منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو عبد الله عبد الكريم
أبو عبد الله
أبو عبد الله



عدد المساهمات : 1917
نقاط : 6032
تاريخ التسجيل : 14/03/2011
العمر : 45
الموقع : منتدى أنصار الحق

تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Empty
مُساهمةموضوع: تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه   تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه Emptyالجمعة 7 فبراير - 23:53

تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه




قال البخاري في شريطه "تحذير النبلاء من طرائق أهل البدع والأهواء" : ( قال هل لابد من إقامة الحجة مع فهمها أو يكفي تبليغ الحجة فقط سواء فهم أم لم يفهم ؟
الجواب : هذا الكلام تكلمت عليه الأسبوع الذي مضى و بينت أن وظيفة النبي و الأنبياء و بالذات نبينا عليه الصلاة و السلام هو البيان ، و أن البيان لابد فيه من الإفهام . كيف يعني فقط أن تبلغ و تمشي فهم ولا ما فهم ! هذا معقول !؟
لما تكلم العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية و الإمام ابن قدامة و غيرهم في مسألة تارك الصلاة . و ثمة وجه مجمع عليه و هو ترك الصلاة جحودا و إنكارا لفرضيتها . من ترك الصلاة جاحدا لفرضيتها ما حكمه ؟ كفر كفرا أكبر . ولكن ثمة قيد هنا في كلامه . قالوا : ما لم ينشأ في بادية بعيدة أو في غير بلاد المسلمين ، لم يعلم ، فإنه يعرف . فإن أصر بعد البيان و التعريف كفر و خرج من الملة . شوف في كفر الجحود . فلابد من بيان الحق و إفهامه وهذا معنى البيان . هل معنى البيان فقط التلاوة ؟ ثم ذكر مسألة الطلاق .) اهـ


التعليق

الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
و بعد ؛ فقد اطلعت على مقطع صوتي لأحد أذناب المرجئة العصرية و يدعى عبد الله بن عبد الرحيم البخاري . تكلم فيه على مسألة إقامة الحجة وكيف تكون ، و اشترط فيها الفهم . و لم يميز كعادة المرجئة و المبتدعة عموما بين المسائل الخفية و المسائل الجلية ، و لا بين مسائل التوحيد الظاهرة و بين المسائل المعلومة من الدين بالضرورة . فجعل هذه المسائل كلها في مساق واحد فخبط و خلط و أتى بما يفضحه بين العقلاء .

فمسائل التوحيد الجلية ؛ كإفراد الله بالعبادات الظاهرة دعاءً و استغاثة و ذبحًا و نحوها لها مساق .

و المسائل المعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة لها مساق .

و المسائل الخفية كأحكام الطلاق لها مساق .

و بيان ذلك ؛
- أن مسائل التوحيد الجلية لا يكون المرء مسلما إلا إذا حققها ، و يفترض فيمن نطق بالشهادتين أن يكون عالما بها عند النطق ؛ فيعلم أن الله وحده هو المستحق للعبادة ، فلا يدعو و لا يستغيث و لا يذبح و لاينذر إلا لله سبحانه .
و الفِطر و العقول تدل على استحقاق الله وحده لهذه العبادات و إن لم يجئ الشرع بها .
قال تعالى في سورة البقرة : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) .
فمن أعمل عقله في هذه الآيات الكونية علم أن الله وحده هو المستحق للعبادة ، وقامت عليه الحجة بذلك . ولذلك قال سبحانه بعدها مباشرة : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ) .
و لهذا فمن صرف هذه العبادات الجلية لغير الله فإنه يكفر مباشرة سواء بلغته الحجة الرسالية أم لم تبلغه .
و ننبه إلى أن هذا الإكفار لا يلزم منه التعذيب ، فإن المشرك قد يعذر بجهله فلا يعذب ، كما قال تعالى في التعذيب : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [الإسراء15] .
و أما الإكفار فإنه يثبت ولو قبل مجيء الحجة ، قال تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)[البينة1] فحكم عليهم بالكفر و الشرك قبل أن تأتي البينة .
و قال تعالى أيضا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ )[التوبة6] ، فسماه مشركا قبل سماع كلام الله .

فالإسلام له حقيقة من لم يأت بها لا يكون مسلما بالاتفاق و لو لم تقم عليه الحجة .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين : " والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاءَ به، فما لم يأْت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل." فأثبت الكفر مع الجهل .
وفيه أيضا : " فتأمل هذا الموضع، والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به فى جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول.
هذا في الجملة ، والتعيين موكول إلى علم الله عز وجل وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب. وأما في أحكام الدنيا فهي جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال فى المسألة" .

- أما المسائل المعلومة من الدين بالضرورة كالعلم بفرضية الصلاة و فرضية الحج و الصوم و نحو هذه المسائل ، فإن طريق العلم بها هو الوحي لا غير . فلا العقول و لا الفطر تدل على وجوب الصلاة أو وجوب الحج و إنما تظهر بدلالة الوحي .
و لهذا فإن الجاهل بهذه المسائل إذا كان حديث عهد بالإسلام أو كان يعيش في بلدة بعيدة عن الإسلام فإنه يتوقف في كفره حتى يُبيَّن له و يعرّف .

- و أما المسائل الخفية ، فهي أكثر مسائل الشرع و منها ما لايدركه العالم الراسخ في العلم ، فكيف بمن دونه ممن هو حديث عهد بالإسلام أو بعيد عن حاضرة المسلمين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال : إنه مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر تاركها، لكن يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي يعلم المشركون واليهود والنصارى أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بها وكَفَّر من خالفها، مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه من النبيين والملائكة وغيرهم، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأنواع فكانوا مرتدين، وتارة كثير منهم يرتد عن الإسلام ردة صريحة إلى أن قال : وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في الردة كما صنف الرازي في عبادة الكواكب، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين " .

قلت : إذا تبين هذا التفريق وظهر جهل البخاري و من على شاكلته ، الذين يتكلمون في هذه المسائل بالجهل و الهوى ، ننتقل إلى الحديث على مسألة قيام الحجة فنقول :

لقد بين الله تعالى في كتابه أن الحجة إنما تقوم بالبلوغ ، و لم يشترط فيه الفهم ، بل حكى سبحانه أنه يعذب أقواما لا يفهمون و لا يعقلون .
قال تعالى : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام 19]
فوقوع الإنذار و هو قيام الحجة يكون بالبلوغ لا الفهم .

قال الإمام الطبري رحمه الله : (القول في تأويل قوله :{ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة، إنما ضلوا عن سبيل الله وجارُوا عن قصد المحجة، باتخاذهم الشياطين نُصراء من دون الله، وظُهراء، جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك، بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى وحق، وأن الصواب ما أتوه وركبوا.
وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعمَ أن الله لا يعذِّب أحدًا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها، فيركبها عنادًا منه لربه فيها. لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضلّ وهو يحسَبُ أنه هادٍ. وفريق الهدى، فَرْقٌ. وقد فرَّق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية.) اهـ.

و قال الإمام ابن القيم رحمه الله : (الطبقة السابعة عشرة: طبقة المقلدين وجهال الكفرة وأتباعهم وحميرهم الذين هم معهم تبعاً لهم يقولون: إنا وجدنا آباءَنا على أُمة، ولنا أُسوة بهم. ومع هذا فهم متاركون لأهل الإسلام غير محاربين لهم، كنساءِ المحاربين وخدمهم وأتباعهم الذين لم ينصبوا أنفسهم لنا نصب له أُولئك أنفسهم من السعى فى إطفاءِ نور الله وهدم دينه وإخماد كلماته، بل هم بمنزلة الدواب.
وقد اتفقت الأُمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالاً مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاءِ بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث فى الإسلام.
وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مولود إلا وهو يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، فأخبر أن أبويه ينقلانه عن الفطرة إلى اليهودية والنصرانية والمجوسية، ولم يعتبر فى ذلك غير المربى والمنشإِ على ما عليه الأبوان.
وصح عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: "إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة"، وهذا المقلد ليس بمسلم، وهو عاقل مكلف، والعاقل المكلف لا يخرج عن الإسلام أو الكفر. وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف فى تلك الحال، وهو بمنزلة الأطفال والمجانين.
وقد تقدم الكلام عليهم. والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاءَ به، فما لم يأْت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل. فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عناداً وإما جهلاً وتقليداً لأهل العناد.
فهذا وإن كان غايته أنه غير معاند فهو متبع لأهل العناد، وقد أخبر الله فى القرآن فى غير موضع بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار، وأن الأتباع مع متبوعيهم وأنهم يتحاجون فى النار وأن الأتباع يقولون: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ، قَالَ لِكُلِّ ضِعْفٌ وَلِكِنْ لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 38]، وقال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّار قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلّ فِيهَا إِن اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [غافر: 47-48]، وقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجَعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ القَوْلَ يَقُولُ الذين اسْتُضْعِفُوا لِلِّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قَالَ الَّذِينَ الَّذِينَ استكبروا للذين اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأمُرُونَنَا أن نَكْفُرِ بِاللهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً} [سبأ: 31- 33].
فهذا إخبار من الله وتحذير بأن المتبوعين والتابعين اشتركوا فى العذاب ولم يغن عنهم تقليدهم شيئاً. وأصرح من هذا قوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُا مِنَّا} [البقرة: 166-167].
وصح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل أوزار من اتبعه، لا ينقص من أوزارهم شيئاً"، وهذا يدل على أن كفر من اتبعهم إنما هو بمجرد اتباعهم وتقليدهم.) .


قلت : و يلزم على قول البخاري و من معه من المرجئة القائلين باشتراط الفهم لقيام الحجة أنه لا يكفر إلا المعاند وهذا باطل. فإن أكثر من وقع في الشرك إنما كانوا جهالًا مقلدين، وأما المعاند فقليل .
قال الإمام أبابطين رحمه الله : (فإن كان مرتكبُ الشركِ الأكبر معذورًا لجهله ، فمن هو الذي لا يُعذر؟
ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجةٌ على أحدٍ إلا المعاندُ . مع أن صاحبَ هذه الدعوى لا يمكنه طردُ أصله ، بل لابد أن يتناقض ؛ فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، أو شك في البعث ، أو غير ذلك من أصول الدين . والشاك جاهل !.)
و قال أيضا : (ونعلم أن المعاندَ العارفَ ممن يقل ، وإنما الأكثرُ مقلدةٌ : اعتقدوا دين آبائهم تقليدًا ، ولم يعرفوا معجزةَ النبيِّ وصدقَه . والآياتُ الدالة في القرآن على هذا كثيرةٌ ، كقوله:{ ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} . وقال: { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ } { إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} ، وقوله:{ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ } { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} ، { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ } الآية .
وفي الجملة: ذمُّ المكذبين للرسول مما لا ينحصر في الكتاب والسنة. انتهى).

و الفهم نعمة ينعم بها الله تعالى على من يشاء من عباده . قال تعالى : (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ) [الأنفال 23] .
قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في مفيد المستفيد : " (لَأَسْمَعَهُمْ ) أي لأفهمهم , فهذا يدل على أن عدم الفهم في أكثر الناس اليوم عدلا منه سبحانه لما يعلم في قلوبهم من عدم الحرص على تعلم الدين .".

و لنرجع بعد هذه النقول النيرات المؤيدة بالوحي العظيم إلى كلام الجاهل البخاري ولنعلق عليه جملة جملة.

قال عبد الله البخاري : (هذا الكلام تكلمت عليه الأسبوع الذي مضى)
ليتك سكت و لزمت حِلق أهل العلم ، فإنك و من معك من المرجئة فاقدون لأصل العلم و أفرضه . و ليتمثل القائل فيك ما قاله الشاعر :
تصدر للتدريس كلُّ مـهوّس بليدٍ تـسـَّى بالـفقيـه المدرِّس
فحقّ لأهل العِلم أن يـتمثلوا ببيتٍ قديم شاع في كلِّ مـجلـس
لقد هزلت -حتى بدا من هزالها -كلاها وحتى سامها كلُّ مفلـس.

و قال : (و بينت أن وظيفة النبي و الأنبياء و بالذات نبينا عليه الصلاة و السلام هو البيان ، و أن البيان لابد فيه من الإفهام)
قلت : توحيد الله تعالى قد بينه الله تعالى في القرآن بيانا واضحا يفهمه أبلد العوام . و من لم يفهمه فالعيب فيه هو لا في كتاب الله ، قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول) .
و الله تعالى إنما ذكر البيان و لم يذكر معه الفهم أو التبيّن ، قال الشيخ أبابطين رحمه الله في الانتصار لحزب الله الموحدين معلقا على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية : " فقوله رحمه الله : لم يمكن تكفيرُهم حتى يُبيِّن لهم ما جاء به الرسول ، لم يقل: حتى يَتَبَيَّنَ لهم ما جاء به الرسول " ففرق بين البيان و التبين الذي هو الفهم .

ثم قال البخاري : (كيف يعني فقط أن تبلغ و تمشي ، فهم ولا ما فهم ! هذا معقول !؟ )
قلت : قال تعالى : (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) وقال : (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) . و قال : : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) .
فمن بلغ القرآن فقد أدى الذي عليه و لا عليه أن ينظر إلى المدعو هل فهم أو لا . و إلا لزم على هذا أنه لا يكفر إلا المعاند كما تقدم .
فهذا هو ما دل عليه النقل الصحيح و العقل الصريح أما عقول المرجئة فلا تهمنا في شيء .

قال البخاري : " لما تكلم العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية و الإمام ابن قدامة و غيرهم في مسألة تارك الصلاة "
مسألة الصلاة غير مسائل التوحيد الظاهرة ، و أنت لم تذكر دليلا واحدا على اشتراط فهم الحجة على من تلبس بالشرك الأكبر الجلي .
وقد تقدم التفريق بين المسألتين .

و قال : "و ثمة وجه مجمع عليه و هو ترك الصلاة جحودا و إنكارا لفرضيتها . من ترك الصلاة جاحدا لفرضيتها ما حكمه ؟ كفر كفرا أكبر "
ليس هذا هو الوجه الوحيد الذي أجمع عليه أهل العلم ، بل أجمعوا أيضا على أن من دعي للصلاة و خير بينها و بين السيف و اختار السيف أنه كافر ، و لم يخالف في هذا إلا الجهمية و المرجئة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وَلا يُتَصَوَّرُ فِي الْعَادَةِ أَنَّ رَجُلا يَكُونُ مُؤْمِنًا بِقَلْبِهِ مُقِرًّا بِأَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ عَلَيْهِ الصَّلاةَ مُلْتَزِمًا لِشَرِيعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا جَاءَ بِهِ يَأْمُرُهُ وَلِيُّ الأمْرِ بِالصَّلاةِ فَيَمْتَنِعُ حَتَّى يُقْتَلَ وَيَكُونُ مَعَ ذَلِكَ مُؤْمِنًا فِي الْبَاطِنِ قَطُّ لا يَكُونُ إلا كَافِرًا وَلَوْ قَالَ أَنَا مُقِرٌّ بِوُجُوبِهَا غَيْرَ أَنِّي لا أَفْعَلُهَا كَانَ هَذَا الْقَوْلُ مَعَ هَذِهِ الْحَالِ كَذِبًا مِنْهُ كَمَا لَوْ أَخَذَ يُلْقِي الْمُصْحَفَ فِي الْحَشِّ وَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّ مَا فِيهِ كَلامَ اللَّهِ أَوْ جَعَلَ يَقْتُلُ نَبِيًّا مِنْ الأنْبِيَاءِ وَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الأفْعَالِ الَّتِي تُنَافِي إيمَانَ الْقَلْبِ فَإِذَا قَالَ أَنَا مُؤْمِنٌ بِقَلْبِي مَعَ هَذِهِ الْحَالِ كَانَ كَاذِبًا فِيمَا أَظْهَرَهُ مِنْ الْقَوْلِ .
فَهَذَا الْمَوْضِعُ يَنْبَغِي تَدَبُّرُهُ فَمَنْ عَرَفَ ارْتِبَاطَ الظَّاهِرِ بِالْبَاطِنِ زَالَتْ عَنْهُ الشُّبْهَةُ فِي هَذَا الْبَابِ وَعَلِمَ أَنَّ مَنْ قَالَ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إذَا أَقَرَّ بِالْوُجُوبِ وَامْتَنَعَ عَنْ الْفِعْلِ لا يُقْتَلُ أَوْ يُقْتَلُ مَعَ إسْلَامِهِ ؛ فَإِنَّهُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ الشُّبْهَةُ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى الْمُرْجِئَةِ والجهمية وَاَلَّتِي دَخَلَتْ عَلَى مَنْ جَعَلَ الإرَادَةَ الْجَازِمَةَ مَعَ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ لا يَكُونُ بِهَا شَيْءٌ مِنْ الْفِعْلِ وَلِهَذَا كَانَ الْمُمْتَنِعُونَ مِنْ قَتْلِ هَذَا مِنْ الْفُقَهَاءِ بَنَوْهُ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي " مَسْأَلَةِ الإيمَانِ " وَأَنَّ الأعْمَالَ لَيْسَتْ مِنْ الإيمَانِ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ جِنْسَ الأعْمَالِ مِنْ لَوَازِمِ إيمَانِ الْقَلْبِ وَأَنَّ إيمَانَ الْقَلْبِ التَّامِّ بِدُونِ شَيْءٍ مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مُمْتَنِعٌ سَوَاءٌ جَعَلَ الظَّاهِرَ مِنْ لَوَازِمِ الإيمَانِ أَوْ جُزْءًا مِنْ الإيمَانِ . اهـ ( المجموع 7/615 ـ616 ) .))
بل إنه صح عن الصحابة الإجماع على كفر تارك الصلاة كما رواه عبد الله شقيق و غيره .

قال البخاري : " ولكن ثمة قيد هنا في كلامه . قالوا : ما لم ينشأ في بادية بعيدة أو في غير بلاد المسلمين ، لم يعلم ، فإنه يعرف . فإن أصر بعد البيان و التعريف كفر و خرج من الملة . شوف في كفر الجحود . "
فاتك أن تذكر قيدا آخر و هو حداثة العهد بالإسلام . و هذا القيدان في المسائل المعلومة من الدين بالضرورة لا مسائل التوحيد الظاهرة كما تقدم .و مسألة الطلاق التي ذكرها بعد هذا هي من المسائل الخفية ، و شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :" وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال : إنه مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر تاركها، لكن يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي يعلم المشركون واليهود والنصارى أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بها وكَفَّر من خالفها، مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه من النبيين والملائكة وغيرهم، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ثم تجد كثيرا من رؤسائهم وقعوا في هذه الأنواع فكانوا مرتدين، وتارة كثير منهم يرتد عن الإسلام ردة صريحة إلى أن قال : وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في الردة كما صنف الرازي في عبادة الكواكب، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين"
قال الشيخ إسحاق معلقا : هذا لفظه بحروفه، فتأمل كلامه في التفرقة بين المقالات الخفية وبين ما نحن فيه في كفر المعين، وتأمل تكفيره رؤساءهم فلانا وفلانا بأعيانهم وردتهم ردة صريحة، وتأمل تصريحه بحكاية الإجماع على ردة الفخر الرازي عن الإسلام مع كونه من أكابر أئمة الشافعية، هل يناسب هذا من كلامه أن المعين لا يكفر ولو دعا عبد القادر في الرخاء والشدة، ولو أحب عبد الله بن عوف وزعم أن دينه حسن مع عبادته لأبى حديدة ؟"
و قال شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة إلى الأخوين عيسى بن قاسم وأحمد بن سويلم :
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : ما ذكرتموه من كلام الشيخ كل من جحد كذا وكذا وأنكم تسألون عن هؤلاء الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليه الحجة أم لا ؟ فهذا من العجب العجاب، كيف تشكون في هذا المجال وقد وضحت لكم مرارا أن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام، أو الذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسائل خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يُعرف، وأما أصول الدين التي وضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وفهم الحجة، فإن أكثر الكفار والمنافقين لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم كما قال تعالى : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}.
وقيام الحجة وبلوغها نوع، وفهمهم إياها نوع آخر ، وكفرهم ببلوغها إياهم، وإن لم يفهموها. إن أشكل عليكم ذلك، فانظروا قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم" ،وقوله: "شر قتلى تحت أديم السماء" ، مع كونهم في عصر الصحابة، ويحقر الإنسان عمل الصحابة معهم، ومع إجماع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد والغلو والاجتهاد؛ وهم يظنون أنهم يطيعون الله، وقد بلغتهم الحجة، ولكن لم يفهموها.
وكذلك قتل علي رضي الله عنه الذين اعتقدوا فيه، وتحريقهم بالنار، مع كونهم تلاميذ الصحابة، ومع عبادتهم وصلاتهم وصيامهم، وهم يظنون أنهم على حق.
وكذلك إجماع السلف: على تكفير غلاة القدرية وغيرهم، مع علمهم وشدة عبادتهم، وكونهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؛ ولم يتوقف أحد من السلف في تكفيرهم لأجل كونهم لم يفهموا، فإن هؤلاء كلهم لم يفهموا.إذا علمتم ذلك،فإن هذا الذي أنتم فيه كفر: الناس يعبدون الطواغيت، ويعادون دين الإسلام، فيزعمون أنه ليس ردة ، لعلهم ما فهموا الحجة، كل هذا بين.
وأظهر مما تقدم: الذين حرقهم علي، فإنه يشابه هذا. وأما إرسال كلام الشافعية وغيرهم، فلا يتصور يأتيكم أكثر مما أتاكم، فإن كان معكم بعض الإشكال، فارغبوا إلى الله تعالى أن يزيله عنكم، والسلام.)
".
و بهذا نختم و نسأل الله لنا و للمسلمين السلامة و العافية
و الحمد لله رب العالمين .
و كتب
أبو عبد الله يوسف الزاكوري
14 رمضان 1434
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eltwhed.yoo7.com
 
تخليط عبد الله البخاري في مسألة قيام الحجة و فهمها و الرد عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة
» حكم تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة
» الفرق بين قيام الحجة و فهم الحجة
»  بحث في مسألة : ترك عمل الجوارح توضيح ما اعتمد عليه المخالف من كلام العلماءأولا : توضيح ما نقل عن الإمام ابن مندة رحمه الله
»  البرهان من القرآن على أن الوصف بالشرك ثابت قبل قيام الحجة على أهل الكفر و الأوثان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: شبهات وردود علمية :: المرجئة-
انتقل الى: