أبو عبد الله عبد الكريم أبو عبد الله
عدد المساهمات : 1917 نقاط : 6032 تاريخ التسجيل : 14/03/2011 العمر : 45 الموقع : منتدى أنصار الحق
| موضوع: خارطة «راند» لبناء شبكات الإسلام المعتدل ! الخميس 4 أكتوبر - 9:20 | |
| تنشط حالياً العديد من مؤسسات الأبحاث والدراسات الأمريكية الاستراتيجية في دراسة كيفية تقويض المد الأصولي التي تراها عنصراً رئيساً في تهديد المصالح الغربية حول العالم، وقد خلصت بعض الدراسات إلى أن أحد المحركات الرئيسية لمواجهة هذا المد المتصاعد تكمن في تمتين تيارات «الإسلام المعتدل» باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة انتشار التطرف والتشدد في العالم الإسلامي.
الدراسة الأخيرة لمؤسسة (راند) التي تعتبر أشهر خزانات التفكير السياسي Think Tanks في الولايات المتحدة الأمريكية، والأقرب (عقدياً) للبنتاجون وفكر المحافظين الجدد، تمحورت حول كيفية بناء شبكة من الإسلاميين المعتدلين، وانطلقت الدراسة التي جاءت في 217 صفحة من فرضية أن الصراع مع العالم الإسلامي هو «صراع أفكار» وأن التحدي الرئيس الذي يواجه الغرب يكمن في قدرة العالم الإسلامي على ضبط المد الأصولي، وارتكزت الدراسة في فرضيتها على عاملين أساسيين أولهما أنه رغم ضآلة حجم الإسلاميين الراديكاليين في العالم الإسلامي، إلا أنهم الأكثر نفوذاً وتأثيراً ووصولاً لكل بقعة يسكنها الإسلام سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية، وثانيهما ضعف التيارات الإسلامية المعتدلة والليبرالية التي لا توجد لديها شبكات واسعة حول العالم كتلك التي يملكها الأصوليون. الجديد في استراتيجية (راند) استخدام مصطلح العالم المسلم، عوضاً عن العالم الإسلامي، لتمييز التعامل مع المسلمين، وتصنيف (راند) لأبناء المنطقة، إلى ثلاثة قطاعات رئيسة: المعتدلون التقليديون، المسلمون الليبراليون، والعلمانيون، وكذلك تغيير منهجية العمل الإعلامي/ السياسي من التركيز على القلب (المنطقة العربية) إلى التركيز على الأطراف الإسلامية (الأقل مقاومة) ماليزيا، اندونيسيا وغيرهما، كما تقترح الدراسة بناء شبكة الإسلام المعتدل من خلال أجنحة رئيسة، جناح أوروبا، جناح شرق آسيا، جناح الشرق الأوسط، للوصول إلى الأهداف الرئيسة.
وتبقى إشكاليات الاستراتيجيات الأمريكية الموجهة للشرق الأوسط أنها تتجاهل العناصر الرئيسة وتقفز من الأسباب إلى النتائج، وتعمل على معالجة الأعراض، عوضاً عن مداواة العلل، ففشل مشروع الدبلوماسية الشعبية لتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي، انه كان (أحادي) التوجه، ويتجاهل أسباب الأزمات، بمعنى أن المشاريع الأمريكية الاستراتيجية لا تتضمن إجراء تحولات في العقيدة والسلوك الأمريكي نحو المنطقة وأهلها، وإجراء تغييرات في الخطاب والفعل الأمريكي السياسيين لجهة الموقف الأمريكي من الصراع العربي الإسرائيلي، والموقف من الإسلام، وبقية ملفات المنطقة.
كما أن الاستراتيجيات يفترض أن تكون نتاج عقل جمعي (فريق متنوع) وعبر سلسلة من ورش العمل ومجموعات التركيز، وليس فكر شخص أو شخصين يعتقدان بالحصول على تنازلات دون دفع تكاليف بالمعنى السياسي والحضاري.
خالد الفرم alfirm@gmail.com | |
|