منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Empty
مُساهمةموضوع: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ   وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ Emptyالخميس 7 يوليو - 17:34


عنوان الخطبة               وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ
التصنيف القرآن

رابط الاستماع 
[url=http://www.alamralawal.com/include/khotb apopup.php?id=285]http://www.alamralawal.com/include/khotb apopup.php?id=285[/url]

________________________________________
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.
أما بعد:-
 عباد الله، أهل التوحيد: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتذكروا أنكم لا بد لكم من لقائه، وأنكم إليه ترجعون، وأنكم بين يديه موقوفون حفاة عراه غرلًا بهما ليس معكم إلا ما قدمتم، فيا عباد الله: أحسنوا الأدب الآن، تجدوا غبه غدًا، واستعينوا بنعم الله على طاعته، واحذروا أن تستعينوا بنعمه على معاصيه، فإن الله يغار، وغيرته أن تنتهك حدوده، ولكنه لا أصبر منه، يمهل ولا يهمل، جل ربنا وتعالى وتقدس.
واعلموا أن أنفع الحديث كلام الله، وأحسن الهدي هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعلموا أن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة، وأن كل بدعة ضلالة.
إخواني في الله: نحن في هذه الأيام في أيام النذر، النذر العظام، طوبى لعبد تفكر، طوبى لعبد تذكر، أمم يتقلب أمنها خوفا، ينقلب أمنها خوفا، ورغدها جوعا، وملوك يُسلب ملكهم بين عشية وضحاها، وطوفان يضرب أغنى دول العالم ثم لا تملك لنفسها شيئا، وعجائب تلو عجائب، وقد أُخبرنا أنه في آخر الزمان سيكون خسف في المشرق وخسف في المغرب وخسف في جزيرة العرب.
عباد الله: النذر لا ينتفع بها كل واحد، فإن من علامة موت القلب للفرد وللجماعة أن تتوالى عليهم النذر ولا يعتبرون، وكأن المعني به غيرهم.
عباد الله: المعني بذلك نحن فلا نغفل، ولذلك جاء في حديث أبي واقد: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الفطر والأضحى والمجامع العظام والمحافل الكبار، إذا اجتمع الناس قرأ عليهم سورتين من كتاب الله، سورة (ق) وسورة ( اقتربت)" هما قرينتان، فيهما عبر، فيهما تذكير بالآخرة، تذكير بالنذر، فيهما هز للقلوب إن كان فيها حياة.
يقول ربنا - جل وعلا -:" ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ [القمر/1]، ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ﴾، قال ابن عمر: " كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأينا الشمس على قعيقعان آخر العصر فقال - صلى الله عليه وسلم -:" ما بقي من الدنيا إلا كما بقي من يومكم هذا "، فكم بيننا وبين هذا الكلام؟ ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ﴾، كما قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء/1]،
﴿ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾، انظروا الأمم إذا تكامل موتها لا تعتبر، قال ابن مسعود: "رأيته انفلق فلقتين، فلقة على أبي قبيس وأخرى على قعيقعان " ، وفي رواية "على حراء" انشق أمام الناس ورآه جبير بن مطعم، ورآه الصحابة، ورآه المشركون، ورآه السُفار، والمسافرون، عبرة هائلة ولكنهم لم ينتفعوا بها؛ لأن الله قد كتب عليهم الشقاوة فلا يعدون أمر الله، وإنما هذه النذر زيادة إعذار عليهم وحجج عليهم ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا﴾، نعوذ بالله من موت القلوب،  نعوذ بالله من موت القلوب، في الأفراد وفي المجتمعات، ﴿ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر/2] أي ذاهب سيزول كما قال مجاهد، أو شديد كما قال قائلهم استمر مريري أي اشتد، أو أنه متمادي، ﴿وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾، كما يقولون الآن الطبيعة ، ثورة الطبيعة، هذه كذا وينسبونها لغير الله، ﴿ آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ ﴿وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾ [القمر/3] إما بلسان الحال أو بلسان المقال، وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ، انهمكوا فيما هم فيه كأن الأمر لا يعنيهم، ويل لهم، ويل لهم إن لم يعتبروا، ﴿وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾ [القمر/3]، الباطل أمره مستقر سيذهب، سينمحق، سيزهق، ولكنكم قوم تستعجلون، الحق وإن استضعف سينتصر، كل يذهب إلى غايته التي سنها الله،  ﴿ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ﴾
﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ ﴾  فيما بين أعينهم، وفيما مضى،
﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴾ [القمر/4]، أمور هائلة تزجر كل من فيه حياة، لكن كما قال الله: ﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾ [القمر/5]، قال الله: ﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يؤمنون به﴾ [القمر/12] ، نسلك الشرك والكفر في قلوبهم، لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين، وقال الله: ﴿ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الحجر/12]، ﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [الشعراء/201]، ومن ذلك النذر البشرية الرسل لا تغير شيء من أمر الله، إنما تقطع الحجج، وإلا فإن أمر الله فُرغ منه قبل خلق السموات والأرض، والحجة قائمة على العباد، ولكنها نُذر وحكمة الله بالغة، كما قال: ﴿ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام/149]، وهنا يقول: ﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾[القمر/5]
﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾ لا تذهب نفسك عليهم حسرات، من أصر على الشر، على البدع، على الأهواء، ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾، ثم قال الله: سيأتي يوم تنكشف فيه هذه الأمور كلها، قال: ﴿ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ﴾ [القمر/6] منكر غير معروف: ﴿ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾ [القمر/8] ولكن بعد ما فات الفوت.
عباد الله: اتعظوا، قال الله ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ [القمر/9] هذا وسام الشرف الذي يخلعه الناس على كل صادق يخالف أهواءهم، يخلعون عليه هذا اللقب، وما من نبي إلا قد حصَّل وسام الشرف هذا؛ لأنه لا يوافق الناس في أهوائهم﴿ وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ(9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ(12)﴾، لاحظوا في هذه السورة: النذر والقدر، من أولها إلى آخرها وهما يمشيان سويًا، نذر، ولكن هناك قدر سابق لا يتغير، وإنما النذر إعذار، هنا حتى الماء ونسبة الماء ومتى يتوقف أمر قد قدر ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ  (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)﴾ ، انتقام الله لنفسه لما كُفر، وانتقام الله لأنبيائه.
عباد الله: لا تتهاونوا في دعاء العبد الصالح فهذا عبد صالح دعا فأُغرقت الأرض ومن عليها بدعوته، احذروا من التعرض لدعاء الأولياء الصالحين ﴿ جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) ﴾، كان عذاب ربنا والله شديد، كان أخذه أخذ مؤلمًا، أخذ عزيز مقتدر، ثم قال الله: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ  (17)﴾ ، أعظم الإنذار في هذا القرآن، فهل من مدكر؟ يعرض الله ذلك علينا،
قال مطر الوراق كما في صحيح البخاري: "هل من مدكر؟ هل من طالب علم فيُعان عليه؟" هل من طالب علم صادق يريد الله والدار الآخرة فيُعان على ذلك؟؛ لأن الله يقول:  "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)"، سيُعان لو صدق،
ثم قال الله: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)﴾ ، أعوذ بالله، نعوذ بالله، نعوذ بالله من غضب الله، هذا الطوفان الذي انطلق على هذه الدولة في هذا الأسبوع ارتفع الموج أكثر من عشرة أمتار، ثم أصبحت المدن والسفن والسيارات والأشجار وبني آدم كأنهم لعب، نعوذ بالله من غضب الله، نعوذ بالله من غضب الله، إنه يمهل ولا يهمل، قال الله: ﴿ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20)  فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) ﴾ عبر ليس المقصود منها التسلية، أنتم إن فعلتم مثل فعلهم فالمصير واحد كما يقول بعد قليل: ﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴾ [القمر/43]، لا والله.
 ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)﴾، فقالوا: بالنذر: بمعنى أن كل أمة يأتيها نذر، ولذلك: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾ [الملك/8]، والنذير أعم من الرسول، نذر كما قالها هناك: كل أمة يأتيها نذر، ﴿قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ﴾، فالنذر للأفراد كُثر حتى الشيب نذير، قال تعالى: ﴿وجاءكم النذير﴾ قال بعض الصحابة: "الشيب نذير، نذير الموت، العِبر التي أمامك نذر".
وهذه حجج الله على ابن آدم ولم يعدو أحد قدره الذي قدره الله من شقاوة أو سعادة، نوح أول رسول أُرسل إلى الناس فدل على أن الحجة قامت قبله أن الله قال: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ ﴾ [نوح/1]، إنذار فقط، وإلا فإنهم يستحقون العقاب، مع أنه أول رسول: ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [نوح/2] إنما هو النذارة فقط، ﴿فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ [القمر/26]، يا له من تهديد، تهديد من الجبار - جل وعلا -، وانتقام الله وغيرته لعباده الصالحين الداعين إلى التوحيد، ﴿سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26)  إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ [القمر/31] هشيم الحظيرة، الهشيم اليابس الذي اشتعلت فيه النار، ﴿فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)﴾ هل من طالب علم فيُعان عليه؟ هل من قلب حي يعي ولا يغتر بالناس ولو كفروا كلهم؟ انتَبه وجانب أهل الباطل واعتزلهم واهتم بأمر الآخرة حتى ينجو؟ هل من مدكر؟
﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ [القمر/36]، كما تفعل الناس اليوم، تأتيهم النذر ويتمارون بها، ويتجادلون ولا يأخذونها بجد حتى يقع الفأس في رؤوسهم هم، إذا استمروا على معاصي الله وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بُدل أمنهم خوفا، ورغدهم جوعا، ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل/112]، ﴿وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36)  وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)﴾
يا لها من سورة كان  - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها في المجامع حتى تهز القلوب، لا تبقى في مستنقع غفلتها حتى تعتبر بالمثولات التي أمامها والتي قرأت عنها وسمعتها، فإن لم تفعل فهي حكمة بالغة، فما تغني النذر، إذا أراد الله بقوم عقاب أُغلق عليهم، وانغمسوا في ترفهم حتى يُؤخَذوا بياتًا أو هم قائلون، نعوذ بالله من الغفلة، نعوذ بالله من الغفلة.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه.
________________________________________
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله المحمود على كل حال، تعالى ربنا وتقدس، ليس له ند ولا مثيل ولا شبيه ولا نظير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ندخرها إلى يوم العرض على الله، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم  تسليما كثيرا.
إخواني أهل التوحيد: ختم الله هذه السورة العظيمة، سورة النذر، سورة القدر واجتماع النذر مع القدر، يوم يُقَدِّر الله الأشياء بحكمته البالغة وحجته البالغة، وإنما هذه النذر زيادة حجج، قال الله:"
﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43)﴾ ، أنتم معاشر السعوديين كفاركم ترَّاك الصلاة المستهزئين بأمر الله المتواطئين على المنكر خير من هذه الأمم التي تُؤخذ عن أيمانكم وشمائلكم؟ أم لكم براءة في الزبر؟ معكم من الله عهد أن هذه النذر لا تصيبكم؟ ﴿أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)﴾ ،
قال عمر: "قرأتها في مكة ولم أعرف معناها، فلما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يثب في درعه يوم بدر ويقول:" سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" عرفت معناها يومئذ "
وقالت عائشة: " كنت وأنا صبية ألعب في مكة أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ"
قال الله: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45)  بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)  إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ  (48)﴾ قال العلماء:" المجرم، كل مجرم الكاذب والمبتدع في ضلال وفي سعر، في حيرة، في شكوك، في نار من الداخل، سعير من الداخل بسبب الاضطراب والتناقض وترك الصراط المستقيم، وأولهم القدرية، قال بعض الصحابة: " هذه الآية في القدرية؛ لأن ما بعدها يدل عليها، وفي كل مبتدعة " ، وجاء عند ابن ماجة في سننه عن جابر وابن عباس مرفوعًا وموقوفًا حديث: " صنفان من هذه الأمة من أهل النار: المرجئة والقدرية "، وفي لفظ: " ليس لهم في الإسلام نصيب" رواه ابن ماجة في سننه وغيره،
قال الله: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)﴾؛ لأنهم كذبوا وتركوا الصراط المستقيم،
قال الله: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)﴾، حتى الكفر في قلوب العباد، والإيمان في قلوب العباد خلقه الله بقدر وبعلم وبحكمة، ولم يعدو أحد قدره، وإنما هذه نذر، ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)﴾، نعوذ بالله من بطش الله، نعوذ بالله من فجاءة نقمته، ومن زوال نعمته، ومن تحول عافيته، ومن جميع سخطه، نعوذ بالله من درك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء، نعوذ بالله، نعوذ بالله، ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)﴾ ، ثم تنقلب الأمور رأسًا على عقب،  ﴿كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾، فلماذا لا نحسن الأدب مع الله؟ لماذا لا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟ ؛ لأن الله يقول: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾[الأعراف /165] ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51)﴾ ، لا زالت السورة تعرض الادكار، والاتعاظ بالنذر، أمامكم:
﴿"وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)، كل شيء مكتوب:"وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)﴾ مستور، كل شيء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-:"يا عائشة: إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبة،  إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبة: ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)﴾ الذين صدَّقوا واتعظوا وحيت قلوبهم وشمروا وتركوا الناس في اطرادهم وفي أهوائهم، أقبلوا على الله، إن المتقين صبروا أيام قلائل، هذا العز الذي لا يعلوه عز: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)﴾ ، صدقوا فصُدقوا.
 اللهم اجعلنا منهم، اللهم اجعلنا منهم، اللهم اجعلنا منهم، اللهم نعوذ بك أن تعجلنا للعذاب، أو يؤخرنا لسوء الفتن،  اللهم نعوذ بك أن تعجلنا للعذاب، اللهم ارزقنا التوبة، ونعوذ بك أن تؤخرنا لسوء الفتن، اللهم اجعلنا من أصحاب القلوب الحية الذي يتعظ ويتذكر، قلبه حي، كل شيء كأنه يخاطبه هو بالذات، لا يلتفت إلى غيره فيتعظ ويشمر ويقبل على أمر آخرته، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح الراعي والرعية،  اللهم أصلح الراعي والرعية،  اللهم أصلح الراعي والرعية، اللهم ردنا إليك ردًا جميلا، اللهم احفظ هذه البلاد خاصة، معقل الإيمان، ومئرز الإيمان في آخر الزمان، اللهم احفظها بالتوحيد والسنة، اللهم احفظها بالتوحيد والسنة، اللهم أصلح الراعي والرعية يا رب العالمين، اللهم من أرادنا بسوء أو شر أو فرقة أو فساد فاردد كيده في نحره يا رب العالمين، اللهم انجي المستضعفين من الموحدين في كل مكان، اللهم انجي المستضعفين من الموحدين في كل مكان، اللهم اجعل لهم فرجًا ومخرجًا، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم شد ظهورهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم أفرغ عليهم صبرًا، اللهم نور بصائرهم يا رب العالمين، اللهم أحيينا بعافية وأمتنا بعافية، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مطوية (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا)
» مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
» مطوية (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)
» مطوية (لا تُبَالِ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا)
» مطوية (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: