بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
أربع مسائل مهمة
قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
الأولى: أن الله سبحانه، بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوحيد، وتجريده، ونفي الشرك بكل وجه، حتى في الألفاظ.
الثانية: أن العبادة التي شرعها الله تعالى كلها، تتضمن إخلاص الدين كله لله، تحقيقاً لقوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) (البينة: 5) فإن دين الإسلام، هو: دين الله، الذي أمر به الأولين والآخرين، كما قال تعالى – وهي: الثالثة – (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن) (البقرة: 112) وفسر إسلام الوجه، بما يقتضى الإخلاص؛ والإحسان: العمل الصالح، المأمور به؛ وهذان الأصلان: جماع الدين؛ لا نعبد إلا الله، ولا نعبده بالبدع، بل بما شرع، كما قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف: 110).
الرابعة: أن هذين الأصلين، هما تحقيق الشهادتين، شهادة: أن لا إله إلا الله؛ وشهادة: أن محمداً رسول الله؛ فالأولى: تتضمن إخلاص الألوهية، فلا يتأله القلب غيره، لا بحب، ولا خوف ولا رجاء، ولا إجلال، ولا إكرام؛ والثانية: تتضمن تصديق الرسول فيما أخبر به، وطاعته فيما أمر؛ فلا حرام إلا ما حرم، ولا دين إلا ما شرع .
ولهذا: ذم الله تعالى المشركين، في سورة الأنعام والأعراف، وغيرهما، لكونهم حرموا ما لم يحرمه الله، وشرعوا ما لم يأذن فيه، قال تعالى: (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً) (الأحزاب: 45 – 46) فمن دعا إلى غير الله فقد أشرك، ومن دعا الله بغير إذنه فقد ابتدع، والشرك: بدعة، والمبتدع يؤل إلى الشرك، كما قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) (التوبة: 31) وقال تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق) (التوبة: 29).
ولفظ الإسلام: يتضمن الاستسلام، والانقياد، ويتضمن الإخلاص، فمن استسلم له، ولغيره، فهو مشرك؛ ومن لم يستسلم له، فهو مستكبر .