منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
سورة الفتنة Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
سورة الفتنة Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
سورة الفتنة Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
سورة الفتنة Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
سورة الفتنة Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
سورة الفتنة Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
سورة الفتنة Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
سورة الفتنة Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
سورة الفتنة Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
سورة الفتنة Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 سورة الفتنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




سورة الفتنة Empty
مُساهمةموضوع: سورة الفتنة   سورة الفتنة Emptyالأحد 10 يوليو - 19:31

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

                         سورة الفتنة([1])

التصنيف

القرآن

سبحان الله  

لا إله إلا الله

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،  وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، أرسله الله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصي الله ورسوله فلم يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا.

واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

إخوتي في الله: حذرنا ربنا - جل جلاله - في مواطن كثيرة من كتابه من الفتنة، وهو الذي يرضى لنا الشكر ولا يرضى لنا الكفر، وهو الذي يريد بنا كل خير، ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) [النساء].

وقد جمع الله أصنافا كثيرة من الفتنة في سورة الفتنة، وهي التي تُسمى تعريفًا سورة العنكبوت؛ لأن هذه اللفظة أغرب لفظة فيها.

 

وسأذكر الآن على عجل عشرين صنفًا من الفتنة ذكرها الله في هذه السورة، ومن تأملها منكم أخرج ضعفي هذا العدد، ولكن المقام لا يسمح إلا بهذا:

يقول ربنا - جل جلاله - وهو المريد بنا كل خير لمن تأمل وتدبر وعقل عن الله وعن رسوله وأهمته نفسه وسعى في نجاتها وفكاكها من النار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) ، أيحسب كل واحد منا أن يتكئ على أريكته ويقول أنا مؤمن دون أن يقدم البينات على هذه الدعوى؟ هذا لا يكون، ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا فقدموا البينات ﴿ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)

وأعظم الفتن - إخوتي في الله - هي فتنة الصبر على طاعة الله، والصبر عن محارم الله، هذه هي أعظم فتنة.

الفتنة عند العرب: أي يُدخل المعدن في النار حتى يتميز الخبيث من الطيب، والصبر على طاعة الله والصبر عن معاصي الله والمجاهدة في الله والمثابرة والمرابطة يوم بيوم وساعة بساعة حتى يأتيك اليقين، لا تنقطع هذه الفتنة حتى تموت هي أعظم فتنة، هي فتنة الصبر على طاعة الله والصبر عن محارم الله، ولذا بدأ الله السورة بها وختم السورة بها وهي سورة الفتنة، فقال: ﴿ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) ، وقال في آخر آية﴿: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ  [العنكبوت/69].

قال العلماء: " إذا ذُكر في القرآن جاهد في الله أو جاهدوا في الله فالمراد جهاد النفس والهوى والشيطان والدنيا، وإذا قيل جاهدوا في سبيل الله فالمراد جهاد الدعوة والقتال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك "، فهذه أول فتنة وهي أعظم فتنة، ولذا قال الله بعد ذلك: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7).

والفتنة الثانية: فتنة الوالدين، فُتنت بطاعتهما وحُذرت أن يفتنوك عن الحق بدعوة طاعتهما، وقد فُتن كثيرًا من المسلمين الأوائل بسبب طاعة والديه أو أحدهما، ولذا قال الله: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا(8) فطاعة الله أعظم من طاعة كل أحد ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والفتنة الثالثة: فتنة الإيذاء في سبيل الله، وهي التي يظن بعض إخواني أن الفتنة إذا أُطلقت قُصرت على هذه وإنما هي صنف واحد، ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ(10) فإذا جاء الإختبار ﴿ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ، فرسب في هذا الإمتحان، فالمؤمن ربه بين عينيه يصبر ويتوكل ويجاهد ويثابر حتى وإن أُوذي بسباب أو بشتم أو بأذى أو بقتل يصبر والجنة أمامه وربه معه، وإن الله لمع المحسنين، وفي العافية لا يتمنى البلاء ولا يتمنى لقاء العدو، فإذا ابتُلي فليصبر.

والفتنة التي بعدها: فتنة العظماء والكبراء والرؤساء والمعظمين حتى قالوا للضعفاء: ﴿ اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ (12)، يحاولون فتنتهم، وكم ضل من الأمم بسبب هؤلاء، الآباء والأخلاء والسلاطين والعظماء ذكرهم الله في سورة الزخرف، كل هذه الأصناف الأربعة، هذه فتنة.

ثم ذكر بعدها الخامسة: فتنة من فتن الدعاة، وهي الصبر على الدعوة مع طول الزمن، لا ييأس ولا يستعجل ولا يستخف ولا ينظر إلى النتائج حتى لا ينقطع، والمثال لذلك: نوح - عليه السلام -  فكانت فتنته أن يصبر على أذى قومه وعلى دعوتهم ولو طال الزمن، فكان أول أُولي العزم من الرسل - صلى الله عليه وسلم -، فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يدعوهم بأصناف الدعوة التي ذكرها الله في سورة كاملة باسمه، ولذا لم يفرج عن هذه المعلومة، عن مدته مع قومه إلا في هذه السورة، سورة الفتنة؛ لأن هذه فتنة.

والفتنة السادسة: فتنة إبراهيم الخليل - عليه السلام - الذي كان قلبه للرحمن، وجسده للنيران وولده للقربان وماله للضيفات واجتمع على حبه أهل الأديان - عليه السلام - ، ﴿ فمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ [العنكبوت/24]، والنار فتنة، وتسمى عند العرب فتنة، قال الله: ﴿ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ يعني حريقتكم ﴿ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ [الذاريات/14] ﴿ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ، فانظروا كيف أُوذي أولو العزم من الرسل حتى أُلقوا في النار وهم أحياء - عليهم السلام -.

الفتنة التي بعدها السابعة - إخوتي في الله -: فتنة المواد والمحاب والخلة والصحبة والجلساء في الدنيا إذا كانت على غير طاعة الله، فإنها من أعظم الفتن، ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف/67] ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ [الزخرف/38] ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا [الفرقان/28]، ما أعظمها من فتنة، قال الخليل: ﴿ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [العنكبوت/25] جمعتكم هذه الأهواء على هذه المودة ولكنها مودة زائفة، ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) أما أهل السنة المتمسكين بها الداعين إليها الصابرين على الأذى فوالله إن بينهم تأليف القلوب، والله إنه يُذكر لأحدهم صاحب سنة في مشرق الأرض ومغربها فيدعو له ويهش ويبش إذا ذُكر، تأليف قلوب، ألَّف الله بين قلوبهم، ولا يؤلف القلوب مثل السنة، هذه الأهواء وهذه الأحزاب إنما هي مودة بينكم في الحياة الدنيا إذا كانت على غير السنة.

والثامنة إخوتي في الله: فتنة الوطن: أن يُترك إذا خِيف على الدين، فإن الدين أعظم شيء وأغلى شيء، فهذا الخليل: ﴿ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) ، ولذا كرر الله هذه الفتنة مرتين في سورة الفتنة، قالها هنا وقال في آخر السورة: ﴿ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) ، إذا ضاقت عليكم في مكان فلا يغلبنكم حب التراب وحب الحجر وحب الوطن على الدين، اخرجوا،:﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا لأعداء الله ﴿ وَسَعَةً[النساء/100] وسعة له ولأولاده في الدنيا والآخرة، فهذه فتنة الخروج وما أعظمها، ما أعظم الخروج من الوطن إلا لمن كان دينه أغلى ما يملك وقد قرنها الله بالقتل قال الله: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ [النساء/66]، وهم الذين نجو من الفتنة، الدين أعظم شيء، إذا رأيت أن دينك لا يكمل في بلد: اخرج، إذا رأيت أنك لا تقيم دينك في بلد: اخرج، اهرب بدين، هؤلاء الغرباء الفارون بدينهم.

والتاسعة إخوتي في الله: فتنة الاستهزاء للداعي: لوط - عليه السلام - ينصح قومه فيقولون له وهم متكؤون يفعلون في ناديهم المنكر:﴿ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .

العاشرة: فتنة التكذيب: شعيب يقول لقومه: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ قالوا: أنت كذاب، أنت كذاب، أنت ساحر، أنت مجنون، هذه فتنة.

والفتنة التي بعدها: فتنة الشيطان، وما أعظمها من فتنة، وما أعظمها من فتنة، هذا الغرور الذي جعل مهمته في الدنيا أن يضر عباد الله: ﴿ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر/6] معه.

احذره يا أخي، كل تثبيط عن طاعة فثم الشيطان، كل زيادة نوم عن صلاة ليل أو عن قراءة أو عن علم فثم الشيطان، كل تزيين للمعصية وتسويف للتوبة وتحسين للباطل فثم الشيطان، قال الله: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ هؤلاء في جنوب الجزيرة وهؤلاء في غربها تبين لكم من مساكنهم ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)، كَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ لولا هذا الخبيث، ﴿ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فمحقهم الله بأسوأ العقوبات، قال الله: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى [فصلت/18] بسبب الشيطان ﴿ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ، تعوذوا بالله منه واحذروه، احذروه فإنه لا يمل ولا يكل حتى يكثر حزبه معه في النار.

والفتنة التي بعدها: فتنة المال والسلطان والمنصب: وما أعظمها من فتنة، وضرب الله أمثلة، قال الله: ﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ

قارون مثال لمن فتنه المال، ذكر بعض أهل العلم: " أن بني إسرائيل كانوا يحبون أن يسمعوا التوراة بصوته، كان حسن الصوت بالتوراة، ناسكًا معهم عابدًا فطلب المال واستشرف له "، ومن استشرف للمال وُكل إليه ولم يبارك له فيه، ومن جاءه المال عفوًا دون استشراف بُورك له فيه، وهكذا كل شيء من أمر الدنيا، حتى طلب الشهرة، حتى طلب السلطان، حتى طلب المال، كل شيء من أمر الدنيا إذا استشرفت له لم يُبارك لك فيه وكان فتنة لك ووُكلت إليه، وإذا جاءك من الله عفوًا كان حري أن تُعان عليه، فهذا قارون، احذروا فتنة المال، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة، أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن/14]، احذروا الفتن لمن تهمه نفسه، لمن يتوقى، لمن يخاف، لمن يتخايل الآخرة دائمًا، احذر، هذا قارون.

وذكر الله مثال آخر في القرآن: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة/75]، انظر إلى استشراف المال حتى لو كان يدعي أنه سيفعل الصالحات به، ﴿فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [التوبة/77]،

والثانية: السلطان، نعوذ بالله، السلطان؛ لأن السلطان من أعظم الفتن، ذكروا أن عبد الملك بن مروان رحمه الله كان يصلي بالمسجد النبوي في شبيبته ما بين الظهر إلى العصر، وهو أول من كان يفعل هذا الشيء ويحييه هو وشبيبة من قريش، وكان يقرأ القرآن وكان طالب علم في أول شبيبته، حتى أن له بعض الآراء موجودة في كتب الفقه، ثم فُتح له بالسلطان، واستشرف له وأراد العلو على الناس، فيُقال أنه أغلق المصحف وقال هذا آخر العهد به، ثم طلب السلطان - عفا الله عنه وتجاوز عنه - فيُقال أن أخباره كانت تُروى لسعيد بن المسيب - رضي الله عنه ورحمه - وهو من خيار التابعين، حتى قيل له: " يا أبا محمد: إن عبد الملك يقول: والله إني الآن لا أفرح بحسنة ولا أحزن على سيئة، قال: الآن تكامل موت قلبه "، نعوذ بالله، فالسلطان والاستشراف له والإمارة، والولاية نعمت المرضعة وبئست الفاطمة، وما أعظمها من فتنة

 والثالثة: المنصب والوزارة والقرب من السلطان، إنه فتنة، ومن أتى أبواب السلاطين افتُتن.

ضرب الله لنا مثلا بهامان، فإنه كان وزير فرعون، يا هامان ابن لي صرحًا، كان وزيره وساعده وقريب منه ففتنه ذلك، فهذه فتن.

ثم ذكر الله بعد ذلك - إخوتي في الله - فتنة العلم فقال: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) ، أهل الكتاب فتنهم العلم الذي عندهم ولم يزكوه ولم يعملوا به فكان فتنة عليهم.

يا إخوتي في الله: إن هذا العلم سلاح ذو حدين، إن وقع في القلب نفع وأورث الخشية والاستكانة ومعرفة الله، ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر/28] ، وإن لم يصل القلب كان على اللسان جدلًا ومحاجة ومخاصمة للحق وردًا له واستخدام الشبهات في رد كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكان حجة الله على ابن آدم، ولذلك ضرب الله مثلًا لهذا بالكلب، ﴿ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف/176]، وضرب مثلًا للذي يحمل العلم ولا يعمل به ﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا[الجمعة/5]، قال الله: ﴿ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا [المائدة/44]، فهذه فتنة ولذا قال الله بعد ذلك: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ  (49) وقال الله:  ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ [غافر/83]، ما أعظمها من فتنة.

قد يقول بعض الناس معه علم فإذا جاءه الحق ورأى أنه يُنظر إليه فتنه هذا العلم فاستكبر على الحق فمُسخ، نسأل الله العافية والسلامة، كما قال الله تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا  لأن العلم هذا هو، العلم يرفع ﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ [الأعراف/176]، فهذه فتنة.

ثم ذكر الله بعد ذلك - إخوتي في الله - فتنة النار: نعوذ بالله من النار، وهي من أعظم الفتن، قال الله: ﴿ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) ،

ثم ذكر الله فتنة الممات: وما أعظمها من فتنة خشي منها الصالحون وخافوها، قال الله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ، وعند الموت تحصل الفتنة إلا من صبر على طاعة الله وثابر واستقام عليها فإنه ينجو من هذه الفتنة، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، القائلين كثير والمستقيمين قليل، استقاموا، صبروا بالليل والنهار، ساعة بساعة ويوم بيوم حتى جاءهم الأجل، ثم ﴿ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ، في أوقات الفتنة، عند الاحتضار، يوم تزيغ الأقدام، ﴿أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) ما أبرد هذا الكلام على قلوب الصابرين، ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، فيحب لقاء الله فيحب الله لقاؤه ويأمن الفتن بإذن الله، فهذه فتنة الممات احسبوا لها حساب، احسبوا لها حساب، خافوها، خافوها، فإن العبد يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها،

ثم ذكر الله - جل جلاله - بعد ذلك فتنة الرزق والهلع والحرص والخوف أن ينقص رزقه، يخاف على نفسه أو على ذريته فيحمله ذلك على أن يسلك مسالك الحرام ومسالك الشبهات، يقول: أخاف على نفسي، أخاف على عيالي، فقال الله: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا لا تحمل رزق غد، ولا تحمل هم غد، يوم بيوم ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) ، لو وكل الله هذه الدواب وهذه الحشرات وهذه الطيور لبني آدم ما بقيت يومًا واحدً ولهلكت، كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ لكن الله تولى رزقها بنفسه، وهي لا تحمل هم رزقها، تغدو مع الصباح خماصًا وتعود بطانًا والله يرزقها.

فأنت يا ابن آدم، يا من كرمك الله: لا تحمل هم رزقك، ابذل السبب واعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها كاملًا غير منقوص، فلا تحرص ولا يحملك ذلك على أن تفعل الحرام أو تدخل الشبهات أو تسلك مسالك يصعب الخروج منها، اتق الله، تورع، اتق، انظر في موضع قدميك خاصة في هذه الأيام، أيام الأسهم والبنوك والتورق والمعاملات المشبوهة والفتاوى المشبوهة، والإنسان يقول: أُفتيت وهو يعلم في قرارة نفسه أن الذي أفتاه ليس بأوثق أهل زمانه، ولكنه الهوى، احذر، توقى، من حاسب نفسه خف عليه الحساب، ومن أخذ الأمور اعتباطًا ثقل عليه الحساب، وميزان ربنا بالخردلة والذرة، بالخردلة والذرة،، وإن تكن مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين، ولذلك كرر الله الرزق في هذه السورة مرتين، قالها هاهنا ثم قال بعد قليل: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) ، معنى يقدر له: ليس أن يحرمه أو ينقص منه، ولكن يقدر له: يجعل الرزق بقدره، والآخر يبسط له،

ثم ذكر الله فتنة الكفار في تناقضهم، فمرة يقرون بالربوبية وينفون الوحدانية، هذه فتنة، هذه حجة عليهم، ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) ، وحدوا الله بالعبادة يقولون لا، فهذه فتنة، والثانية: يوحدونه في الضراء وإذا جاءت السراء أشركوا، هذه فتنة لهم وحجة عليهم، قال الله: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) إلينا المصير، فهذه فتنة.

ثم ذكر الله: فتنة الحياة الدنيا إذا تزينت وتزخرفت وظن أهلها أنهم قادرون عليها وأجبل الناس إليها وأقبلوا عليها، يا لها من فتنة، يا لها من فتنة، ونسوا الحياة الآخرة ونسوا يوم الحساب، كأنهم خُلقوا لهذه الدنيا، ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ الحياة الحقيقية ﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)﴾.

يا عباد الله: هذا ربكم ينصح لكم، اجعلوا الدنيا في أيديكم وليس في قلوبكم حتى لو فُتح لكم فيها، فإنما هي فتنة، اعلموا﴿ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن/28] اجعلوها في أيديكم، لا تدخل قلوبكم، فإن قلبًا دخلته الدنيا خرجت منه التقوى وخرج منه كل خير، والخير كله في بيت مفتاحه الزهد في الدنيا، زهد القلب وليس زهد الجسد.

ثم ذكر الله فتنة أيضًا فقال - جل جلاله -: أَوَلَمْ ﴿ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ (67) فتنة الأمن، الأمن فتنة وهو نعمة.

انظروا يا أهل هذه البلدة، أولم يجعل الله لكم هذا البلد آمنًا ويُتخطف الناس من حولكم بالحروب والفتن والاقتتال والمجاعات؟ أتظنون أن الله يسارع لكم بالخيرات إذا كنا مقيمين على معصيته؟ لا والله بل لا يشعرون فاحذروا ثم احذروا وانظروا في المثولات، انظروا في أيام الله فيمن سبق، تأملوا فإن العاقل من ينظر بعيني قلبه، ينظر ليس فيمن سبق، فيمن بين عينيه الآن، انظروا الدول التي كان يهاجر إليها الناس من هذه البلاد يطلبون الرزق فيها؟ وهي اليوم في جوع وخوف وفتن وقتل وهرج، أفلا تعقلون؟ وأنتم في حرم آمن ويُتخطف الناس من حولكم؟ أفشكر هذه النعمة مبارزة الله بالمعاصي في الليل والنهار؟ أفشكر الله على هذه النعمة هذه القنوات التي ما تركت بيتًا إلا دخلته وهي تشاق الله ورسوله وتحاد الله ورسوله في الشبهات والشهوات؟ أفلا نخاف المصير؟ أفلا نخاف؟ اللهم نعوذ بك من الفتن، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام.

إخوتي في الله: ذكر الله في سورة الفتنة عواصم من الفتن:

منها: قول الله: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ، هذا القرآن إذا قرأته بالليل والنهار وتدبرت وعملت بما فيه يعصمك من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن، ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ،

والثانية: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ، أقمها على وجهها ظاهرًا وباطنًا، جاهد نفسك فيها حتى تتقنها، فإنها تنهاك عن الفحشاء والمنكر، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45).

ومنها: اليقين بلقاء الله،: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)﴾.

ومنها التيقن بغلبة الله وأنه لا يعجزه شيء، ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4).

ومنها: الصبر على طاعة الله والتوكل عليه، فهذه من أعظم الأشياء، قال الله: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) ذكر ذلك في سورة الفتنة حتى يُعلمنا أن هذه من عواصم الفتن.

ومنها: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف/28].

اللهم اعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تشمت فينا أعداء ولا حاسدين، اللهم كما سقت إلينا هذا الإسلام وهذه السنة اللهم فأحينا عليهما وأمتنا عليهما يا رب العالمين وزدنا فيهما خيرًا وفقهًا وتعلمًا وتعليمًا يا حي يا قيوم يا رجاءنا أنت مولانا، نعم المولى ونعم المصير، اللهم بصرنا بكتابك،  اللهم بصرنا بكتابك وافتح قلوبنا له واجعلنا نستغني به وبسنة رسولك عن كل شيء يا رب العالمين، اللهم ارزقنا الاستغناء بالقرآن والسنة، اللهم ارزقنا الاستغناء بالقرآن والسنة، وأن نعاف كل ما سواهما إلا ما أعان عليهما يا رب العالمين يا حي يا قيوم، اللهم إنا نعوذ بك أن تتخطفنا الأهواء والآراء وما لا ينفع عن هذا العلم النافع يا حي يا قيوم، اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم، اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم،  اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم،  اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم اجعلنا نتلوه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك وافتح لنا فيه فتحًا عظيمًا يا رب العالمين، اللهم فقهنا فيه وفي معانيه وفي أسراره يا حي يا قيوم، واجعلنا ممن يؤمن بمتشابهاته ويعمل بمحكمه واجعل كل واحد منا خُلقه القرآن يرضى لرضاك ويغضب لغضبك يا رب العالمين.

وصلي على هذا الرسول النذير البشير الذي جاءنا بهذا الخير، اللهم صلي عليه صلاة تامة وافية إلى يوم القيامة، واجعل أعظم صلاة صليتها على بشر على هذا النبي الأمي وعلى أزواجه وذريته وآله وصحبه ومن أحبه واهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين






([1]) سورة العنكبوت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الفتنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة العـزائـم
» سورة القرآن
» سورة النعم
»  اتخاذ سورة البقرة رقية دون غيرها من القرآن
» السؤال: ما تفسير الآية التالية : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور ، وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: