باب
ذكر أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بلزوم الجماعة وتحذيره إياهم الفرقة

حدثنا أبو محمد عبد الله بن العباس الطيالسي قال : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد .
حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال : حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، قال : خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشام . فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قيامي فيكم ، فقال : من أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد .
وحدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال : أخبرنا هدبة بن خالد ، قال : حدثنا أبان بن يزيد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، أن زيد بن سلام ، حدثه أن أبا سلام ، حدثه أن الحارث الأشعري حدثه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات ، يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل يعملون بهن - وذكر الحديث بطوله - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا امركم بخمس ، أمرني الله عز وجل بهن : الجماعة ، والسمع والطاعة، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله عز وجل . فمن فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلا أن يراجع .
وحدثنا الفريابي قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا أيوب عن غيلان بن جرير ، عن زياد بن رباح القيسي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلبة .
وحدثنا أبو بكر عبدالله بن أبي داود السجستاني قال : حدثنا محمد بن بشار و محمد بن المثنى أن محمد بن جعفر حدثهم عن شعبة ، عن غيلان بن جرير ، عن زياد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الجماعة وخالف الطاعة مات ميتة جاهلية . ومن اعترض أمتي برها وفاجرها لا يحتشم من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس من أمتي . ومن قتل تحت راية عمية يعصب للعصبية ، ويقاتل للعصبية ، ويدعو للعصبية - أو قال : لعصبية - مات ميتة جاهلية ، لفظ حديث أبي موسى .
وحدثنا أبو محمد يحيى بن صاعد قال : حدثنا محمد بن سليمان قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن غيلان بن جرير ، عن زياد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج من الطاعة وفارق لجماعة مات ميتة جاهلية .
وحدثنا أبو بكرعبد الله قال : حدثنا محمد بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا أبوهشام الرفاعي قال : حدثنا أبو بكر بن عياش قال : حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ثم خط حوله خطاً وخط خطوطاً ، ثم قال : هذه السبل ، فما منها سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إلبه .
وحدثنا ابن عبد الحميد أيضا قال : حدثنا زهير بن محمد المروزي قال : حدثنا سليمان بن جرير قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وانل ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطا وقال : هذا سببل الله مستقيماً ، وخط عن يمينه وشماله ، ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه . ثم قرأ : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .
عن النواس بن سمعان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ضرب الله مثلا : صراطاً مستقيماً ، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتوحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ، ادخلوا الصراط المستقيم جميعاً ولا تفرقوا ، وداع يدعو من فوق الصراط . فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال له : ويحك ، لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه ، فالصراط : الإسلام . والسوران : حدود الله ، والأبواب المفتحة : محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط : كتاب الله ، والداعي من فوق الصراط : واعظ الله في قلب كل مسلم .
وحدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود قال : حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد قال : حدثنا آدم بن أبي إياس قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه ، عن النواس بن سمعان الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً ، وعلى جنبتي الصراط سوران ببنهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ، ادخلوا الصراط جميعاً ، ولا تتفرقوا ، وداع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد إنسان فتح شيء من تلك الأبواب قال له : ويحك ، لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه ، فالصراط الإسلام ، والستور حدود الله عز وجل ، والأبواب محارم الله تعالى ، والداعي على رأس الصراط كتاب الله جل وعلا ، والداعي من فوق الصراط واعظ الله - تبارك وتعالى - في قلب كل مسلم .
وحدثنا الفريابي قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن منصور ، عن أبي وائل قال : قال : عبد الله رضي الله عنه : إن هذا الصراط محتضر يحضره الشياطين ، ينادون ، يا عبد الله هلم هذا الصراط ، ليصدوا عن سبيل الله تعالى ، فاعتصموا بحبل الله تبارك وتعالى . فإن حبل الله عز وجل هو كتاب الله جل وعلا .
وحدثنا أبوشعيب . .... يدعو إليه . ثم تلا صلى الله عليه وسلم : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .... الخطوط التي عن يمينه ويساره .
وحدثنا أبو بكر بن أبي داود قال : حدثنا البهلول القاضي قال : حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطاً ، وخط خطين عن يمينه ، وخط خطين عن يساره ، ثم وضع يده في الخط الأوسط ، فقال : هذا سبيل الله جل وعلا . ثم تلا عليه الصلاة والسلام : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به .
وحدثنا الفريابي قال حدثنا ميمون بن الأصبغ و أبو مسعود أحمد بن الفرات قالا : حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه ، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً ، وعلى جنبتي الصراط سوران وأبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط . فإذا أراد إنسان فتح شيء من تلك الأبواب . قال : ويحك لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه . فالصراط : الإسلام ، والسوران : حدود الله تعالى . والأبواب المفتحة : محارم الله تعالى . وذلك الداعي على رأس الصراط : كتاب الله عز وجل . والداعي فوق الصراط : واعظ الله في قلب كل مسلم .
قال : حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني قال : حدثني جدي قال : حدثنا موسى بن أعين ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن ثابت بن قطبة قال : إن عبد الله بن مسعود قال في خطبته : يا أيها الناس ، عليكم بالطاعة والجماعة ، فإنها حبل الله عز وجل الذي أمر به . وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة .
وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا زهير بن حرب المروزي قال حدثنا عبد الله بن موسى ، عن عيسى الحناط ، عن الشعبي قال : كان يقال : من أراد بحبحة الجنة فعليه بجماعة المسلمين .
وحدثنا أيضا ابن عبد الحميد قال حدثنا زهير بن محمد قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول قال : قال أبو العالية : تعلموا الإسلام ، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه ، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ، ولا تحرفوا عن الصراط يميناً ولا شمالاً ، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي عليه أصحابه ، فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يفعلوا الذي فعلوه خمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء . فحدثت به الحسن فقال : صدق ونصح . وحدثت به حفصة بنت سيرين ، فقالت : أحدثت بهذا محمداً ؟ قلت : لا . قالت : فحدثه إذاً .
قال محمد بن الحسين : علامة من أراد الله عز وجل به خيراً : سلوك هذه الطريق : كتاب الله عز وجل ، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم ، وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد إلى آخر ما كان من العلماء ، مثل الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام ، ومن كان على مثل طريقهم ، ومجانبة كل مذهب لا يذهب إليه هؤلاء العلماء . وسنبين ما يدينون به إن شاء الله تعالى .