[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم [/rtl]
[rtl]ركنا كلمة التوحيد[/rtl]
[rtl]الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:[/rtl]
[rtl]اعلم رحمك الله تعالى أن الله تعالى ما خلق الخلق، إلا ليعبدوه وحده لا شريك له ويطيعوا أمره ويجتنبوا نهيه ،ولا أمر أعظم من التوحيد ولا منكر أعظم من الشرك، [/rtl]
[rtl]قال الله تعالى:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )،ولذلك أرسل الرسل[/rtl]
[rtl]قال تعالى:( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وأنزل الكتب[/rtl]
[rtl]قال الله تعالى:( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)،فالقرآن الكريم بين التوحيد أتم البيان وأوضحه للجاهل والعالم والكبير والصغير والذكر والأنثى،وكذلك نقيضه من الشرك ،فقامت بذلك الحجة واتضحت المحجة وقام سوق الجهاد بين أولياء الله الموحدين وأعداء الله المشركين، فجردت سيوف من أغمادها،ورفعت راية التوحيد والإسلام خفاقة،وأريقت من أجل إعلائها دماء المخلصين الصادقين من الشهداء الذين ضحوا في سبيل الله بالغالي والنفيس،ومن الذين حملوا هذه الراية ولم يدعوها تسقط في هذا العصر الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ومن سار معه من أبنائه وأحفاده رحمهم الله تعالى، ،وقد قامت دعوته على أربعة أشياء:[/rtl]
[rtl]1- الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله عز وجل بالعبادة وحده.[/rtl]
[rtl]2- التحذير من الشرك والنهي عنه[/rtl]
[rtl]3- تكفير المشركين بأعيانهم[/rtl]
[rtl]4- قتال المشركين عند القدرة والإستطاعة ووجود القوة.وبأنه في حال الضعف الواجب على الموحد الهجرة وعدم مساكنة المشركين وتكثير سوادهم،لأن كلمة التوحيد :لا إله إلا الله تتضمن ركنان أساسيان هما : الكفر بالطاغوت والإيمان بالله عز وجل ،أي أن كلمة التوحيد مشتملة على النفي والإثبات نفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ،وإثباتها له وحده لا شريك له ،فهي إذن تتضمن البراءة من الشرك وأهله ومعاداتهم وبغضهم وتكفيرهم والتحذير منهم وموالاة الموحدين ومحبتهم ونصرتهم والرحمة بهم و مودتهم بالقلوب ومحبتهم ،قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( فالله الله يا أخواني تمسكوا بأصل دينكم وأوله وآخره وأسه ، ورأسه شهادة أن لا إله إلا الله واعرفوا معناها وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين ، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما علىّ منهم أو قال ما كلفني الله بهم فقد كذب هذا على الله وافترى ، فقد كلفه بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم ، فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً [/rtl]
[rtl] قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في أرجوزته:
لم يسلكوا منهج التوحيد بل فتنوا لكل ذي حدث في اللحد مقبور
هذا يطــــــوف وهــــذا في تقـربه يأتي إلـيه بمنـحور ومـنـذور
وذا به مستغـيث في شـدائـده يرجوا الإجـابة في تيسير معسور
فاحكم بتكفير شخص لا يكفرهم فالحـق شمس وهذا غير معذور[/rtl]
[rtl] سئل الشيخ حسن والشيخ عبد الله أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمهم الله جميعاً) عن رجل دخل هذا الدين وأحبه وأحب أهله ، ولكنه لا يعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ؟
فأجابا : ( بأن هذا لا يكون مسلماً إلا إذا عرف التوحيد ودان به ، وعمل بموجبه وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به وآمن بما جاء به .فمن قال لا أعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ، فهو غير مسلم وهو ممن قال الله فيهم :
﴿وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا . أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِيناً ﴾[/rtl]
[rtl]قال الشيخ عبد الله ، والشيخ إبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، في الإجابة على سؤال ورد عليهم لا تصح إمامة من لا يُكفِّر الجهمية والقبوريين ، أو يشك في تكفيرهم ، وهذه المسألة من أوضح الواضحات ، عند طلبة العلم .... ومع ذلك فأهل العلم متفقون على تكفيره ـ يعنون بِشر المريسي ـ وكذلك القبوريون لا يشك في كفرهم ، من شمَّ رائحة الإيمان ) الدرر السنية[/rtl]
[rtl]قال شيخ الإسلام بن تيميه أيضاً: ( من دعا علي ابن أبي طالب فقد كفر ومن شك في كفره فقد كفر) أ . هـ الرسالة السنية [/rtl]
[rtl]قال ابن القيم في بدائع الفوائد(1/134):(وهي أن طريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات فينفي عبادة ما سوى الله ويثبت عبادته وهذا هو حقيقة التوحيد، والنفي المحض ليس بتوحيد وكذلك الإثبات بدون النفي فلا يكون التوحيد إلا متضمنا للنفي والإثبات وهذا حقيقة لا إله إلا الله.[/rtl]
[rtl]قال ابن القيم في المدارج(1/354):(وَمَا نَجَا مِنْ شَرَكِ هَذَا الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ إِلَّا مَنْ جَرَّدَ تَوْحِيدَهُ لِلَّهِ، وَعَادَى الْمُشْرِكِينَ فِي اللَّهِ، وَتَقَرَّبَ بِمَقْتِهِمْ إِلَى اللَّهِ).[/rtl]
[rtl]والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
[/rtl]