منتدى التوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التوحيد

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» لتعليم بالعمل
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالإثنين 18 أكتوبر - 20:04 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» شرح نخبة الفكر الشيخ يعد بن عبد الله لحميد
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالسبت 15 مايو - 13:40 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الجهود المبذولة في قتل الإسلام سعد بن عبدالله الحميد
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالسبت 15 مايو - 0:47 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أثَرُ الأكثَرِيَّةِ في تقويةِ قَولٍ ما (تاركُ الصَّلاةِ كَسَلًا أُنموذَجًا)
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالخميس 13 مايو - 0:39 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» أحكام زكاة الفطر
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالأربعاء 12 مايو - 3:52 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» الأقوالُ الرَّاجِحة المُتعقِّلة في أنَّ ليلةَ القَدْرِ مُتنقِّلة
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالثلاثاء 11 مايو - 23:12 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالإثنين 3 مايو - 13:50 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

»  فائدة منتقاة من كتاب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» للإمام أبي بكر عبد الله ابن أبي الدنيا -رحمه الله-.
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالإثنين 3 مايو - 1:55 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» العلم
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالأحد 2 مايو - 3:48 من طرف أبو عبد الله عبد الكريم

» مطوية (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ‏)
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالإثنين 6 أبريل - 13:41 من طرف عزمي ابراهيم عزيز

المواضيع الأكثر نشاطاً
بطاقات وعظية
مطوية (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)
مطوية ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
حكم الاشتراك في ثمن الشاة الأضحية بين الأخوة الأشقاء
مطوية (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
مطوية_فضائل العشر من ذي الحجة وتنبيهات حول أحكام الأضحية والذكاة
مطوية (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)
موقع الجماعة المؤمنة أنصار الله
مطوية ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)






 

 كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو لقمان
زائر




كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟   كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟ Emptyالأحد 26 يونيو - 17:04

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادِي له.

وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

عباد الله: اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

أيها الأخوة في الله: يقول حذيفة - رضي الله عنه - وهو الخبير الماهر لما يحدث للإسلام ولأهل الإسلام من المحدثات والفتن مما أخبره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب السر الذي لا يعلمه غيره كما في صحيح البخاري، يقول حذيفة: ((كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم انفراج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها؟ فقال رجل: قبح العاجز، قال: قبحت أنت، الناس يومئذ بين عاجز وفاجر، والعاجز أهون من الفاجر))

معنى كلام أبي عبد الله أن المرأة أعز ما تملك عرضها شرفها فإذا انفرجت عنه لا تمنع من يأتيها، فهي إما فاجرة وإما عاجزة، والمسلمون أعز ما يملكون هذا الدين الذي رفعهم الله به وأعزهم به فإذا انفرجوا عن دينهم وتركوه نهبا لكل أحد، لا يمنعون أحدا من التعدي على دينهم فهم بين فاجر يعجبه هذا الأمر وبين عاجز.

وهذا والله عصركم أيها الأخوة، قد انفرج أهل الإسلام عن دينهم وتركوه نهبا لكل أحد، جيوش من المفتين الجهلة أحدهم لم يقرأ صحيح البخاري ولا مسلم، فضلا عن الكتب الستة الباقية فضلا عن كتب الآثار ويفتي في مسائل قد فُرغ منها وأفتى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -، جيوش لا تنتهي تتوالد شبان وشيب، باعوا واشتروا، أعطوا الناس ما يريدون يعطونكم الجاه والشهرة وقولوا: هذا فقه التيسير وافقوا الناس في أهوائهم، دلوهم على الرخص، علموهم الحيل، بهذه الطريقة تنال الشهرة والمركز والاستضافة، جيوش من المنافقين الحاقدين.

وقد كان النفاق لما كان الإسلام عزيزا، أما الآن فإنما هو كفر أو إيمان، لا يحتاج العبد أن ينافق إذا ضعف الإسلام، يستهزؤون بالله وبرسوله وبدينه وبكتابه وبأهل الدين في وسائل الإعلام كلها، جاوزا الحدود خاصة هذا السنة، لم يردعهم شيء ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ نتسلى وفي رمضان ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ mes New Roman]66]

والله إن هذه الآيات نزلت في قوم فعلوا شيئا لا يبلغ عشر ما يفعله هؤلاء: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) نريد الإصلاح، معالجة القضايا تسليط الضوء عليها وهي في الحقيقة إنما هي إشاعة الفاحشة في المؤمنين وتجرأة الناس على الدين ﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا حسب الشريعة الإسلامية ﴿ وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ في الأماكن المظلمة الذين يؤزونهم على هدم الدين ﴿ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [البقرة/15].

وجيوش من التجار الجشعين الذين اتخذوا الدين ستارا يأخذون ما يريدون ويتركون ما يثقل عليهم يمررون منتجاتهم في البنوك وفي الشركات وفي العقار باسم الدين حتى يمضوا والدين نهبا لكل أحد.

وجيوش من الساسة المتلونين بعضهم في صورة داعية وبعضهم في صورة حاكم وبعضهم في أي صورة، يتخذون الدين مطية وهم إنما يبحثون عن الدنيا عن الرئاسة عن الوجاهة عن الشهرة عن الأتباع والدين ستار، ما أكثرهم، إذا خالفهم الدين وطئوه بأقدامهم لا يهمهم.

وجيوش من كل أحد، قصاص في كل مكان، مقاهي امتلأت بها الناس وأشياء عجيبة والدين نهب لكل أحد، يعرف هذا من عرف والناس بين عاجز وفاجر، والناس بين عاجز وفاجر.

فيا أخوتي في الله: إن هذه أمور يجريها الحي القيوم وله في كل شيء حكمة، وإنك لن تستطيع أن تدفع أقدار الله، ولكنك تستطيع أن تدافع أقدار الله بأقدار الله، إنك لن تستطيع إصلاح العالم بنفسك ولكنك تستطيع أن تنجو بنفسك، ولكنك تستطيع أن تنجو بنفسك.

 أوصاك النبي - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذه الظروف أولا بشرك ثم أوصاك:

فأما البشارة فهي أن الله قد وعد أهل الإيمان وعدا لا يتخلف أن الظلمة لا تطبق وأنه ستكون شعلة من ضوء وراية مرفوعة وحولها أناس بقوا على الأمر الأول ولزموا الصراط المستقيم، هؤلاء الناس أمسكوا بالراية وعضوا بالنواجذ على ما كان عليه وأصحابه - صلى الله عليه وسلم -، هؤلاء الناس يسمون الفرقة الناجية، ليس لهم اسم معين ولكنهم يعرفون بأوصافهم، ((من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))، في الدل والسمت والهدي وإن لم تبلغ أعمالهم لكنك على طريقهم، يسمون الطائفة المنصورة، سماهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، يخالفهم من؟ الفاجر، ويخذلهم من؟ العاجز، وهؤلاء اتضحت لهم الأعلام استقام لهم الطريق كأنهم يرون أنبياء الله ورسله وأولياؤه قد سبقوهم على الطريق وارتفعت لهم الأعلام ودانت لهم الجنة فهم ينظرون أمامهم، لا ينظرون إلى الخلف ولا إلى المثبطين ولا إلى الصائحين والنابحين أبدا، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، هؤلاء القوم أولهم كان بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن خلفه، وآخرهم سيكون بين يدي عيسى ابن مريم ومن خلفه، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - هم بين نبيين، وفي تلك الفترة التي بين النبيين يقلون ويكثرون، يمكنون ويستضعفون، لكنهم لا يهنون ولا يضعفون، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [ آل عمران/146] ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا" على الصراط المستقيم"وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ آل عمران/148] .

هؤلاء لا ينظرون في رضا الناس، رضوا أم غضبوا ولا ينظرون في طلب الدنيا ورئاستها وما يريد الناس وما يجمعهم، ينظرون في شيء واحد ((ما أنا عليه وأصحابي))، هؤلاء لا يقولون رفقا أهل السنة بأهل الأهواء، فإن نبيهم لم يوصيهم بالرفق بأهل الأهواء ولا يقولون رفقا أهل السنة بأهل الشرك والتمسوا لهم المعاذير لعلهم جهلة، لعلهم لم يقتنعوا بأدلة التوحيد، هؤلاء مساكين وهم ينازعون الله في أعظم الحقوق، يعبدون مع الله غيره، قامت عليهم الحجة وهم في ظهر آدم، ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف/174]، لا يهمهم، لا يريدون استرضاء بعض فئات من العالم الإسلامي الذين غرقوا في الشرك، ثم يأتي من يبحث لهم عن المعاذير وأنهم على خير لأنهم لم يقتنعوا بأدلة التوحيد، يا سبحان الله!

منهم من يسترضي أهل الشرك ومنهم من يسترضي أهل الأهواء، ومنهم من يسترضي أهل المعاصي ويقول: لو لم تصل قط فأنت مؤمن ومن أهل الجنة، لو لم تعمل خيرا قط بدون عذر وبدون سبب لا يضرك، إذا تلفظت بالشهادة فأنت في الجنة، والناس افعلوا ما تريدون لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وعجائب تلو عجائب وبدع تلد بدعا، كقرون الثوم كلما قطع قرن خرج عشرة، أو كشعر الشيب كلما نُتفت شعرة خرج عشرة وهذه علامة آخر الزمان.

فيا إخوتي في الله: أنا لا آمرك أن تصلح أحوال العالم بنفسك ولكنك ابذل المستطاع ولكني آمرك أن تنجو بنفسك، انجو بنفسك، ابحث عن هذه الطائفة المنصورة الذين هم يمشون خلف الأنبياء وخلف ورثة الأنبياء صادقين راسخين غير المتلونين ولا الباحثين عن رضا الخلق ولا عن الجماعة على غير التوحيد، يقولون الحق ولو خالف أهواء الناس وإن رغمت أنوفهم، لا يبحثون عن استرضائهم ولا يبحثون عن الرخص التي لا تؤيدها الأدلة، رضي الناس أو غضبوا هذا ليس في أيديهم، اهتدوا أو ضلوا ليس في أيديهم، ابحث عنهم ستجدهم، قد تجد واحدا أو اثنين، الطائفة قد تطلق على الواحد والاثنين، ثم عض بالنواجذ واقبض على الجمر واصبر واكره ما ترى من أمور منكرة، اكره فإن الكراهة أول السلامة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كره سلم)) ثم أنكر بما تستطيع أنكر لا تسكت، من أنكر برئ، أنكر في المجالس أنكر فيما تصل إليه في وسائل الإعلام، أنكر عند العلماء وأخبرهم، ابحث اكتب تكلم لا تساعد هؤلاء الذين ينهبون الدين، جعلوه نهبا لهم، لا تكون عونا لهم، لا تساعد على سرقة الدين من هؤلاء، من هؤلاء الجيوش المرتزقة المنتفعين، وهم يتلونون بألوان شتى كما سبق.

فيا عبد الله: أوصيك وفي رمضان فإنك في زمن قد تعوذ الصحابة أن يدركوه، تعوذ الصحابة بالله أن يدركوه، زمنا جاء أناس اتبعوا سيرة بني إسرائيل، يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق، لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، يتبعون المتشابه، يتركون المحكم، يساعدون الناس في أهوائهم، لا يأمرونهم أم ينهوا النفوس عن الهوى.

فيا أخي في الله: إن كانت تهمك نفسك إن كانت تهمك نفسك فانجو بنفسك وابحث عن الحق والزمه واعلم أن الحق ثقيل، أن الحق فيه ترك المحبوبات، أن الجنة حفت بالمكاره، ما تكرهه أنت هذا الذي حفت به الجنة، أنه يحتاج إلى عض بالنواجذ، ليس الأمر بالسهولة، يحتاج إلى قبض كقبض على الجمر، ومن يطيق القبض على الجمر؟ لا بد من ذلك ولكن أبشر، لك أجر عظيم يبلغ أجر خمسين من أولئك، من أولئك؟ الطائفة المنصورة الأولى التي كانت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن خلفه، أبشر فإن الله لا يخذل أولياءه، يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله من؟ ويضل الله الظالمين، ما يضل الله إلا الظالم، ويفعل الله ما يشاء.

أبشر واعرف أن سر الأمر إرادة الآخرة، فمن أراد الآخرة في قلبه فُتح له الخير في كل جانب، ومن أرد الدنيا حُرم وخُذل ومُكر به وهو لا يشعر وخاصة إذا كان يريد الدنيا بعمل الآخرة، يظهر للناس عمل الآخرة وهو إنما يريد الدنيا بجميع فنونها.

يا إخوتي في الله: تواصوا بالصبر ومروا بالمعروف وانهوا على المنكر واطروا الظالم عن الحق أطرا واقصروه على الحق قصرا وخذوا على يديه وحذروا الناس من منكراته واحذروا أن يذهب دينكم، عرض الدين أعز عندنا من عرض الأشخاص، إذا كان هذا الشخص ينهب الدين فأنت بين خيارين أما أن تحفظ عرضه وإما أن تحفظ عرض الدين أن ينسب له ما ليس منه وأن يُشوه، ولا شك أن مصلحة الدين مقدمة على مصلحة هذا الفرد بإجماع العلماء، فيحذر منه ومن شره، هم العدو فاحذرهم، إذا رأيتم الذين سمى الله فاحذروهم الذين في قلوبهم زيغ، وأنت سل الله الثبات وانجو من أسباب الفتن وابتعد عنها، لا تشهد مشاهد الزور.

إياك إياك أن تجلس في مجالس الزور، إياك إياك أن ترى هذه المسلسلات الخبيثة أو هذه الأفلام أو هذه المواقع أو هذه القنوات لأن الله يقول: ﴿ إنكم إذا مثلهم حتى لو كنت تضحك تتسلى ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ لا في المجالس الحقيقية ولا في المجالس الحكمية ﴿ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء/140] .

مجالس الشبهات، مجالس الأهواء، مجالس البدع، مجالس الشهوات، مجالس النفاق، فر منها كما تفر من الأسد وابشر بالسلامة.

اللهم إنَّا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تثبتنا على الإسلام والسنة، اللهم ثبتنا على الإسلام والسنة، اللهم أنر بصائرنا، اللهم أنر بصائرنا، اللهم أفتح أعين قلوبنا، اللهم علمنا ما كان عليه هو وأصحابه - صلى الله عليه وسلم - ثم أعنا على العمل بذلك والصبر عليه يا رب العالمين، اللهم لا تفتنا فيمن فتن، ولا تمكر بنا فيمن مكر به يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من ارداة الدنيا، اللهم إنا نعوذ بك من ارداة الدنيا، ونعوذ بك أن نريدها بعمل الآخرة فإن هذا غاية التزوير وغاية الاستهزاء بدينك، اللهم إنا نعوذ بك من ذلك، نعوذ بكم من ذلك ونعوذ بك ممن يفعل ذلك، اللهم أشغله بنفسه عن المسلمين وعن دين المسلمين وعن سنة المسلمين يا رب العالمين، اللهم افضحه على رءوس الأشهاد، واظهره على حقيقته يا رب العالمين، يا حي يا قيوم، اللهم أعزنا بالإسلام والسنة وأعز الإسلام والسنة بنا يا رب العالمين، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

أخواني: لا أنصحكم في هذا الشهر بتكثير العبادة، ولكني أنصحكم بإحسان العبادة، فإن القرآن لا يأمرنا إلا بالإحسان ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن ندعو الله بالإحسان لا بالكثرة، فقال: ((يا معاذ إني لأحبك فقل: اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك)) فأحسنوا العبادة.

يا عباد الله، إذا تلوتم القرآن فأحسنوا التلاوة والتدبر، ((لا تهدوه هد الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة)) وهذا كلام ابن مسعود.

إذا صليتم فهذا الوقت تصفد فيه الشياطين وتضيق مجاريها، هي فرصة لإحسان الصلاة مدى العمر أن تبدأ في هذا الشهر، تجاهد نفسك على إحسان الصلاة، على وضوئها والتبكير إليها وخشوعها وطمأنينتها وأوقاتها وجماعتها.

إذا صمتم فأحسنوا الصيام واحفظوه مما يخدشه من اللغو ومن الزور ومن الكذب ومن البهتان ومن الغيبة، إذا تصدقتم فأحسنوا الصدقة ولو كانت قليلة، فإن الله يحبها ويربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون كالجبل العظيم وأصلها تمرة كما في حديث عائشة عند مسلم.

وهكذا أخوتي في الله، ما كان عندكم من طاقة وهم وحرص فاجعلوه في الإحسان لا في التكثير، فإن العمل المحسن المتقن ولو كان قليلا ينفع القلب نفعا بالغا عظيما عميقا، وإن العمل الكثير أقل نفعا، فالله - عز وجل - لم يخلقكم ليبلوكم أيكم أكثر عملا وإنما أيكم أحسن عملا.

وهكذا كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، جاء بعدهم أناس لو رآهم الصحابة لحقروا صلاتهم عند صلاة هؤلاء وقراءتهم عند قراءة هؤلاء والصحابة أفضل منهم.

جاء أناس يقومون الليل أكثر من أصحاب محمد ويختمون القرآن أكثر من أصحاب محمد ويتصدقون أكثر من أصحاب محمد وأصحاب محمد خير منهم، أولا كما قال ابن مسعود لأن أصحاب محمد أرغب في الآخرة وأزهد في الدنيا بقلوبهم، وثانيا: لأن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - صرفوا الهمم بالإحسان بالإخلاص بأن تكون العبادة في غاية الصدق والإخلاص والإحسان والإتقان، يستحون أن يقدوا إلى الله عملا لا يجمل بهم أن يقدموه له، فهذه وصيتي لنفسي ولكم والتوفيق من عند الله والمعونة من عنده وإنما هي أيام معدودات كما قال الله - عز وجل -، قد مضى منها أكثر من السدس أو الخمس وما أسرع ما يلحق الباقي بالفائت ما أحس السائق لو فطن الخلائق، عباد الله:" ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل/90]
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات/182] وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف بكم إذا انفرجتم عن دينكم؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد :: تغريدات وحكم وأمثال-
انتقل الى: