما أن النور يؤلم الأرمد (من في عينه رمد)، ولذلك: ولوا على أدبارهم نفورا، كأنهم حُمُرٌ مستنفرة فرت من قسورة، وهكذا كل من أبغض الحق أو جزء منه ثقل عليه وآلمه ذلك.

الموضع السابع: أن الحق مع أنه مؤلم إلا أن الفطر تنساق إليه، ولذلك كان الكفار يستمعون إلى القرآن في الليل وينهون سفهاؤهم بالنهار، وقال الله في هذه السورة: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ، ما من نفس إلا وتأتي إلى الحق ولكنه الهوى يصرفها، فتجد أن الرجل يسمع الحق وهو يكرهه أو لم يتعود عليه ثم تنساق نفسه مرة أخرى وثالثة ورابعة حتى يسمع هذا الكلام، إنها الفطرة التي أودعها الله في النفوس،﴿ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى، ولكنه الهوى.

الموضع الثامن: قول الله - عز وجل -: ﴿ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ (60) جعلها الله فتنة، وما أعظم فتن هذا القرآن إلا ما عصم الله وعرف مواضعه، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ [الصافات/63]، إن هذا القرآن فيه فتنة لمن كان في قلبه زيغ، ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ، والصنف الثاني: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران/7] ما دام أن المصدر واحد هو الله لا يختلف ولا يتناقض، كل من عند ربنا، ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران/8].

الموضع التاسع: أن هذا القرآن هو معجزة هذه الأمة ومنع الله غيرهم، قال الله: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ، فاختار الله لهذه الأمة هذه المعجزة الخالدة، وقالوا: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ [العنكبوت/50]﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ [العنكبوت/51] ، أولم يكفهم، أولم يكفهم؟ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما من نبي إلا أوتي من الآيات ما على مثله آمن البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيًا يتلى إلى يوم القيام وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا"، أنه معجزة هذه الأمة، إن كان موسى معه عصا تلقف ما زين السحرة، فهذا القرآن يلقف شبهات المبطلين إلى يوم القيامة، التي يخيلون بها إلى الناس حتى يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى وهي ليست بشيء، التي جاءوا بها إلى الناس وسحروا أعينهم واسترهبوهم بشبهات وشبهات فإذا ألقيت عليها القرآن فإذا هو يلقف ما يأفكون، إن كان عيسى يحيي الموتى فهذا القرآن أحيا الأمم أمة تلو أمة إلى يوم القيامة.

الموضع العاشر: قرآن الشيطان: ذكره الله في سورة القرآن: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ (64) ، حب القرآن وحب ألحان الغناء في قبل عبد ليس يجتمعان، والله ما أتى هذا إلا طرد هذا، وما أتى هذا إلا طرد هذا.

كان لبيد ابن ربيعة أشعر العرب فلما أسلم ترك الشعر إلا قليلًا، فلما سُئل عن ذلك قال: "من عرف البقرة وآل عمران استغنى بهما عما سواهما "، ولم يقل إلا بيتًا واحدًا:

الحمد لله إذ لم يأتيني أجلي    حتى اكتسيت من الإسلام سربالا.

من عرف البقرة وآل عمران زهد في كلام البشر واحتقره وشتان بين كلام الخالق والمخلوق، قال الله ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ (64) ، كل من دعا إلى معصية الله أو إلى شبهة أو إلى هوى أو إلى بدعة فإنما هو صوت الشيطان، إنما اتخذ الشيطان لسانه مطية وهو لا يدري، يظن أنها حرية فكر، يظن أنه أبدع وأتى بما لم يأتي به الأوائل وما علم أن الشيطان قد ركبه كما أن الملائكة تسدد الصالحين، قال علي: "كنا نرى أن السكينة تنطق على لسان عمر" (يعني الملائكة)، وما يعلم جنود ربك إلا هو، وفي الآخرين شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، فاحذر من قرآن الشيطان، واستفزز، فإنه يستفز العواطف والغرائز، هو رقية الزنا هو الغناء، ﴿ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ، واحذر من أصوات الشياطين وما أكثرها.

الموضع الحادي عشر: تكريم بني آدم: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ، وأعظم تكريم أن خاطبهم الله بكلامه، الرَّحْمَنُ ﴿(1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن/4]، لقد أنزلنا إليكم كتاب فيه ذكركم، فيه شرفكم أفلا تعقلون؟ وإنه لذكر لك ولقومك، شرف، هذا القرآن من تمسك به رفعه لأعلى عليين في الدنيا والآخرة، قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين " هو والله أعظم التكريم.

الموضع الثاني عشر: أن القرآن هو الإمام: ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ، اختار الإمام المفسر الكبير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن جرير الطبري أن المقصود هنا هو القرآن، يوم ندعو كل أناس بإمامهم، طوبى لمن جعل القرآن إمام له، فإنه لا يدله إلا إلى خير ثم يسوقه إلى جنات النعيم.

اللهم ارفعنا وانفعنا بالقرآن العظيم، واجعله سائق ودليل لنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم.

الموضع الثالث عشر: أن أهل الضلال دائمًا يحاولون فتنة أهل الإسلام وشباب الإسلام عن القرآن والسنة، يشغلونهم بكل شيء عن هذا الوحي، بالكتب، الكتب الثقافية الضحلة، بالمواقع، بالجرائد، بالمجلات، بالخرافات، بالأهواء حتى يشغلوهم عن الوحي الحق المحض النافع، حتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدخروه عن هذا الجهد، ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ، حاولوا، ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ، ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك، الموفق من تمسك بهذا الوحي وكان كل وقته مع هذا الوحي، هو والله الحق، حدثنا به أبي بكر وعمر عن محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبرائيل عن رب العالمين حق محض أتى به أشرف الخلق، أفيرون أنا نتركه لآرائهم وأهوائهم؟ لا والله.

الموضع الرابع عشر: أنه ليس بعد القرآن والسنة إلا الافتراء والأهواء.

قال الله: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ [الإسراء/73]، ليس بعد ذلك إلا الفرية والأهواء.

الموضع الخامس عشر: الأمر بالقيام بالقرآن وخاصة لأهل القرآن: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) ، أكثروا في الفجر من القرآن واستعينوا بالله واصبروا أيها الأئمة والمأمومين فإنها صلاة مشهودة " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها ما بين الستين للمائة آية﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا .

الموضع السادس عشر: وهو لأهل القرآن خاصة وللناس عامة: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) صفوا أقدامكم بالقرآن، قال ابن مسعود: " نعم الكنز كنز الصعلوك البقرة وآل عمران يتغنى بها آخر الليل "، تهجدوا بالقرآن فإنه نور في القلوب وفي القبور وهو دأب الصالحين قبلكم وهو مطهرة للقلب ومطردة للداء عن الجسد، لا يغلبنكم النوم فبين أيديكم نوم طويل.

الموضع السابع عشر: أن القرآن والسنة هي الحق المحض وهو الذي يبقى والباقي يتبخر: ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وهو المطر وأنزل الوحي ﴿ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا، تأخذ القلوب منه بقدر ما تستطيع، ﴿ فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ، والمثال الثاني: ﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ، والعبرة: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ [الرعد/17]، ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) [الإسراء/81].

الموضع الثامن عشر: أن القرآن كما قال الله: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ  (82 ) ، كل شيء يتلجج في الصدر فشفاؤه القرآن، وفي الجسد فشفاؤه القرآن، هو رحمة الله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس/57] ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ الإسلام ﴿ وَبِرَحْمَتِهِ القرآن ﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس/58] القرآن شفاء لكل شيء ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [ النحل/89].

الموضع التاسع عشر: أنه لا يزيد الظالمين إلا خسارا، ما قرأ القرآن أحد إلا زاد أو نقص، ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة/125]، والله إن المنافق والمبتدع لا ينشرح بالقرآن، وإنه يزيده خسارًا ويزيده وبالًا ومرضًا ورجسًا إلا رجسه كما قال الله - عز وجل -.

الموضع العشرين: لو شاء الله لذهب بالقرآن: ﴿ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)، وسيذهب القرآن، وإذا ذهب القرآن خربت الدنيا، فإن القرآن والكعبة هما من أوتاد الأرض، فإذا نقض الكعبة ذو السويقتين، وإذا أُسري عن القرآن في الليل ونزع من السطور والصدور فأصبح الناس يلتمسونه فلا يجدون منه حرفًا، خربت الدنيا وهلك الناس وهذا في آخر الزمان، نسأل الله - عز وجل - ألا يلحقنا ذاك الزمان، إذا ذهب القرآن فليس في الكون منفعة، هو الوتد، هو الجبال الرواسي، فإذا أُسري به أوشك الناس أن يهلكوا وأن يذهب هذا الكون.

الموضع الحادي والعشرين: هذه الآية المعجزة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) تحدٍ من الله - عز وجل - ﴿ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ، والله لن يأتوا بآية واحدة.

فيا أهل القرآن، يا أهل القرآن: إن كانت الإنس والجن أولهم وآخرهم لا يأتون بآية فما بالنا نستعيض عنه بكلام المخلوقين، ما لنا لا نقضي معه الساعات الطوال نردده ونتدبره ونتفكر ونعمل بما فيه وهو كلام الله - جل جلاله -، اعلموا أنكم لم تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه - جل جلاله-.

الموضع الثاني والعشرين: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) من كل مثل ينفعهم فهو في القرآن صرفه الله - عز وجل -، ولكن فأبى أكثر الناس إلا كفورا، لا تغتر بأكثر الناس فقد أبوا إلا الكفر.

الموضع الثالث والعشرين: ﴿ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، ومن يتمسك بالقرآن فهو المهتد، فهو أعظم أسباب الهداية.

الموضع الرابع والعشرين: ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ ، القرآن كله حق محض، ﴿ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ نزل به جبرائيل، لم يُشَب بغيره، لا يخاف عليه، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين.

الموضع الخامس والعشرين: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ على مكث لِما تستعجل؟﴿ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ.

الموضع السادس والعشرين: ﴿ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) ، إذا قرأت الآية وانتفعت بها وتشربت بها ثم جاءت أختها بعدها زادتها ثم جاءت الثالثة زادتها، وإذا أخذته كله هذًّا وهدرا لم تنتفع به، ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا [الفرقان/32].

الموضع السابع والعشرين: من سمع القرآن قامت عليه الحجة: ﴿ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا  إذا سمعتموه قامت عليكم الحجة.

الموضع الثامن والعشرين: أعظم من ينتفع بالقرآن أهل العلم، يا طلاب العلم، يا أهل العلم:﴿ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) .

وهذا الموضع التاسع والعشرين: أن القرآن يزيد اليقين، يزيد الخشوع، يزيد البكاء، يزيد السجود وخاصة من خشي الله، وكل من خشي الله فهو عالم، ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر/28].

الموضع الثلاثون: قال الله - عز وجل -:﴿ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110) لا تجهر بصلاتك جهرًا يؤذي غيرك، ولا تخافت بها اخفاتًا شديدًا وابتغ بين ذلك سبيلا، ففي هذه السورة علمنا الله كيف نقرأ من حيث السرعة والبطء، ومن حيث الصوت وعدم الصوت، ومن حيث الانتفاع به وما ترك شيء من القرآن إلا ذكره في هذه السورة، فهذه ثلاثون موضعًا.

فيا أخوتي في الله: هذا حديث القرآن على القرآن، "﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا  [الإسراء/88].

 فطوبى ثم طوبى لمن أخذ يختم القرآن كل جمعة أو كل جمعتين بالتدبر والتفهم ويعرف معانيه وينزلها على الواقع ويصدق به ويأخذه بجِد، والله ليجدن غِب ذلك إذا أسلمه أهله في قبره، والله ليجدن غب ذلك إذا فر من أبيه وأمه وأخيه وصاحبته وبنيه، والله ليجدن غب ذلك إذا نُصب الصراط على متن جهنم، والله ليجدن غب ذلك إذا تطايرت الصحف، والله ليجدن غب ذلك إذا يوم التغابن، يُقال لصاحب القرآن: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منا ما نُسينا، وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا أطراف الليل وآناء النهار يا رب العالمين، اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم،  اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم،  اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، يا رب العالمين، يا رجاءنا، أنت حسبنا ونعم الوكيل، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين






([1]) سورة الإسراء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  اتخاذ سورة البقرة رقية دون غيرها من القرآن
» سورة العـزائـم
» سورة الفتنة
» سورة النعم
»  أخلاق أهل القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: