منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

  وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




 وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Empty
مُساهمةموضوع: وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا    وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا Emptyالإثنين 27 يونيو - 20:31

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

                       وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا

التصنيف

توحيد ومنهج

تاريخ الإضافة

29-06-1431 هـ

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادِي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، اتقوا الله واتقوا النار التي أعدت للكافرين وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

 اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"

 ثم اعلموا: أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

يا أهل التوحيد، يا إخواني في الله: القرآن هو الشفاء وهو الدواء وهو الهدى فمن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، ومن ابتغى الشفاء من غيره أسقمه الله، ومن استغنى بغيره عنه ضاع في كل واد وهذى في كل ناد وأصبح من أشباه الأنعام، هو والله الرحمة الكبرى والنعمة العظمى.

قال الله: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس/58]

فتدبروا - إخواني في الله - هذه الآيات فكم فيها من هدى ومن دواء ومن شفاء لمن أقبل عليها بقلبه وطلب الهدى منها ويئس من الهدى من غيرها.

يقول ربنا - جل وعلا - في إحدى السور الخمس العتاق الأُول النجيبات، في سورة الإسراء: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا [الإسراء/70] كرم الله بني آدم في هيئاتهم وفي أشكالهم وصفاتهم ومطاعمهم ومشاربهم، لكنهم إن عصوا الله ردهم أسفل سافلين: ﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ في تلك العرصات يدعى كل أناس بإمامهم، فالخوارج يدعون بإمامهم وأئمتهم والمرجئة تدعى بإمامها وأئمتها والجهمية والمعتزلة والمنافقون وكل بدعة على وجه الأرض وكل ملة وكل أمة تدعى بإمامها.

قال سلمان وعلي كما رواه الدارمي في مقدمته: " من رأى رجل على هدى حُشر معه يوم القيامة ".

قال أهل العلم: هذه " الآية هي شرف أهل الحديث وأهل التوحيد وأهل السنة المحضة "، لأن إمامهم - صلى الله عليه وسلم -  هو رسول الله، لا يعلمون لهم إمام مطلقا غيره وهم لزموا سيرته وسنته فيدعون يوم القيامة في زمرته، ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فتدبر يا عبد الله، لا تأخذك هذه السبل فتدعى معهم يوم القيامة وتحشر معهم.

﴿ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) وفي هذا رد على من قال بالامتحان في الآخرة أو أن المشرك في الدنيا قد يدخل الجنة في الآخرة فإن الله يقول: ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) ولا نتصور مشركا عاقلا بالغا يموت على الشرك ثم يوم القيامة يدخل الجنة، أيا كان حاله لأنه معرض أو معارض، فتدبروا هذه الآية عباد الله ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)

وأما أطفال المشركين ومجانينهم فإنهم اختلف فيهم الصحابة لأنه لا يطلق عليهم العمى حيث لم يكلفوا والأولى التوقف عن حالهم، وأما في الدنيا فحكمهم حكم أهاليهم.

﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ الوحي ثقيل كبر على المشركين والمنافقين والمبتدعين ما تدعوهم إليه، ولذلك تؤزهم الشياطين أزاً حتى يفتنوا صاحب الوحي الذي تمسك به، يفتنوه عن طريقه بشتى الحيل بعضها بحسن نية وبعضها بسوء نية وأشكال وألوان حتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كادوه بشتى الحيل حتى قالوا: نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة، ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) [القلم:9].

قال الله ﴿ وَإِنْ كَادُوا كادوا من كثرة الحيل والمكر والإلحاح والضغوطات كادوا ﴿لَيَفْتِنُونَكَ سماه فتنة ﴿ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثم قال الله: ﴿ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ إن تركت الوحي فليس ثم إلا الافتراء ليس هناك آراء ولا أفكار وإنما هو الفرية على الله، إن هذا الدين لا يقبل الله منه إلا ما كان عن طريق الوحي، وما سواه فهو افتراءا على الله ﴿لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ لتأتي بطرق جديدة في الدعوة أو في الحسبة أو في الجهاد أو في العلم أو في العبادة أو تلين أو تدهن أو تتنازل، - صلى الله عليه وسلم، وحاشاه ذلك ﴿ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ قال الله: ﴿ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) الخلة: أعلى درجات المحبة حتى لو لم تتبع دينهم كما قالوا: اعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة، لكن إن سكت عنهم ورضيت بملتهم ولم تنكر عليهم اتخذوك خليلا ﴿ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) إذًا لطار المدح في الآفاق بمدحك والثناء عليك والتشهير بك إذا افتريت واتبعت افتراءاتهم ﴿ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)

قال الله: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ ما أحوج العبد أن يسيء الظن بنفسه ويحسن الظن بربه ويركن إلى الله وينطرح له، حتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤيد بجبرائيل وبالقرآن أكمل الناس عقلا وأشرفهم نفسا وأعلاهم همة قال الله: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) لا يقبل الله الركون إلى أهل الباطل ولو شيئا قليلا، لكم دينكم ولي دين، لا يظهر الحق إلا بالتمايز بأن يكون الحق في جانب، والباطل في جانب، ليحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة

﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ ﴾، يا عباد الله: هذه الآية مخيفة أنه لولا تثبيت الله وتأييد الله وربط الله على القلوب لقد ضللنا كلنا وزللنا، حتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لو كان شيئا قليلا ﴿ لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ" ضاعفنا عليك العذاب" ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا إذا أعيتهم الحيل والترغيب والمكر والتنازلات لجئوا للطريق الآخر للتنفير والاستفزاز والإخراج والحبس والشكاية للسلطان وكل الوسائل الأخرى، إذا خاصم فجر، قال الله ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال/30]، لو أخرجوه لاستأصلهم الله كلهم ولذلك لما كان لهم نصيب في إخراجه من مكة بعد ذلك بسنة وأشهر استؤصل ثرواتهم ورءوسهم ببدر، ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا [الإسراء/77]، أعلم الناس وأفقه الناس أعلمهم بالسنن لأن سنة الله لا تبديل فيها ولا تحويل، هي ثابتة كما تطلع الشمس من المشرق إلى المغرب، ولكن أين من يفقه السنن الثابتة ويصبر عليها؟ ﴿ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴾.

ثم إن الداعي إلى الله أحوج ما يكون إلى توثيق العلاقة بربه، بالليل والنهار وبالعبادة وبالنوافل وبالانطراح أمام الله وبتقوية توحيده وإيمانه حتى يكون من وسائل الثبات والبصيرة، قال الله: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ما أعظم هذه الصلاة وتأثيرها على الدعاة خاصة وقت الغربة ووقت الفتن ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة/153]

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " أما هو - صلى الله عليه وسلم - فله المقام المحمود الأرفع الأعظم مقام الشفاعة وإجلاس الله له على العرش كما رواه مجاهد بسند صحيح واحتج به أحمد ومقامات محمودة كثيرة، ومن كان على سبيله فله مقامات محمودة، من تهجد وأقام الصلاة وتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان إمامه حقا ولم يحد عن طريقه ولم يفتن ولم يركن إليهم شيئا قليلا بعثه الله مقاما محمودا ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ إنه الصدق يا عباد الله، القطرة منه تغني عن كل شيء سواه تغني عن أعمال كثيرة، إذا هاجرت فقل ﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ كما قالها - صلى الله عليه وسلم - لما خرج من مكة إلى المدينة قال: اجعل خروجي من مكة لا دنيا ولا رياء ولا سمعة ولا شيء، وإنما مخرج صدق، واجعل دخولي المدينة مدخل صدق، وإذا جاهدت وإذا طلبت العلم وإذا تعبدت وإذا ذهبت وإذا أتيت قل رب أدخلي مدخل صدق، إن الله يحب الصادقين ويجزيهم أعظم من غيرهم، الصدق يا عباد الله سر بين العبد وبين ربه، لا يعلمه أحد ولكن به يرفع الله المؤمن. ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)

إن الله يؤيد أولياءه ويلقي عليهم الحجج والسلطان الذي يقصم ظهور الباطل وأهله ويرزقهم الله أيضا بسلطان وبحديد ينصر ما معهم من الكتاب، ولذلك دعا نبي الله ربه أن يرزقه السلطان الناصر حتى يبث هذا الدين ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)  يقوله أعلم يقوله الذي خلق الحق والباطل وأعلم بخصائصه ﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا

يا عباد الله: الباطل يُرى كشجرة الأَرز شجرة عظيمة ترى تسد الأفق ولكن جذورها قريبة، ولذلك إذا جاءها الهواء يكون انعجافها مرة واحدة، كذلك الباطل وإن اغتر به من اغتر وظن أن جذوره راسخة إنه زهوق كما قال ربن، ولكن أين صاحب الحق الذي يظهر الحق كما أراد الله لا كما يريد الناس ثم صبر عليه؟ لو كان لوحده كم سيزهق من باطل، كم سيقتل من باطل؟ كم سيتبخر من باطل ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ أين الحق الذي يأتي بأهله يصبرون عليه ولا يحيدون ولا يدهنون ولا يتنازلون ولا يركنون إلى المبتدعة والظلمة والمنافقين ولو شيئا قليلا؟ ﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾.

قال الله: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ إي ورب الكعبة، إنه لشفاء

﴿ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) عباد الله: والله ما قرأ أحد القرآن إلا زاد أو نقص، لن يخرج كما دخل إطلاقا، فإن كان مؤمنا صادقا يريد الهدى من القرآن قد يئس من الهدى من غيره إلا ما بينه من السنة وآثار الصحابة ويئس من أفكار الناس وآرائهم وكتبهم وطلب الهدى من القرآن واستغنى به عن غيره والله، والله، والله، إنه لشفاء لكل سؤال ولكل داء وإنه لرحمة للمؤمنين، وأما من فتح القرآن يتبع المتشابه يبحث عن ما يؤيد رأيه يبحث عن ما يضل به نفسه والناس والله إن القرآن يضله ولا يهديه قال الله: ﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ [البقرة/26] هو فاسق خرج عن الطريق فلذلك صار القرآن إضلالا له، فيأتي بالآيات وهي عليه كما قال - صلى الله عليه وسلم - عن الخوارج، قال الله:  ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فهل تركتهم السورة في حالهم؟ لا والله ﴿ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ زادتهم نفاقا وهي سورة من القرآن وزادتهم شبهات وشكوك وتمسك بالباطل ، يزعمون أنه الحق ﴿ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة/125]،

 ﴿ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) هكذا الإنسان، انظروا إليه إذا مسه مرض خطير أو فقر أو دين أو هم، كيف يكون يؤوسا ذو دعاء عريض، ثم انظروا إليه إذا رُفعت عنه الكربة كيف يعرض عن الله إلا القليل إلا القليل، وقليل من عبادي الشكور ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) إن كثيرا من العلم اليوم الجهل به هو العلم، الجهل به هو العلم، لأنه تكلف لا فائدة منه، وإنما العلم ما جاء عن الله وعن رسوله في أمور الدين.

ثم قال الله: ﴿ وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا سيأتي يوم - يا عباد الله - يسرى على هذا القرآن من الصدور ومن السطور فيصبح الناس يبحثون عن آية واحدة فلا يجدونها، لا يحفظونها ولا يجدونها في المصاحف، نعوذ بالله أن ندرك هذا اليوم، هذا عند اختلال أمر العالم لأن هذا القرآن هو ثبات العالم، إذا سري عليه رفع من حيث جاء.

قال ابن مسعود: " وقع الناس في أخبار الجاهلية وأشعار الجاهلية وأمور الجاهلية وأصبحوا كالبهائم ".

قال الله: إِلَّا ﴿رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا [الإسراء/89] ما بين معرض أو معارض.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم اجعله لنا شفاء ورحمة وهدى يا رب العالمين، اللهم اجعلنا ممن يدعا يوم القيامة مع إمامه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، اللهم ألزمنا طريقته وسنته ، نعوذ بك أن نُحشر من إمام غيره يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك أن نُفتن فنفتري عليك، نعوذ بك أن نركن إليهم شيئا قليلا، اللهم ثبتنا وبصرنا، اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين، اللهم لولا تثبيتك لقد ضللنا وزللنا وافترينا عليك، اللهم ثبتنا اللهم اربط على قلوبنا، اللهم لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك، اللهم أحينا على التوحيد والسنة وأمتنا عليها، اللهم يا رب العالمين إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم، اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم نعوذ بك أن نستغني بغيره عنه ونسألك أن تجعلنا ممن استغنى به عن غيره يا حي يا قيوم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: