منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
    إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

  إنما هما طريقان رأى وأثر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




    إنما هما طريقان رأى وأثر Empty
مُساهمةموضوع: إنما هما طريقان رأى وأثر       إنما هما طريقان رأى وأثر Emptyالجمعة 24 يونيو - 19:35

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

                     إنما هما طريقان رأى وأثر

التصنيف

توحيد ومنهج

تاريخ الإضافة

22-03-1432 هـ

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.

أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله: إنما هما اثنتان الكلام والهدي، فأحسن الكلام وأنفه وأصدقه وأشفاه لما في الصدور واقطعه للنزاع كلام ربنا - جل وعلا -، وأحسن الهدي والعمل بالقرآن وتطبيق القرآن، وأكمله وأجمله وأتمه هدي نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

عباد الله: إنما هما طريقان، إنما هما طريقان في هذا الدين رأى وأثر، وكل ما سوى الأثر وفهم الأثر والعمل به فهو رأي، وإن الدنيا عباد الله قامت على الرأي والتجربة واستعمال الآلات التي رزقها اللهُ العبادَ مؤمنهم وكافرهم، وأما الدين، فإن فساد الدين وهدم الدين وثلم الدين أن يتنفس فيه الرأي، الرأي لا خير فيه البتة، الرأي هو كل ما سوى الأثر، وإن الله لا يقبل في دينه هذا رأيًا،إنما هو الإتباع والانقياد.

قال ابن عباس: " إن الله تعالى رد الرأي حتى على الملائكة﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة/30] وهذا رد إلهي على كل من قال برأيه، ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ أحسنوا الظن بالله - جل وعلا -، ثم تاب الملائكة فقالوا:" ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة/32].

لما قال نوح - عليه السلام -: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي  ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود/46].

وقال موسى - عليه السلام -: ﴿رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ [الأعراف/157].

ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أكمل بني آدم عقلا وأوفرهم ذهنا وأحدهم ذكاءًا وأحسنهم قريحة، ما أذن الله له في الرأي، وإنما قال: ﴿ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ولم يقل بما رأيت، وقال: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ [المائدة/48] ما سوى الوحي وما أنزل الله من القرآن والسنة وما فهمه الصحابة فهو الأهواء: ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ، إنما هو حق وأهواء، وقال في الآية التي بعدها: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة/49]

وقال الله عن نبيه: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ [الحاقة/47]، إنها الشدة أن يكون هذا الدين مربوط بالأثر، بالوحي.

وقال الله: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ [ص/48]، وأي تكلف أعظم من الكلام بالرأي في هذا الدين؟

وقال الله لنبيه:﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ [البقرة/120] والعلم هو الذي جاء، الوحي وما سواه الأهواء.

وقال الله: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ [الإسراء/37] ليس سوى الوحي إلا الافتراء، ﴿ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا والآيات في هذا كثير.

عباد الله: الرأي هو فساد الدين، وكان الأمم قبلنا يتمسكون بدينهم ثم تدب إليهم الآفة، قال الله: ﴿ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ينسيهم الشيطان الأثر والوحي قال: ﴿ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [المائدة/14]، وأي سبب للعداوة والبغضاء أعظم من هذه الآراء والأهواء التي تفرق الناس شيعًا وفرقًا وأحزابًا؟.

قال عروة -رضي الله عنه ورحمه - ويُروى مرفوعًا: " إن أمر بني إسرائيل كان معتدلًا ودينهم كان وثيقًا متينًا على ما جاءت به أنبياءهم حتى حدث فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم فأحدثوا فيهم الرأي فضلوا وأضلوا ". وإنا نتبع سنتهم حذو القذة بالقذة، حتى أن أول من أحدث الرأي في هذه الأمة أبناء المولدون، سبايا الأمم والموالي قالوا نظرنا فإذا أول من تكلم به في البصرة البتي وفي الكوفة أبي حنيفة، وفي المدينة ربيعه وغيرهم.

عباد الله: لما كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أفقه الناس بالقرآن وبالسنة اشتد إنكارهم على هذا الرأي.

قال عمر - رضي الله عنه -: " أهل الرأي أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، وتفلتت منهم أن يعوها فقالوا في الدين برأيهم "، قالوا في الدين برأيهم.

وقال عمر - رضي الله عنه -: " السنة ما سنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تجعلوا الخطأ في رأي أحدكم سنة للأمة "، هذا والله الذي حصل بعد الفاروق، أصبحت آراء الرجال هي الدين يدان بها في الأرض سنة لهذه الأمة.

عثمان - رضي الله عنه – يقول عنه ابن الزبير: " كنت معه في الجحفة فقال أتم الحج، أخلصوا الحج في شهر الحج وأخروا هذه العمرة حتى تزوروا البيت مرتين، فإن الله قد وسع لكم في الخير فقال علي - رضي الله عنه -: إن المتعة كانت رخصة رخص الله بها لعباده وهي لذي الحاجة ولنائي الدار، أن يجمع النسكين في سفر واحد، قال عثمان: إنما كان رأيًا أشرت به، من شاء عمل به ومن شاء تركه،" وهذا من فقه الصحابة - رضي الله عنهم -، الرأي غير ملزم في دين الله، وأما الوحي من تركه فهي الهلكة.

وقال عمران - رضي الله عنه -: " تمتعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال رجل فيها برأيه ما شاء "، يعني متعة الحج، أنكروا هذا الرأي مع انه كان اجتهادًا وسياسة شرعية، ليس فيه تبديل للدين ولكن الإنكار في عهد الصحابة ولو كان الانحراف شيء يسيرًا وليس هذا بانحراف، إنما هي سنة، إنما هي سياسة، لكن كان إنكارهم شديدًا لأن القرآن والسنة تنهاهم عن الكلام بالرأي في الدين.

قال حذيفة - رضي الله عنه -: " إن الضلالة كل الضلالة أن تعرف ما ينكر أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو تنكر ما يعرف أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وإياك والتلون في دين الله، فإن دين الله واحد "، وسبب التلون هو الرأي لأن الأثر لا يتغير، وأما الرأي فهو يتلون، كما قال الشافعي عن دين أهل الرأي قال: " كأنه سحارة " وهي لعب الأطفال، تسحبها من هنا أزرق وتسحبها من هنا أخضر، يتلونون في دين الله.

وقال علي: " لو كان الدين بالرأي لكان مسح أعلى الخف أولى من أسفله ولكن الدين الإتباع .

وقال ابن عباس: " من أحدث رأيًا ليس في كتاب الله "، (وهذا تعريف الرأي)  " ليس في كتاب الله ولم تمضي به سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدري على ما هو إذا لقي الله تعالى "، لا يُعلم مصيره، لا يُعلم مصيره.

وقال ابن عباس: " إنما هو كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن تكلم في دين الله برأيه فلا أدري أيجد ذلك في حسناته أم في سيئاته ".

ولذلك قال مالك عند موته: " وددت أن كل مسألة تكلمت فيها باجتهادي ليس لي فيها أثر أني جُلدت سوطًا ولما تكلمت به؛ لأني لم أدري على ما أنا فيه عند الله - عز وجل - إذا قدمت على الله ".

إن الكلام في دين الله شديد والله يقول لنبيه وأحب الخلق إليه:  ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [الحاقة/46].

وقال سهل بن حُنيف: " اتهموا الرأي في الدين "، والرأي - عباد الله - يشمل العاطفة، الاحتجاج بالمصالح والمفاسد من غير النصوص، والمقاصد والعادات وأقوال الرجال كلها رأي، ولذلك حتى العاطفة الهياجة كانت رأيًا، قال " اتهموا الرأي في الدين، فلقد رأيتنا يوم أبي جندل يعني يوم الحديبية، لو نستطيع أن نرد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفعلنا ولهلكنا "بالعاطفة، الأثر لا يرده رأي.

ولذلك لما شكا عمر وجاء إلى الصديق ضربه في صدره وقال: يا عمر " الرجل يُوحى إليه، الرجل يُوحى إليه "، هذه عاطفة لكن هذا وحي، هذا أثر قال: " فالزم غرزه لا تهلك "، لا تهلك يا عمر، قال عمر: فأحدثت لذلك أعمالًا وتوبة وصدقة وصلاة علَّ الله أن يعفو عني.

وقال أبو معاذ فقيه الفقهاء: " يُفتح القرآن حتى يأخذه الكبير والصغير والمرأة والعبد، فإذا أراد الرجل أن يتبع قال القرآن لا يحمل على الشهرة، فيتخذ مسجدًا ويبتدع في دين الله رأيًا، فإياكم وإياه، إياكم وإياه، إياكم وإياه، فإنها بدعة ضلالة"، قالها عند موته ثلاث مرات.

وقال ابن عمر لجابر بن زيد: يا أبا الشعثة قال له في الطواف: " يا أبا الشعثة أني أراك من فقهاء البصرة وإنك تُستفتى فإذا استفتيت فلا تفتين إلا بكتاب ناطق أو سنة ماضية عن من سلف قبلك، احذر النار ".

وقال ابن عمر - رضي الله عنه -: " اجعل أرأيت باليمن الدين ليس فيه أرأيت أرأيت، إنما هو الإتباع ".

وقال أبو موسى:" من كان عنده علم فليعلم الناس ومن لم يكن عنده علم فلا يتكلم بما ليس له به علم فإنه " انتبهوا " يكون من المتكلفين ويمرق من الدين "، والله يمرق من الدين فإنه يكون من المتكلفين ويمرق من الدين، قالها أبو موسى الأشعري.

قال ابن سيرين: " أسرع الناس ردة أهل الأهواء والآراء وجربوهم تجدوهم ".

وقال معاوية: " بلغني أن رجالا يتحدثون في دين الله بأحاديث ليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأولئك جُهالكم ".

وقال زيد بن ثابت: " إنما هو اجتهاد يسوغ الأخذ به عند الضرورة إن لم نجد الأثر وإنما الذي يجب الأخذ به الأثر ".

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: " أسرع الناس خطايا الخائضون في الباطل في دين الله، قال تعالى عنهم:" ﴿ وكنا نخوض مع الخائضين ".

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، لا أقول زمان أخصب من زمان ولا أمير خير من أمير، ولكن علماؤكم أهل الأثر يموتون ثم لا تجد منهم بدلًا، فيحدث أقوامًا يتكلمون في الدين برأيهم فيُهدم الإسلام ويثلم، يُهدم الإسلام ويثلم".

ولما اضطر ابن مسعود إلى الاجتهاد وكان فقيه الكوفة ولم يجد بدًا في مسألة المفوضة التي فوضت مهرها ولم تسمي مكث شهرًا كاملًا ينظر في الآيات وفي السنة وفي الأثر وفي الأشبه، ثم قال بعد شهر: " أقول فيها برأيي فإن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأً فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان من خطئي "، فلما تكلم باجتهاده قام من شهد أن في المسألة أثرًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرح ابن مسعود فرحًا عظيمًا وسجد شكرًا أن هذه المسألة لا تدخل في ذمته إذا تكلم في الدين برأيه لأن فيها أثرًا، وهو قد فعل ما فعل وهو من أفقه الناس.

عباد الله: يقول نبينا - صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي في حجة الوداع وكان على جمل آدم: " يا أيها الناس خذوا العلم قبل أن يُقبض وقبل أن يُرفع من الأرض ، وقبضه أن يُذهب بحملته" أهل الآثار ، أهل الحديث، " فقام أعرابي فقال: يا رسول الله: كيف يُرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف نتعلمها ونعلمها أبناءنا ونساءنا؟ فقال ورفع رأسه إليه وهو مغضب قال: هذه اليهود والنصارى عندهم الكتب ولم ينتفعوا منها بشيء "، ثم قال:" إن بقاء الكتب بعد رفع العلماء بعد رفع العلم بموت العلماء لا يغني من الناس شيئا "[رواه الإمام أحمد من حديث أبي أمامة].

وقال ابن عباس وغيره: " من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ وإن أصاب "

وقال الإمام أحمد: " أهل الرأي هم والله أهل البدع ".

وقال الشافعي: " مثل الذي نظر في الرأي ثم تاب منه مثل المجنون الذي عُولج فبرأ، لكن احذروه لا يعاوده جنونه "، فإن من ذاق الرأي، الرأي ليس فيه تقيد، ليس فيه التزام، ليس فيه حفظ الآثار، فقال الشافعي:" احذروه لا يعاوده جنونه ".

وقال أحمد: " لا نرى أحدًا نظر في هذا الرأي في دين الله إلا في قلبه دغل، إلا في قلبه دغل على الإسلام والمسلمين ".

قال بعض من سلف: "كنا من العلم قبل اليوم في سعة حتى بُلينا بأصحاب المقاييس، قوم إذا ناظروا ضجوا كأنهم ثعالب صوتت بين النوواويس، أما العريب (تصغير العرب) أما العريب فقوم لا اهتمام لهم وفي الموالي علامات المفاليس، قاموا عن السوق إذ قلت بضاعتهم فأحدثوا الرأي والإحداث والبوس

عباد الله: لما نشأ الرأي أول ما نشأ بعد الصحابة، أما الصحابة فكانوا يقمعونه قمعًا شديدًا ثم بعد ذلك في عهد التابعين، وكان أول ما تنفس هذا الرأي في أمة محمد في الكوفة، فقام إمام أهل الكوفة الشعبي، قال يونس: "كنت أمشي وأنا إياه فلما مررنا بمسجد الكوفة قال: كان في هذا المسجد أبوك يعلمنا، وكان المسجد أحب بقعة إلي على وجه الأرض، ثم نقوم من عنده ونجلس إلى الربيع بن خثيم صاحب ابن مسعود فيُقرأنا القرآن ويفقهنا، قال: ولما جاء فيه هؤلاء الآرائيون الصعافقة ( والصعافقة هو الذي يتزيا بزي التجار وليس معه رأس مال، إنما رأس ماله الكلام فينخدع به كل مخدوع، قال: لما جاء هؤلاء الصعافقة بغَّضوا إلى الجلوس معهم، والله لا نجلس على زبالة أوسباطة أو كناسة خير لي من أن أجلس معهم يقوله الشعبي وكان في المسجد آنذاك الحكم ابن عتيبة ونظراؤه، وكان الأمر يسيرًا ولكن الشيطان إذا فتح الأمر انفتح، وقال الشعبي: ما حدثوك عن رسول الله فخذه، وما كان من آرائهم فبُل عليه، أو قال: ألقه في الحُش".

ثم اتسع الأمر ثم اتسع ثم نشأ في الكوفة رجل وُلد في كابل من أرض الأفغان أشأم مولود على أمة الإسلام قلب الدين ظهرًا لبطن ونقضه عروة عروة، أحدث في الناس أن الأصل هو الرأي ، إن وُجد حديث فلا بأس وإن لم يوجد فالرأي هو الأصل، فتكلم مائتي عالم وقالوا: أشأم مولود على أمة الإسلام، ثم انفرج الأمر فلحقت المذاهب كلها بالرأي ثم انفرج ثم انفرج ثم انفرج حتى أصبحت اليوم ترى نصف في المائة أثر والباقي رأي، إن وجدوا حديثًا لابأس وإلا فعلى كتبهم وآراء شيوخهم ورجالهم، إن تكلموا في الدعوة قالوا هذا أحسن، وهذا كذا ، وهذه مصلحة، وهذه مفسدة، والله يقول: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف/108].

إن تكلموا في الجهاد تكلموا بالآراء، الانتحار أحسن، فعل هذا أحسن، وهذا أحسن وهذا رأي وهذا جُرب،كأن الدين بآرائهم، إن تكلموا في الحسبة كذلك، إن تكلموا في العلم وطلبه كذلك، في تحفيظ القرآن كذلك، لا يتبعون آثار من سبق، إن تكلموا في الرد على المبتدعة كذلك بالرأي ، نذكر محاسنه أحسن، نذكر الحق الذي عنده أحسن، جُرب هذا أحسن،وهكذا.

فيا عباد الله: كما قال الشعبي: كل من حدثك إن أردتم أن تظهروا عز الإسلام وتعيدوا عز الإسلام أعيدوا قيمة الآثار فقد فُقدت والله إلا عند من رحم الله، من حدثك في دين الله في الفقه، في العقيدة، في الدعوة، في الجهاد، في كل شيء قل الأثر، هات الأثر، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؛ لأن الله يقول:﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة/100]. إن أردتم أن يرضى الله عنكم فاتبعوا السابقين بإحسان، فإن كان رأي فقل عندي رأي أحسن من رأيك، إذا كانت بالرأي كل يرى، لكنه الأث.

عباد الله: الأمر جد خطير كلما تدبرت هذا الأمر وجدته هكذا، الضلال والفساد في الدين في العقائد وفي الفروع هكذا طريقان أثر ورأي، وانظر في أي الطريقين أنت، وانظر قدر الإسلام عندك أن تعيده صافيًا كما كان بطلب الآثار وبمحاربة الرأي وأهل الرأي، كل من تنفس في هذا الدين برأيه فقل: رأيك دعه للدنيا، الدين إنما نبتغي الآثار، قال الإمام أحمد:

دين النبي محمد آثار        نعم المطية للفتى الأخبار.

اللهم فقهنا في ديننا، اللهم أعذنا من نزغات الشياطين، اللهم أعذنا من نزغات الشياطين،اللهم أعذنا أن نعين أن يهدم الإسلام ويثلم بتعظيم أهل الرأي وكتب أهل الرأي واقتنائها وبثها ودل الناس عليها، اللهم أعنا أن لا نكون من هؤلاء الذين يحرصون ويعينون شعروا أو لم يشعروا بهدم الإسلام وثلمه، اللهم اجعلنا ممن اتبع السابقين بإحسان.

قال بعض السلف: " لو استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل،  لو استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل ".

الدين عباد الله احذروا من التقول في الأقاويل؛ فإن الدين هو حمى الرب، حمى الله، وإن الرب غيور فاحذروا من ذلك، اللهم خذ بنواصينا وقلوبنا للبر والتقوى.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.





الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

أمة الإسلام، أهل التوحيد: اسمعوا هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة وابن حبان:

عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

" قال: إن بين يدي الساعة الهرج ، إن بين يدي الساعة الهرج الهرج

قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟

قال: القتل: قالوا أكثر مما نقتل؟

قال: إنه ليس بقتلكم، إنه ليس بقتلكم للمشركين وإنما يقتل بعضهم بعضا.

قالوا؟ ومعنا عقولنا يومئذ يا رسول الله؟ معنا عقولنا؟

فقال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس، هباء من الناس لا عقول لهم، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء، إنه تنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف لذلك الزمان هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء.

قال أبو موسى: والذي نفسي بيده ما أجد لي ولكم مخرجًا إن أدركني وإياكم ذلك الزمان إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها، لا نصيب منها دمًا ولا مالًا حتى نلقى الله".

فيا عباد اله لا تغتروا، لا تغتروا بالعواطف الهياجة والآراء الفاسدة، فإن أهل الرأي قد أخرجوا أعناقهم وأفسدوا في هذا الدين، وإنما عليكم بالآثار وما أخبركم به النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تستعملوه في آخر الزمان وعند هيجان الفتن تفلحوا وترشدوا بإذن الله.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم، وبسنة خير المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وبآثار السابقين الأولين من اتبعهم بإحسان، اللهم انفعنا وارفعنا بذلك يا حي يا قيوم، اللهم ارزقنا الإقبال عليها وتعلمها بثها في الناس، اللهم ارزقنا إرجاع الدين إلى الأثر، اللهم ارزقنا جهاد أهل الرأي يا رب العالمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إنما هما طريقان رأى وأثر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: