باب
ذكر خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وتحذيره إياهم سنن من قبلهم من الأمم

حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتأخذن أمتي مأخذ الأمم والقرون قبلها شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، قيل : يا رسول الله ، كما فعلت فارس والروم ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن الناس إلا أولئك ؟ .
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا سنيد بن داود ، قال حدثني الحجاج قال : قال ابن جريج أخبرني زياد بن سعد عن محمد بن زيد بن المهاجر ، عن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع ، حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه .
وحدثنا ابن عبد الحميد أيضاً قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده في المدينة ، فجاءه جبريل - فذكر حديثاً قال فيه -: جاء جبريل - يتعاهد دينكم ، لتسلكن سنن الذين من قبلكم حذو النعل بالنعل ، ولتأخذن مثل مأخذهم ، إن شبراً فشبر ، وإن ذراعاً فذراع ، وإن باعاً فباع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه .
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال : حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا عبد الحميد بن بهرام قال حدثنا شهر بن حوشب قال : حدثنا عبد الرحمن بن غنم أن شداد بن أوس رضي الله عنه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لتحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا من قبلهم حذو القذة بالقذة .
حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال : حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشراء قال : حدثنا الأوزاعي قال حدثني يونس بن يزيد ، عن الزهري عن الصنابحي ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : لتتبعن أمر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، لا تخطئون طريقتهم ولا تخطئكم ، ولتنقضن عرى الإسلام عروة فعروة ، ويكون أول نقضها الخشوع حتى لا ترى خاشعاً ، وحتى يقول أقوام : ذهب النفاق من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فما بال الصلوات الخمس ؟ لقد ضل من كان قبلنا حتى ما يصلون بصلاة نبيهم ، أولئك المكذبون بالقدر ، وهم أسباب الدجال ، وحق على الله أن يمحقهم .
قال محمد بن الحسين : من تصفح أمر هذه الأمة من عالم عاقل ، علم أن أكثرهم والعام منهم تجري أمورهم على سنن أهل الكتابين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أو على سنن كسرى وقيصر ، أو على سنن الجاهلية ، وذلك مثل السلطنة وأحكامهم في العمال والأمراء وغيرهم ، وأمر المصائب والأفراح والمساكن واللباس والحلية ، والأكل والشرب والولانم ، والمراكب والخدام والمجالس والمجالسة ، والبيع والشراء ، والمكاسب من جهات كثيرة ، وأشباه لما ذكرت يطول شرحها ، تجري بينهم على خلاف السنة والكتاب ، وإنما تجري بينهم على سنن من قبلنا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . والله المستعان .
ما أقل من يتخلص من البلاء الذي قد عم الناس ، وأن يميز هذا : إلا عاقل عالم قد أدبه العلم . والله تعالى الموفق لكل رشاد ، والمعين عليه .