منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
وقفات من العلم والعلماء Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
وقفات من العلم والعلماء Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
وقفات من العلم والعلماء Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
وقفات من العلم والعلماء Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
وقفات من العلم والعلماء Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
وقفات من العلم والعلماء Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
وقفات من العلم والعلماء Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
وقفات من العلم والعلماء Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
وقفات من العلم والعلماء Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
وقفات من العلم والعلماء Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 وقفات من العلم والعلماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




وقفات من العلم والعلماء Empty
مُساهمةموضوع: وقفات من العلم والعلماء   وقفات من العلم والعلماء Emptyالخميس 7 يوليو - 17:40

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

                         وقفات من العلم والعلماء

التصنيف

الجامع

الشيخ  

عبد الرحمن بن صالح الحجي  

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - تسليما كثيرا تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصي الله ورسوله فلن يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا التقوى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر 59/18]
 ﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر 59/19]
 ﴿ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ [الحشر 59/20]
 ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر/20]
إخواني في الله: قال عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه - وأرضاه وهو الفقيه العالم قال:
 (كيف بكم إذا لبستكم فتنة يشب بها الصغير، ويهرم فيها الكبير، ويكون المعروف فيها منكرا، والمنكر معروفا، وتتخذ البدعة سنة حتى إذا غيرت قيل غيرت السنة، قالوا: متى ذاك يا أبا عبد الرحمن، قال: إذا كثرت قراءكم وقلت فقهاءكم وكثرت أمراءكم وقلت أمناءكم، وطلبت الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين) . يا - رضي الله عنه - وأرضاه أي علم ضمه ذلك القلب والله لكأنه يتحدث عن زماننا.
 


  • فيا إخوتي في الله: لنقف وقفات يسيرة مع العلم من أين يؤتى؟ ومع العلماء ما صفاتهم ؟ما سمتهم؟ ما دلهم كيف نعرفهم؟
    الوقفة الأولى:- كل من خشي الله فهو عالم، وكل من لم يخشى الله فما شم رائحة العلم وإن كثرت المعلومات في رأسه وإن كثر التجمل والكلام، وهذا بنص القرآن كل من يخشى الله ويخافه ويقدره حق قدره ويهابه فهو العالم حقا الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من مكر الله ولا يجرئهم على حدود الله لا يزين لهم في الرخص ولا يعلمهم الحيل ولا يدلهم على المشتبهات هو - والله – العالم، العالم من يخشى الله ﴿ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ [الإسراء 17/107]
    أنظروا في صفاتهم فمن لم يكن كذلك فأين العلم﴿ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) [الإسراء/108- 109 ] هذا العلم.
    العلماء، كما قال السلف إخواني ثلاثة عالم بالله عالم بشرع، فهذا خير الثلاثة عالم بالله وبأسمائه وصفاته فهو قد خافه وهابه وخشيه وقدره حق قدره وعرف قدر نفسه فلزم الحدود، وعالم بشرع الله فهذا خير الثلاثة، والثاني عالم بالله ليس عالم بشرع الله، وهؤلاء هم العباد والزهاد والأولياء عالمون بالله ولكنهم لا يستفتون ولا يسألون فجالسوهم فإنهم ينطقون بالحكمة وإن عندهم من الفائدة ومن العلم ما الله به عليم ولكنهم لا يسألون، والثالث شر الثلاثة عالم بشرع الله ليس عالم بالله يعرف الشرع يعرف المعلومات يعرف الأمر والنهي، لكن ليس في قلبه خوف من الله ولا خشية من الله تراه يعلم الناس الحيل، تراه يدلهم على المشتبهات، تراه يجرئهم على الحدود، تراه يتهاون في الرخص ويتتبعها أين العلم؟ ما شم رائحة العلم
    قال الحسن: (قال له: رجل يا أبا سعيد الفقهاء يقولون كذا وكذا قال: يا رحمك الله دلني عليهم أرني إياهم إنما الفقهاء من يخشون الله إنما الفقيه من يخاف الله ويخشاه ويهابه أين هم)
    وقال ميمون ابن مهران: (يا بأبي العلماء يا بأبي العلماء ما وجدت صلاح قلبي إلا في مجالسهم تجالس أحدهم ساعة فتمكث شهرا كاملا وأنت في بركة مجلسه) يقصد العلماء الربانيين الذين يخافون الله لا يقصد القصاص الذين كانوا في عصره وفي عصرنا فهؤلاء كحاطب ليل، أما أن يعطيك حطبا أو يعطيك أفعى لا تدري يحطب لك بالليل خف منه عليك بالعلماء الذين ينطقون بالوحي
    وقال بعض السلف: (كان العلماء في من قبلكم إذا أتيته ولم تجده وعظك مكانه رأيت مصلاه ورأيت مطهرته ورأيت كتبه ورأيت محبرته ورأيت عدة الآخرة فانتفعت بآثاره ولم تره فإذا رأيته انتفعت نفعا آخر)، هؤلاء العلماء العالم إخواني من يبحث عن مراد الله ومراد رسوله إذا أراد أن يبحث في المسألة يكون أكثر همه أين مراد الله ماذا يريد الله بعباده في هذه الآية ماذا يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ليس همه أن يحلل أو يحرم همه أن يبحث عن مراد الله، العالم من إذا نظر في النازلة أو في المسألة فله نظران نظر إلى النصوص ونظر إلى المقاصد فينظر في النصوص ويتفقه فيها وينظر في مقاصد الشرع لأن الشرع كله من عند الله ولا يختلف فتأتي فتواه مطابقة لا ينظر في النصوص ويغفل المقاصد ولا ينظر في المقاصد ويغفل النصوص هذا هو العالم.
     

  • العلم إخواني علمان:
    (( علم يقع في القلب فينفع صاحبه، وعلم على اللسان إنما هو حجة الله على ابن آدم ))
     

  • إخواني والناس صنفان:-
    [list="list-style-type: decimal;"]
    [list="list-style-type: decimal;"]
  • صنف مجتهد: قد أعطاه الله آلة الاجتهاد يستطيع النظر في النصوص ويستخرج الأحكام فهذا لا يبرئه أمام الله إلا أن يتبع أقوى الأدلة عنده ويحتاط لدينه فإذا سأله ربه لما فعلت هذا فيقول يا ربي هذا غاية جهدي في أن أبحث عن مرادك.
  • والصنف الثاني: وهم غالب المسلمين لا يستطيع أن يستخرج الأحكام بنفسه ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ [التوبة/122] فهذا ما الذي يبرئه اسمعوا يا إخوتي في الله: فإن الأمر جد ما الذي يبرئه أمام الله؟ إذا وقف أمام الله فقال له مولاه وهو أعلم به لما تعاملت بهذه المعاملة؟ لما اشتريت هذه الأسهم؟ لما تعاملت مع هذا البنك؟ لما فعلت هذا ما الذي يبرئك ما حجتك أمام الله؟ ليس لك إلا حجة واحدة أن تقول يا ربي جعلت بيني وبينك أتقى أهل زماني وأعلمهم وأوثقهم في دينه في نفسه والله يعلم السر وأخفى، أما أن تقول هناك من أفتى بهذا هناك هيئات شرعية هناك كذا وكذا فهذا يجوز على أهل الدنيا ولا يجوز على الجبار جل جلاله الذي يعلم السر وأخفى فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا، لن تزول قدمك حتى تقول يا ربي ما دخلت في هذه المعاملة ولا اشتريت هذه الأسهم ولا فعلت كذا وكذا إلا وقد استفتيت أوثق أهل زماني وأعلمهم وأتقاهم وهذا جهدي، إن اجتهاد المقلد في النظر بين المجتهدين فيختار أوثقهم وأقواهم واجتهاد المجتهد هو في النظر في الأدلة فيختار أوثقها وأقواها هذا وهذا سواء.
     

[/list]


[*]
-الوقفة الثانية:
إخواني في الله: وهى وقفة يغفل عنها الكثير أن العلم كل العلم من الله جل جلاله، العلم من الرزق، وإنما هذا التعلم أسباب كأسباب طلب المال وطلب السلطان ونحوه، وإنما العلم كله عند الله - عز وجل - ولذلك قال الله: ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه/114] ولم يقل وازدد علما، اسأل العلم من الله القائل: ﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ [الحجر/21] والعلم شيء ﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ [الحجر/21] ما ينزل في القلوب إلا بقدر معلوم ﴿ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا [الرعد/17] وقال الله: ﴿ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ [البقرة/282]
فيا إخواني: لا تتكلوا على الأسباب واعلموا أنها أسباب وليكن تعلق القلب بالله جل جلاله هو المعلم ﴿ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة/151]كان أسلافكم من العلماء إذا أشكلت على أحدهم المسألة أول ما يفزع إلى الصلاة يصلي يقول يا رب أغلقت على يا رب افتح لي يعفر وجهه في التراب يسأل الله الفتح.
قال أبو العباس - رحمه الله -: (والله إنها تشكل على المسألة فأستغفر الله ألف مرة رجاء أن يفتح لي فيها) عرفوا الطريق، وأما أهل زماننا فأكثرهم إذا أشكلت عليه المسألة فزع إلى الكتب واتكل على الأسباب، يا إخواني العلم من الله ينزله الله - عز وجل - على قلوب من يصطفي من عباده وأحرى القلوب أن ينزل عليها العلم القلوب السليمة الطاهرة من الهوى الباحثة عن مراد الله المتواضعة لله وللحق.
 

[*]
الوقفة الثالثة:-
 العلم هو الوحي وما أعان على الوحي العلم هو نور النبوة، كان الصحابة يرون النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان فيه من نور النبوة ما أفاض عليهم نورا عظيما يتوهج منه - صلى الله عليه وسلم - ولذلك أنكروا أنفسهم لما مات، ثم كان الناس في عهد الشيخين بعده نورهم قريب من نور النبوة وليس مثله، ثم لم يزل العلم ولم يزل النور يضعف ويخفت حتى وصل إلى زماننا هذا تراه بالكاد تبحث عن نور النبوة ابحثوا عن العلم في القرآن والسنة فإن العلم علم السلف العلم علم القرون الفاضلة فيه اليقين به تزول الغشاوة به يرسخ اليقين وإني أوصيكم برسالة نافعة لابن رجب اسمها [فضل علم السلف على علم الخلف] فما أنفعها ومال أوجب قراءتها على طالب العلم، وقد كره الصحابة كتابة العلم خشوا أن يشتغل الناس بالاجتهادات وبكلام العلماء ويتركون الكتاب والسنة، نهاهم عمر ونهاهم ابن مسعود جاءه علقمة والأسود وبأيديهم صحائف يكتبون فيها فأخذها ومحاها وغسلها وغضب وقال (إنما هلك من كان قبلكم أنهم أقبلوا على كلام علماءهم وتركوا كلام ربهم) يا سبحان الله! كم أعطوا من العلوم لو أطعناهم لانتهى الخلاف أكثر الجهد الآن في كلام البشر والذي يشتغل بكلام الخالق بالقرآن أو بالسنة قليل وغريب في هذا الزمن وقع ما حذر منه الصحابة
 فالله الله إخواني: الله الله ليكن أكثر الاشتغال بالوحي وما أعان عليه.
 

[*]
-والوقفة الرابعة:-
طريق العلم إنما هو التدبر والتفهم والاستنباط والتعقل إذا جاءتك الآية فقلبها إذا جاءك الحديث فانظر فيه لا تستعجل قلبه من نواحي كثيرة قال على رضي الله عنه: (ما عندنا إلا ما عند الناس إلا فهما يؤتيه الله من يشاء في كتابه) الفهم الفهم فإن الفهم به يتمايز الناس، وانظروا يا إخواني في هذا المثل العظيم الذي ضربه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فقال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والنور كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها أرض طيبة) أرض في أعماقها بذور وهى خصبة فمثلها مثل القلب الطيب في أعماقه بذور العلم وتلقي العلم فلما جاءها الماء اختلط به نبات الأرض فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وهكذا القلب الطيب إذا جاءه الوحي اختلط بهذه البذور التي في القلب، ثم أخذ يختلط بها فيخرج للناس علم نافع غزير-انظروا في قدر هذا- المثل والقسم الثاني أرضهم قيعان تمسك الماء لا تشربه ولا تسيله تمسكه حتى يأتي الناس ويسقون فهذا مثلهم مثل الحفاظ الذين لايتدبرون ولا يخرجون ولا يجتهدون، وإنما هم حفاظ -والثالث نسال الله العافية- أراضي أجادب لا تنبت كلأ ولا تمسك ماءا -نسأل الله العافية والسلامة .
 

[*]
الوقفة الخامسة:
إخواني أن العلم يأتي بالأيام والليالي، كما قال الزهري - رحمه الله -
العلم يأتي بالأيام والليالي لا تستعجل أرضى لنفسك بما رضي الله لكتابه ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان/32] إذا أخذت العلم قليلا قليلا انتفعت به الآية تؤكد أختها، والحديث يرسخ أخاه، والمعلومة تقوي ما قبلها وهكذا قليلا قليلا فيرسخ، ومن أراد العلم جملة ذهب جملة، وإذا علمت بأنك في العلم في أعظم العبادات أنك إذا كنت في النهار تتعلم وتعلم أفضل من الصائم، وإذا كنت في الليل تتعلم وتعلم أفضل من القائم هذا يقوي الدين هذا أعظم الجهاد في سبيل الله وخاصة في هذا الوقت فلما العجلة أنت في عبادة بل في أشرف العبادات لما العجلة.
 

[*]
والوقفة السادسة:-
وهى من أخطر الأشياء أن من استشرف لشيء من الدنيا لم يبارك له فيه ولم يعن عليه ووكل إلى نفسه، من استشرف للمال ولو جاءه المال نزعت منه البركة، من استشرف للإمارة ولو جاءته الإمارة نزعت بركتها ووكل إلى نفسه، من طلب العلم ليباهي به الناس ليصرف وجوه الناس إليه ليكون موطأ العقبين متبوعا في الطرقات مشارا إليه بالبنان مستضافا في الإذاعات وفي القنوات فبئس التجارة، من استشرف لشيء من الدنيا بهذا العلم فقد خاب وخسر، إنما العلم يراد ليرفع الجهل عن نفسه وعن إخوانه المسلمين، إنما العلم بالنية والنية الإخلاص أنت تريد أن تعرف مراد الله مراد رسوله أن تتفقه أن تعز الدين أن تقيم الدين أن تنشر في الناس ميراث النبوة هذه هي النية الصالحة نسأل الله ألا يحرمنا منها.
 

[*]
والوقفة السابعة:-
أن واجب العلماء جمعه الله في آية وهى قول الله - عز وجل -: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة/44].
 

[*]
والوقفة الثامنة:-
 وهى أيضا مهمة للغاية أن العلم نسب فإذا أردت أن تطلب العلم على أحد فسله من شيخك وما شيخك ومن أين تلقيته، كما تسأل الشخص تقول من أبوك من جدك ما عائلتك فاسأل طالب العلم والعالم من أين أخذ العلم إن العلم.
كما قال الأوزاعي (كان كريما تتلاقاه الرجال بينهم فإذا كان في بطون الكتب ذهب بهائه ونوره) احذر من هذه الفقعات التي تخرج من الكتب ومن الكليات ومن المدارس لا يدرى من شيخه ولا عند من طلب العلم هذا في الغالب مأوى الشبهات ومأوى الشذوذ العلم سلسلة يحمله من كل خلف عدوله كريم يتلاقاه الرجال بينهم من جيل إلى جيل حتى ينتهي إلى أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم أخذوه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله أخذه عن جبرائيل - عليه السلام - وجبرائيل أخذه من رب العالمين سلسلة قوية متصلة من أخذ بها أخذ بعلم وثيق، وأما هذه النوابغ التي تنبغ لا شيخ ولا يعرف عند من ولا حضر عند من فاحذرهم فاحذرهم فإنهم مأوى الشبهات.
 

[*]
- والوقفة التاسعة:-
أن العلم يؤثر في صاحبه قال الحسن (كان الشاب يطلب العلم فما يمكث إلا قليلا حتى يرى أثر العلم في صلاته وفي هديه وفي نسكه وفي سمته) يا سبحان الله! يؤثر فيه العلم، وقالت أم سفيان الثوري لسفيان في شبيبته (: يا بني خذ حديثا أو حدثين فإن رأيت أثرا في قلبك وإلا فلا تتعنى)
وقال سفيان لأهل الحديث إذا (جاءكم طالب الحديث فأعطوه حديثا أو حديثين، ثم راقبوه فإن رأيتموه ينتفع ويعمل فزيدوه وإلا فاحذروا فإنه يكون مثل شجر الحنظل كلما زدته ماء ازداد مرارة)
الله كم عندهم من العلم!.
 

[*]
-والوقفة العاشرة:-
 أن قليلا من العلم مع التقوى كثير.
كما قال مالك ابن القاسم قال (يا عبد الرحمن إن قليلا من العلم مع التقوى كثير وإن كثيرا) من العلم مع عدم التقوى قليل العلم بالخوف من الله العلم بالخشية العلم بالتقوى.
وقيل للإمام أحمد (من نسأل بعدك قال: سلوا عبد الوهاب الوراق فقالوا له: إن عبد الوهاب ليس عنده من العلم مثل ما عندك قال: إن عبد الوهاب يأكل الحلال وله نية فمثله يوفق) انظروا من أين يأتي القوم نحن في واد وهم في واد آخر لم يقل إنه يحفظ كذا وإنه يعلم كذا وإنه قال هذه الكلمات
 

[*]
والوقفة الأخيرة:-
إخواني عليك بالأثر عليك بالحديث قال الزهري لرجل (هل تطلب الحديث قال نعم قال:، أما إن الحديث ذكر يحبه فحول الرجال وذكورهم ويكرهه مؤنثوهم) الحديث قوى الحديث وثيق يحبه فحول الرجال ويكرهه مؤنثوهم إنما يريد الميوعة أهل الرأي.
قال بعض السلف: (نظرت في هذه الأهواء فبعضها لا أظن أنه وضع دينهم إلا امرأة لما فيه من الميوعة والتلون، وبعض هذه الأهواء لا أظن أن يذهبوا إلى حائطي وأعود إلا وقد غيروا دينهم) ومن جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل فالله الله في العلم واستعيذوا بالله من علم لا ينفع.
(العلم قال الله وقال رسوله *** قال الصحابة هم أولوا التنبيه

ما العلم جمعك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين قول فقيه

كل العلوم سوى القرآن مشغلة *** إلا الحديث وعلم الفقه في الدين

العلم ما كان فيه قال حدثنا *** وما سوى ذاك وسواس الشياطين)

فيا إخواني: الله، الله - قال السلف: (اغدوا عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك)
قال شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب (الناقد العاشر من نواقض الإسلام من أعرض عن دين الله بالكلية لا يسأل عنه ولا يستفتي فيه) ولا يبحث عنه ولا يرفع به رأسا ولا يهمه فهذا يخرجه من الإسلام والدليل قول الله - عز وجل - ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ، ثم أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ [السجدة/22]
فالله الله يا أهل الإسلام كلكم الله الله في العلم محبته وحضور مجالسه ومحبة العلماء فبه عز الإسلام هو الجهاد به ظهور الإسلام به ظهور الشرع الله الله ولا تكن الخامس فتهلك
اللهم املئ قلوبنا علما وحلما ويقينا، اللهم اجعلنا من العلماء واجعلنا من المتعلمين، واجعلنا من المستمعين والمحبين لهذا الطريق يا رب العالمين، اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا يا حي يا قيوم يا رب العالمين، اللهم كل شيء خزائنه بيدك فأفض على قلوبنا من خزائن العلم والخلق والإيمان واليقين يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع، اللهم إنا نسألك قلوبا سليمة وأخلاق حسنة وإيمانا راسخا ويقينا صادقا وتوبة قبل الموت وراحة بعد الموت وتخلصا من حقوق العباد يا رب العالمين، اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم أفض على قلوبنا من العلم، اللهم وانفعنا به يا رب العالمين، اللهم املئ قلوبنا من الحكمة ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا، اللهم املئ قلوبنا من الحكمة ومن العلم يا رب العالمين، اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا يارب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك أن نتفقه لغير الدين أو نطلب الدنيا بعمل الآخرة يا حي يا قيوم يا رب العالمين

[/list]
عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل/76] .﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [الصافات 37/180] ﴿ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [الصافات 37/181] ﴿ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات180/181]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفات من العلم والعلماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلم يقدم أهل العلم، ويرفع أهله في كل مجتمع
» الأدب مع المشايخ والعلماء
» وقفات مع عمل المرأة السعودية
» واجبنا تجاه ولاة الأمر والعلماء
» واجبنا تجاه ولاة الأمر والعلماء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: