الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى حق التقوى وتمسكوا من دينكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم بالعروة الوثقى وادعوا الله في سجودكم وقبل الفراغ من صلاتكم أن يجنبكم كل فتنة في المحيا والممات وان يجنبكم فتنة المسيح الدجال وان يجنبكم فتنة القبر وعذاب القبر وأن يعيذكم من الفتن ماظهر منها ومابطن .عباد الله إخواني في الله إن أحسن وقت للحديث عن الفتن قبل أن تهيج هذه الفتن نعوذ بالله منها وإنا الآن في وقت جماعة وألفه ووقت استقرار وضبط للعقول وإن الفتنة من صفاتها أنها تخبط فجأة ولايتوقع العبد انه سيدركها فإذا هو في غمارها لما نزلت هذه الآية ( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وأعلموا أن الله شديد العقاب قال أصحاب محمد ماظننا أن ندرك ذلك فلما وقفوا في الجمل وفي صفين عرفوا أنها تخبط فجأة أعاذنا الله منها , هي كالنار تشتعل بالهشيم ثم تأكل الأخضر واليابس ولاتطفأ حتى تشبع وترضى من دماء و أنفس ومن عقلاء وسفهاء ومن أناس لم يكونوا من الذين ظلموا ( لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها إن الفتنة طافئة لعن الله من أشعلها إن الفتنة يجرها سفهاء قوم , ويكون بغير جارمها العقاب .ياعباد الله : نحن في زمن الذي يدير الناس هم الغوغاء باسم المشايخ والدعاة ولو كانوا كذلك لأتبعوا سنة محمد صلى الله عليه وسلم , ووسائل الاتصال الحديثة أعطتهم مايريدون فهم يديرون الملايين من الناس يخاطبون فيهم العواطف يخاطبون فيهم الغرائز يخاطبون فيهم الشح يخاطبون فيهم في أعماق نفوسهم الأثرة وحب الدنيا ثم إذا هاجت لم تبقي أحدافيا عباد الله : مادمنا في جماعة لنستمع هذه فتنة الحرة وهذه فتنة الجماجم أشهر فتنتين في تاريخ المسلمين شارك فيها أناس من الخيرة تأولاً وخطئا وأحرقت إحراقا بالغاً لازلنا نحس بطعمه وبأثره إلى اليوم .كانت فتنة الحرة أول ماهاجها دنيا (ابن مينا) عامل ليزيد بن معاوية اشتبك هو وبعض قبائل الأنصار على حدود وشبوك ومزارع وأشياء ثم أخذت تتطور ثم ذهب وفد من المدينة إلى يزيد وبايعوه ثم لما عادوا قالوا وجدناه يشرب الخمر ويقلد الكلاب ويفعل ويفعل فجاءهم محمد بن الحنفية بن علي فقال ياقوم نحن قد وفدنا عليه ولم نره يشرب الخمر فإما أن تكونوا أهل بهتٍ وإما أن تكونوا شركاء له يطلعكم على مالا يطلع غيركم عليه , ياقومي إياكم والفتنة فإنها ستطحنكم طحن الرحى بثفالها .ماستجابوا اجتمعوا في المسجد ,واشتعلت واخذ كل واحد يرمي عمامته ويقول خلعت يزيد الفاسق كما أخلع عمامتي هذه وقال الآخر وقد خلع نعليه خلعت يزيد بن معاوية الفاسق كما خلعت نعلي هاتين .وتجمعت أكوام من العمائم والنعال وعلا صوت ليس بصوت العقل اعلم أهل الأرض في ذلك الوقت عبدالله بن عمر رضي الله عنه كان حازماً فأول شي فعله كتب إلى يزيد يجدد البيعة وثاني شيئ فعله بعد أن نصح لهم جمع أولاده فقال اسمعوا مني والله من شارك فيها بيد أو لسان أو هوى فهي الصيلم بيني وبينه أي القطعية المنكرة إلى يوم القيامة وفي رواية الفيصل .فنجى ونجت ذريته بالعقل , وعد هذا التصرف من عبدالله بن عمر في إبان الفتنة من تخاذل العلماء ومن الإنبطاحية كما تقول الغوغاء. جابر كان شيخاً كبيرا فلما هاجت الفتنة استعبر وبكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون لن تبقي من خيار الناس أحدا ستأكل بقايا الناسوفعلا مابقي بعدها بدري قط .أبو سعيد لجأ إلى غار في جبل فلحقه أهل الشام فأغمد سيفه وقال إني أريد أن تبوء بإثمي وأثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فصرف الله عنه كيد الفاسق .هاجت الفتنة وماجت وشارك فيها أناس أخيار لكنهم والله اخطئوا الطريق قال عليه الصلاة والسلام لاتخرجوا بسيوفكم إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان , السلطان سيف فإن رجعنا إلى الله رفعه عنا وإن اتكلنا على سيوفنا سلطه علينا , تأديب كالقحط كالدهر كالجوع .هاجت وماجت جاءهم النعمان بن بشير من الشام فقال يامعشر أهل المدينة اتقوا الله في نكث البيعة اتقوا الله في سفك الدماء اتقوا الله في تفريق الجماعة اتقوا الله في نسائكم وصبيانكم فقال بعض زعمائها اتق الله فينا أنت لاتفرقنا وقد اجتمعنا وكذا وكذا قال لكأني بك إذا هاجت وأخذت السيوف تضرب في مفارق الناس ضربت جنبي بغلتك ولحقت بمكة وتركت هؤلاء المساكين يذبحون على عتبات دورهم وبين نسائهم وصبيانهم ووالله وقع ماقاله النعمان في هذا الرجل حرفا بحرف كأنه قد كشف له الغيب فإن هذا الرجل لما هاجت الفتنة لحق بمكة ,وذبحوا والله على عتبات دورهم وبين نسائهم وصبيانهم, أرسل يزيد أناسا من أهل الشام عليهم مشرف بن عقبة في عشرة ألاف فارس لايعرفون صحابيا ولا أنصاريا ولا مهاجريا ولايعرفون لذي قدر قدره فدهكوا المدينة وقتلوا كما قال الزهري عشرة آلاف منهم سبعمائة من وجوه الأنصار والمهاجرين وبقايا أهل بدر خبطت فتنة ما أصابت الذين ظلموا خاصة , عبدالله بن زيد بن عاصم المازني راوي حديث الآذان شارك في قتل مسيلمة صحابي جليل كان واقفا عند داره وهو شيخ أبيض طوال أصلع فجاءه رجل من أهل الشام معه فأس من حديد فقال لأضربن بفأسي هذا صلعتك قال هو شر لك وخير لي فضربه والله . قال من رآه رأيت نورا خارجا من رأسه إلى السماء , معقل بن سنان الأشجعي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قتل صبرا بين يدي مشرف بن عقبه , خيرة أبناء المهاجرين قتلوا والله كلهم مابقي أحد , ثم أنتهبت المدينة في ثلاثة أيام ومنعت الصلاة في المسجد حتى لم يبق فيه إلا سعيد بن المسيب مارفع فيه آذان ولا إقامة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمّ البكاء والصياح والندب في المدينة حولا كاملا , زينب بنت أبي سلمه ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم قتل لها ابنان في الفتنة فجيء بهما إليها فقالت مصيبتي عليهما عظيمه ولكن مصيبتي على هذا أعظم من مصيبتي على هذا لأن هذا بسط يده في الفتنة وهذا كف يده عنها فألمي وحزني على هذا أكثر لأنه أخطأ الطريق , وأبو أُسيد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل علي رجل من أهل الشام فما ترك والله في البيت شيئا لاحلي ولا أثاث ولامتاع حتى دجاج للصبية أخذه فأخذ الصبي يلحقه ويبكي يريد طيوره فقلت ياهذا لو تركت له طيره فقال لقد هممت أن أضرب عنقك أنت قلت إني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لستَ بصاحب رسول الله أنتم أهل نكث البيعة وأنتم وأنتم فأخذ والله طيور الصبي وهو يبكي , ومابقي في المدينة إلا بكاء وعويل على ماذا ؟ على ماذا ؟ هل تحسن شيء ؟! هل تغير شيء ؟! لاوالله فتنة عظيمه . ألا نعتبر!! هذا المنظر المأساوي !! هو مايريده أهل الفتن والبدع بنا !! ماذا يريدون ؟؟ ماذا يستفزون في الناس !! الشبوك كما زعموا !! الأراضي !!
ألم يقل عليه الصلاة والسلام : ( إنه ستكون بعدي أثرة ) سيستأثر دونكم بالمال والمنصب ( ثم قال : اصبروا حتى تلقوني على الحوض ) أنعصي محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ لِم نرفع الدنيا فوق قدرها ؟؟ كان عبدالله بن عمر لما صلب ابن الزبير يقول : لاتروني جثته . فقال بعض من حوله لنمُر به عليه لنسمع مايقول فتغفلوه فمروا به فما انتبه أبو عبدالرحمن إلا وهو أمام ابن الزبير مصلوبا فلما نظر إليه تنهت .وقال رحمك الله أبا بكر وكانت كنيته على كنيت جده الصديق .رحمك الله أبا بكر والله ماعلمتك إلا صواما قواما بارا بوالديك عفيفا وصولا للرحم ولكنك ياأبا بكر رفعت الدنيا فوق قدرها وطلبت هذا السلطان والدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر وما أصابك إلا كفاره لك وإني سمعت قوما يقولون إنك شر هذه الأمة فإن كنت أنت شر هذه الأمة إنها لأمة صدق .ياعباد الله : لاترفعوا الدنيا فوق قدرها , والله إن هؤلاء إنما يريدون الدنيا كما قال أبو برزة الأسلمي : اللهم إني أحتسب عندك أني أمسيت ساخطا على قريش وعلى قتالهم على السلطان . هذا الذي بالشام وهذا الذي بالحجاز وهذا الذي بالعراق والله مايقتتلون إلا على الدنيا , والله إن هؤلاء مايريدون إلا الدنيا ثم إذا نالوها من قبلهم يأكل من اللحم ويدع لغيره , وهؤلاء سيأكلون اللحم ويمتخّون العظم ولايدعون شيئا وانظروا إليهم في دول الخريف العربي كما زعموا , والدين تحت أقدامهم ورب الكعبة , هم يعلمون أن الدين والتوحيد لايظهر ولا يقوى إلا بالجماعة وإلا بالسكون وإلا بالألفة أين تكون الصلاة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحدود إلا بالجماعة , والله مابالَوا بذلك إنما هي نزغات شيطان , واستخفاف مرده , واستفزاز شياطين ثم إذا خبطت ياليتها تقتصر عليهم ( واتقوا فتنة لاتصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب ) .فيا عباد الله : افقهوا .. افقهوا من الآن في هذه الفتن فإن من علاماتها :1-أنها إذا أقبلت لايعرفها إلا العلماء2- وإذا أدبرت وانكشفت عورتها عرفها كل أحد . ومن علاماتها : 3- أنها طياشه 4- نار محرقه5- تطيش فيها العقول6- وتخف فيها الأحلام7- ويدير المشهد فيها الغوغاء8- ويخف صوت العلماء لاتأثير له9- ويكون الناس في هرج ومرج10- ويتسع الخرق على الراقعثم إذا عضتهم ونالت منهم انتبهوا ولات ساعة مندم , أفلا نفقه من الآن فتعوذوا بالله من الفتن , وإن هاجت فاهربوا منها أشد الهرب أشد الهرب .. لاتشارك فيها لابيد ولا بلسان ولابهوى ولابهواك حتى .في صحيح البخاري قال سفيان كان السلف إذا هاجت الفتنه يتذاكرون ثلاثة أبيات لمشرك عفن نجس امرؤ القيس لكنها حكمهالحرب أول ماتكون فتية .... تسعى بزينتها لكل جهولفإذا هي اشتعلت وشب ضرامها... عادت عجوزا غير ذات حليلشمطاء ينكر لونها وتغيرت ... مكروهة للشم والتقبيل اللهم نعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن اللهم من أراد تفريق جماعتنا وتفريق ألفتنا يارب العالمين اللهم أردد كيده في نحره اللهم أردد كيده في نحره .. اللهم إنه لادين إلا بجماعه , وأهمُ شيء عندنا الدين , الدنيا أف لها وتف , أف لها وتف , والله لو كانت حلالا محضا لكان حبها ذنبا لأن الله قد حقرها , ومن أحب من حقر الله فهو آثم , لو كانت حلالا محضا لكان حبها ذنبا حبها ذنبااللهم إن الدين لايتم إلا بجماعه والجماعة لاتتم إلا بإمامه والإمامة لاتتم إلا بسمع وطاعه , اللهم أجعل أعظم همنا الدين يارب العالمين اللهم أحفظه لنا يارب العالمين . اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين ولاتشمت بنا أعداء ولاحاسدين .. اللهم من أراد ببلد التوحيد والإيمان وموئل المؤمنين الموحدين ومأرز الإيمان في آخر الزمان من أراد به سوءا وضعضعة وكيدا وشارك بذلك ولو بتغريده ولو بكلمه في مجلس ولو بضحكه ولو بنشر رسالة اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمدا عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين عباد الله
اتقوا الله وأصلحوا النوايا تفلحوا في الدنيا والآخرة
وينجيكم الله من الفتن ويصطفيكم عنده بأذنه وفضله سبحانه وتعالى أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأما فتنة الجماجم وما أدراك مالجماجم ما أكثر ماسقط فيها من الجماجم من جماجم الصالحين والعلماء والأخيار الذين ضلوا الطريق رأى أبو وائل رجلاً يضحك فقال أما والله لو حضر الجماجم ماضحك حتى يلقى الله
فكان أولها عداوة شخصية مستحكمة بين ابن الأشعث وبين الحجاج وكان الحجاج إذا أدبر أبن الأشعث يتوعده ويقول ليس احد أشهى إلي من قطع خيط رقبته من هذا الرجل ومع ذلك ولاه الجيوش وابن الأشعث يكن له مثل مايكن للآخر فأرسله إلى خرسان وحصل بينهم اختلاف فعاد أبن الأشعث من خرسان من قتال الترك المشركين وأنقلب على ظهره إلى العراق وقال إني قد خلعت الحجاج باسم الدين وأنه فعل وفعل فلما جاء في منتصف الطريق قال مالحجاج وعبدالملك ألا واحد , أخلعوهم فهاجت تهيج بأمر يسير ثم تطيش ثم تذهب فيها العقول ثم تأكل الأخضر واليابس
ثم رجعوا إلى العراق وكان ما كان سنة 81 و 82 و 83
مع أن بينهم وبين الحرة عشرين سنة وكان فيها فرصة لمن أعتبر لكن أمر الله النافذ أن هذه الأمة بأسها بينها
وأن الله يطهر بعضهم بسيوفهم ولايسلط عليهم أحدا من سوى أنفسهم فيستبيحُ بيضتهم ثم هاجت ثم كانت وقعت الزاوية ثم وقعت الجماجم ثم استقوى عليهم الحجاج بعد أيام طوال بجيوش عبدالملك فتمكن منهم وقتل فيها من الأخيار عشرات الآلاف صبراً وهم أسرى وفي المعارك قتل عبدالرحمن بن أبي ليلى وقتل فيها سعيد بن جبير وقتل فيها أكابر المسلمين من العلماء والعباد الذين ما أراد الله أن يثقلوا في هذه الفتنة , قال رجل كان مسلم بن يسار ومطرف بن عبدالله بن الشخير في البصرة يعدلان سوياً .
فلما هاجت الفتنة ثقل مطرف وخف فيها مسلم فلما أنطفئت ارتفع مطرف عند الله وعند الناس وأحبوه وعلموا أنه العاقل وكان مطرف يقول إن وجهها ودبرها سواء هذه الفتنة إن انتصروا اختلفوا وإن تمكن منهم الحجاج أذلهم أبد الدهر فهرب إلى الصحراء واعتكف فيها حتى انجلت عما انجلت عنه وكان يعجب من الحسن يقول ياعجباً للحسن البصري يحذر من الفتنة وهو في البصرة كالذي يحذر من السيل وهو في مدرجة السيل لا بد من الهرب إنها أمر تشبه أن تكون محسوسا.
فاغرة فاها تأكل كل من في طريقها ورب رجلٍ كان ثقيلاً ثم خف ثم أٌستخف ثم استفز ثم تغير رأيه ثم ضرب بسيفه في المسلمين أكلت منهم أكلا ذريعاً وقصصها مشهورة .
وما أحسن أن نقرأ ماذكره أهل التاريخ من المسلمين في هاتين الفتنتين ففيها عبرة للمعتبر ماذكره أبو العرب في كتاب المحن وأبن كثير وابن جرير وغيرهم .
قال بعض أهل العراق لما انجلت بعد تقتيل وأسر وتطريد وأمور عظام وذل أبد الدهر قال :
فيا حزنا ويالهفا لنفسي |
وياحر الفؤاد لما لقينا |
خسرنا الدين والدنيا جميعا |
وأسلمنا الحلائل و البنين |
فما كنا أناس أهل دنيا |
لنمنعها ولم نكن نرجوا دينا |
لا هذا ولا هذا قال أيوب السختياني رحمه الله والله مامات أحد في تلك الفتنة من العلماء إلا رغب عن مصرعه ولانجى منها أحد إلا حمد الله أنه لم يمت فيها مع أنه في أبان الفتنة كانت شهية كانت حسناء تسعى بزينتها لكل جهول وكانت باسم الدين ورداً على من أمات الصلاة وردا على من نشر الفسق وسب علي وغير ذلك
لكن ماهكذا تورد ياسعد الإبل , وقال الشعبي وكان ممن شارك فيها ولما أوقف بين يدي الحجاج ليضرب عنقه قال ماعندك ياشعبي ألم أكن أعطيكم العطاء وأسد بكم الثغور وأفعل وأفعل قال بلى
قال فلم قمتم؟ قال أصلح الله الأمير فتنة خطبتنا لم نكن فيها بالفجرة الأقوياء ولا بالبررة الأتقياء ما أطعنا الله بالصبر ولا انتصرنا إذ قمنا قال صدقت .
لم تكونوا فجرة أقوياء ولا بررة أتقياء قال فصف لي حالكم في الفتنة ياشعبي قال أصلح الله الأمير اكتحلنا السهر واستوعرنا السهوله واستوخمنا الارض واستحلسنا الهم واستشعرنا الخوف كل يوم يمر علينا كأنه سنة أتسع الخرق وتفرقت الجماعة وضاع الأمر ولم يسمع للعلماء قال هكذا تكون الفتن .
نعوذ بالله من الفتن نعوذ بالله من الفتن نعوذ بالله من الفتنة
أما أني أرجو بإذن الله أن يحفظ الله هذه البلاد بإظهارها التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم الشرع ما استطاعوا والنقص يسد بأذن الله وأسأل الله أن يحفظها بعمار المساجد وبولدان المسلمين وبأهل القرآن وأن يجعلها مأرزاً للإيمان وللإسلام ولكل من ضويق من أهل التوحيد يهاجر إليها ويأوي إليها ويحج أليها ويتعلم دينه فيها وعلى أيدي علمائها فمن أراد تغيير هذه النعمة غيرها الله عليه قبل أن يغير علينا .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد .
---------------------------------
تفريغ / خالد بن حمد العازمي
حائل
الرئيسية 
