منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
رأس كل خطيئة Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
رأس كل خطيئة Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
رأس كل خطيئة Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
رأس كل خطيئة Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
رأس كل خطيئة Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
رأس كل خطيئة Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
رأس كل خطيئة Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
رأس كل خطيئة Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
رأس كل خطيئة Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
رأس كل خطيئة Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 رأس كل خطيئة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




رأس كل خطيئة Empty
مُساهمةموضوع: رأس كل خطيئة   رأس كل خطيئة Emptyالثلاثاء 5 يوليو - 19:52

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنوان الخطبة     رأس كل خطيئة 
التصنيف تزكية النفس
رابط الاستماع 
http://www.alamralawal.com/include/khotbapopup.php?id=204

________________________________________
الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادِي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ - [الحشر18/19]
ثم اعملوا: أن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة.
أيها الإخوة في الله يا أهل التوحيد: تقدم أن الذنوب تفسد القلوب والعقول والأرواح والأفهام والعلوم والعزائم والبر والبحر، أثرها عظيم على العبد وها هنا داء عضال آخر لا يقل إفسادا وتلويثا ومنعا للخير من هذه الذنوب، وهو ذنب منها ولكنه داء عضال عضال، قل أن يسلم منه أحد مستقل ومستكثر إلا من عصم الله تعالى، ولن يفهم العبد كلام ربه وحكمة ربه وشرع ربه ويقبل على ما خلق له إلا إذا أقبل على هذا الداء فتعالج منه، وأقبل بوجهه على طلب العلاج والشفاء من هذا الداء العضال.
عباد الله: إنه حب الدنيا وإيثارها على الآخرة هذا الداء الذي يسكن القلوب قد يعلم به صاحبه وقد لا يعلم ولكن آثاره ظاهرة، تعرفهم بسيماهم لطالما حذرنا الله في كتابه من إيثار الدنيا، ومن محبتها لطالما.
ضرب الله الأمثال لهذه الدنيا لعلنا نعقل أو نفقه لطالما عقد الله المقارنة بين الدنيا والآخرة، وبين أهل الدنيا وأهل الآخرة، إنه هذا الداء ليس وجود الدنيا، ولكنه محبة الدنيا وإيثار الدنيا وإرادة الدنيا بالقلب.
والدنيا: كل ما شغلك عن الله فهو دنيا، كل ما لم يكن من أمر الآخرة فهو دنيا، الدنيا مال وولد، الدنيا رئاسة وشهرة وجاه، الدنيا أصناف وألوان، تسكن في هذه القلب تحجبه عن الخير، تأمره بقطع الأرحام، وبسفك الدماء وبالشح وبالأمراض كلها، تقطعه عن الخير.
عباد الله: من ترك الجهاد أو ترك الهجرة أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل آفته التي أصابته بهذه المصيبة إلا محبة الدنيا ومحبة الوطن، ومحبة النفس، ومحبة الأهل والولد والمساكن، حتى حرمته من هذا الأجر العظيم.
قال الله عن تاركي الهجرة والجهاد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ﴾ - [التوبة38/40]
وقال الله في أيات آخرى عمن ترك هذه الأمور العظام، من الهجرة والجهاد و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الولاء والبراء قال الله: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ )- [التوبة/24].
وقال الله ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُون (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) ﴾ - [يونس7/8]
وقال الله تعالى ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ - [الأعلى16/17]
وقال الله ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ - [الأنفال/67]
وقال الذين أوتوا العلم في قصة قارون لما قال أهل الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ما أكثروا من يقول هذا اليوم ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ - [القصص/80] لا تخرج الدنيا من القلب إلا بالصبر والمجاهدة.
ولا يكون الرجل من أهل العلم وإن حفظ ما حفظ وأفتى ما أفتى واشتهر ما اشتهر إلا إن كان من أمثال هؤلاء يردع الناس عن الدنيا أما إن كان مجنونا بالدنيا فمن يداوي المجانين كما قال ابن مبارك.
عباد الله: محبة الدنيا سبب لهلاك العالِم وهو الذي يفترض أن يكون أقرب الناس إلى الله وأعرف الناس بالله قال الله ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين َوَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ - [الأعراف/176]
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب - رحمه الله - في تفسيره في فوائد هذه الآيات: أن محبة الدنيا سبب لردة العالم عن الإسلام كما قص الله علينا وسبب لأن يكون كأخس الأشياء أن يكون هذا العالم الذي شرفه الله بالعلم ولو شئنا لرفعناه بها أن يكون كالكلب إن نهيته يلهث وإن تركته يلهث لهاث دائم وصعار دائم واستكثار دائم يريد الشهرة والأتباع، والمال يذهب ويجيء بهذا والله ليس بعالم ولا شم رائحة العلم، وإن كثر التجمل والكلام، فإذا كان هذا بالعالم فما بالك بغيره عباد الله: زهد الله لنا الدنيا فقال اعلموا ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ - [الحديد/20] أين نذهب عن هذه الآيات وكأنها لا تعنينا ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ )- [الحديد/21]
فإن أردت أن تعرف هل هذا الرجل ليس من أهل الدنيا، فقد ذكر السلف علامات وقد رويت في حديث أبي ذر مرفوعة، والصواب أنها موقوفة على الصحابة والتابعين، كأبي مسلم الخولاني وغيره العلامة:
الأولى: أن يكون مادحه وذامه في الحق عنده سواء:
إذا عرف الحق واستبان له أقدم فيه واجتهد فيه ولا يضره المدح ولا القدح تستوي عنده تماما وإقبال الناس وإدبارهم ومحبتهم وبغضهم وكثرتهم وقلتهم ما تكون هذه العلامة في أحد إلا كانت علامة على خروج الدنيا من قلبه وما أندر هذه العلامة ولذلك قال الله عن أحبابه ومحبه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ - [المائدة/54] لا يخافون لومة لائم لا يهمهم سقوط المنزلة من قلوب الناس ولا ذهاب الجاه ولا ذهاب التكريم وهل جهاد الرسل إلا من قبل حق مع كثرة المعارض.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب شباب قريش إلى قريش وأكثرهم مدحا، فلما جاءهم بالحق انقلبوا عليه وسموه الكاهن الشاعر المجنون الساحر، ابن أبي كبشة ما ضره ذلك شيئا:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وأجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمني اللوم
ما زاده ذلك إلا إصرارا لأنه، - عليه الصلاة والسلام - لم يكن من أهل الدنيا وإنما كان من أهل الآخرة وإن ذهب الجاه وإن ذهب المدح فهذه علامة أهل الآخرة، أن يستوي المادح والقادح، وبهذا يعتق العبد من أسر الدنيا، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجاهد في سبيل الله ويبحث عن مراد الله، وهل الدنيا إلا عبودية بل هي أخس أنواع العبودية، ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة)) تعس عبد الوظيفة تعس عبد المنصب تعس عبد الزوجة تعس عبد الولد هذه والله العبودية إذا أشغلتك عن الآخرة وأردتها وتركت الآخرة إذا حملتك على ترك مراد الله تعالى الله.
عباد الله: قال الله ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون َوَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾- [يونس24/25].
وأما العلامة الثانية: أن يكون حالك بعد المصيبة كحالك قبلها سواء:
فلا تعظم عندك المصيبة وإن كان لها لوعة وإن كان لها حرقة وحرارة فغايتها أنها من أمر الدنيا والدنيا كلها إلى زوال قال مؤمن آل فرعون ﴿ وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر38/39]
والعلامة الثالثة: أن تكون أوثق بما في يدي الله منك مما في يديك:
 فحسن الظن واليقين والفرح بما عند الله يغلب عليك على ما في يديك، وبهذا لا تقنط ولا تطلب الدنيا من وجوهها المحرمة، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره، وقد جعل الله الفرح والروح في الرضا واليقين، وجعل الكرب والهم في السخط والتسخط، كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -، فهذه من علامات أهل الآخرة.
 ومن علاماتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، والإقبال على الله من علاماتهم قلة الحسابات برؤوسهم، إلا ما يتعلق بأمر الشرع وأمر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأما أهل الدنيا فما أكثر حساباتهم ومصالحهم تعوقهم عن ذلك.

وأما أسباب خروجها عباد الله:
فأولا: الدعاء والتضرع إلى الله
بل قبل ذلك اكتشاف المرض فإن بعض الناس لا يعرف أن حب الدنيا هو الداء العضال الذي منعه حتى من العقل قال الله ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ - [الأنعام/32] يمنع من العقل محبة الدنيا، تغطي على العقل وتذهبه وتعمي وتصم، فمن ذلك أن تكتشف هذا المرض ثم تدعوا الله بتضرع وخاصة بهذه الليالي أن يخرج حب الدنيا وإيثارها من قلبك، وأن يغسل أثرها بالماء والثلج والبرد، وأن ينقي قلبك منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، فإنه كما قال جندب - رضي الله عنه -(( حب الدنيا رأس كل خطيئة)) هل عملت المعاصي وتركت الأوامر وسفكت الدماء وقطعت الأرحام واتبع الشح إلا بسب هذا المرض
ثم أيضا اعمل بوصايا الله في القرآن قال الله لنبيه ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ - [طه/131] زهرة سريعة الذبول مناصبها، وشهرتها وأموالها زهرة ﴿زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ - [طه/132] وفي هذا إشارة مهمة أن بعض الناس قد يلقي هموم الدنيا ويستريح، ولكنه لا ينشط للآخرة لا ينشط للآخرة وإنما يراد من تفريغ القلب من الدنيا أن يملئ بمحبة الله، ومعرفته والإقبال على الآخرة.
إن الدنيا لا تذم لزمانها فزمانها الليل والنهار وقد جعلهم الله ﴿ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ - [الفرقان/62].
ولا تذم لمكانها ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ - [هود/61] وإنما تذم لما تشغل عن الآخرة ولذلك لما أمر الله نبيه أن يفرغ قلبه من الدنيا حتى مد العين لأنه سبب لاستشراف القلب وأثر له ويزيده حتى مد العين إلى ما أوتوا من مناصب وأموال وجاه وشهرة لا تمدن عينيك ولا تذكره بلسانك فإذا فرغت قلبك فـ ﴿ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ - [طه/132 ] في الدنيا والآخرة ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - ((حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)) فجعل أمر الصلاة ليست من أمر الدنيا، ولما فرغ الله قلبه من الدنيا جعلت قرة عينه في الصلاة، وفي ذكر الله تعالى.
ومن ذلك عباد الله: أن ننظر فيما قص الله علينا في القرآن وما ضرب فنتعظ ومن ذلك أن ننظر في الذين قبلنا من أباء وأجداد وأمم وقرون أثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها،وكانوا أشد منا قوة وأكثر أموالا وأولادا، ونحتوا في الجبال بيوتا واتخذوا في السهول قصورا، ثم ماذا أين هم وأين قصورهم، ألا نعتبر؟!.
فيا عباد الله: قال بعض من تقدم محبة الدنيا في القلب هي قوت الشيطان فإن تشمم القلب وراء فيه هذا القوت فإن الشيطان لا ييأس من صاحبه ولا يبعد عنه، وأما إن تشمم القلب ولم يجد فيه هذا القوت عرف أنه من عباد الله المخلصين، ولم يضع الوقت معه كما فعل مع عمر - رضي الله عنه - إذا راءه سالكا فجا سلك فجا غير فجه إن عمر أتته الدنيا وألقت نفسها عليه فدفعها عنه بالراحتين والصدر حتى مات - رضي الله عنه –
عباد الله: ومن ذلك الاعتبار والاتعاظ فإن الآخرة خير وأبقى، وإن الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة، وما مثل الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بما يرجع وأمثال هذه الأحاديث.
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – للتابعين: ((إني أراكم أكثر اجتهاد وصلاة وصياما من أصحاب محمد ولكنهم والله كانوا خيرا منكم))
قالوا لما يا أبا عبد الرحمن؟
قال: ((كانوا والله أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة كانوا والله أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة)) ولذلك فتح الله بهم الدنيا فهاجروا وجاهدوا وعلموا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر.
واعلموا يا عباد الله: أن أنواع الدنيا تخرج تباعا من القلب فيخرج حب المال وإيثاره وحب الولد ثم آخر ما يخرج من القلب حب الرياسة والعلو في الأرض والشهرة والأتباع قال سفيان ((هذا والله آخر ما يخرج من القلب)) وقال يزهدون في الذهب والفضة ولا يزهدون في الرياسة بل يبذلون الذهب والفضة لأجلها.
وقال: ((كل باب من الزهد وجدنا عليه زحاما إلا الزهد في الرياسة وطلب العلو في الأرض فوجدنه عند العلماء وعند العباد ولابس الصوف وأكل الخشن وعند العامة)) كل يريد ذلك والله تعالى يقول ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ - [القصص/83].
فيا عباد الله: من أراد أن يعود إليه عقله وفهمه، من أراد أن ينتفع بحياته، من أراد الدرجات العلى والنعيم المقيم، فليجهد في إخراج الدنيا من قلبه، وليعالج نفسه أولا بأول، وليسأل الله المعونة.
اللهم أخرج الدنيا من قلوبنا، اللهم أخرج حب الدنيا من قلوبنا وإن كانت في أيدينا، اللهم أخرج حب الدنيا من قلوبنا واغسل أثرها بالماء والثلج والبرد ونق قلوبنا من حبها ومن إيثارها على الآخرة كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم فهمنا وعلمنا ما ينفعنا، اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم اجعلنا من أهل الآخرة فإنه من كان من أهل الآخرة جمعت له همه وشرحت له صدره وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كان من أهل الدنيا فرق عليه همه وتشتت عليه أمره وذهب عليه فرحه ولم يأتيه من الدنيا إلا ما كتب له، اللهم اجعلنا من أهل الآخرة المريدين لها المؤثرين لها العاملين لها يا رب العالمين، اللهم ألحقنا بالصالحين، اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك واجعلنا فيه من المقبولين ومن عتقائك من النار يا رب العالمين واجعلنا ممن صامه إيمانا واحتسابا وقامه إيمانا واحتسابا ووفق لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، اللهم نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلوبا سليمة وألسنا صادقة ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفره فإنكم في لحظات مباركة وفي مكانا طيب وفي أيام فاضلة والهجوا إليه بالدعاء والتضرع إلى الله وخاصة في أمر الآخرة فإن ربكم قريب مجيب وهو رحيم ودوود.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رأس كل خطيئة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: